طرفا الصراع السوري غير متحمسين لجولة جديدة من المفاوضات

الصين أعلنت عزمها استضافتهما قريبًا والمعارضة تعد ملاحظاتها على القرار الأممي

صبي يأخذ قسطا من الراحة أثناء بيعه أخشاب التدفئة في معرة النعمان بإدلب أمس (رويترز)
صبي يأخذ قسطا من الراحة أثناء بيعه أخشاب التدفئة في معرة النعمان بإدلب أمس (رويترز)
TT

طرفا الصراع السوري غير متحمسين لجولة جديدة من المفاوضات

صبي يأخذ قسطا من الراحة أثناء بيعه أخشاب التدفئة في معرة النعمان بإدلب أمس (رويترز)
صبي يأخذ قسطا من الراحة أثناء بيعه أخشاب التدفئة في معرة النعمان بإدلب أمس (رويترز)

لا يبدو طرفا النزاع السوري متحمسين كثيرا للقرار الذي صدر عن الأمم المتحدة الأسبوع الماضي وقضى بوقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية «فور اتخاذ الإجراءات الأولية على طريق الانتقال السياسي برعاية الأمم المتحدة». فلا النظام السوري، وكما كرر على لسان رئيسه بشار الأسد أكثر من مرة مستعد للسير بالعملية التفاوضية «قبل القضاء على الإرهاب»، ولا المعارضة تقبل بالجلوس على طاولة المفاوضات قبل حصولها على تعهدات أممية بألا يكون للأسد دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا.
ورغم أن القرار الأممي رقم 2254 حدّد مطلع يناير (كانون الثاني) 2016 موعدا لبدء المحادثات بين المعارضة والنظام، فإنه وحتى الساعة لم يصدر أي موقف رسمي من الطرفين حول استعدادهما المشاركة في المفاوضات وعلى أي أسس.
ويستعد الائتلاف السوري المعارض، الذي انتقد رئيسه خالد خوجة في وقت سابق القرار الأممي، واعتبر أنّه «بمثابة تقويض لمخرجات اجتماعات قوى الثورة في الرياض وتمييع للقرارات الأممية السابقة المتعلقة بالحل السياسي في سوريا»، كما «الهيئة العليا التفاوضية» المنبثقة عن مؤتمر الرياض لقوى المعارضة، للإعلان عن «ملاحظاتهم واعتراضاتهم على القرار وإعادة تحديد الأسس التي يجب الانطلاق منها في أي عملية سياسية مرتقبة»، وهو ما أشار إليه عضو هذه الهيئة والائتلاف جورج صبرا، لافتا إلى أن القرار «إشكالي، باعتبار أن فيه أقوالا طيبة لكن على المستوى العملي قد يؤدي لحرف العملية السياسية عن مسار بيان جنيف».
واستنكر صبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تطرق القرار إلى كون المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مخولا وضع اللمسات الأخيرة على وفد المعارضة التفاوضي الذي تقرره هيئة الرياض، معتبرا أن «وضع المعارضة تحت أي وصاية وحتى ولو كانت وصاية أممية، أمر غير مقبول». وأضاف: «كل المكونات السياسية والعسكرية للمعارضة أرسلت للهيئة التفاوضية أسماء ممثليها، وهناك معايير محددة سنعتمدها لاختيار أعضاء الصف الأول الذين سيشاركون مباشرة في عملية التفاوض، كما أعضاء الفريق الداعم والفريق الاستشاري»، منتقدا مطالبة المعارضة بالإعلان عن أسماء وفدها التفاوضي وعدم سؤال النظام عن ذلك.
وتحدث صبرا عن «ملاحظات جوهرية واعتراضات متعددة لدى المعارضة على القرار الأممي الجديد» كما عن «عدم وضوح موقف النظام منه، ما يعني أنه لا مؤشرات تفاوضية جدية في الأفق، خاصة أننا غير مستعدين على الدخول في أي عملية سياسية لا تعتمد على بيان جنيف بعيدا عن تحريفه وتشويهه».
وفي الوقت الذي يُنتظر فيه أن تكون جنيف مرة أخرى المحطة المقبلة لجولة جديدة من المفاوضات بين طرفي الصراع السوري، أعلنت وزارة الخارجية الصينية يوم أمس الاثنين أن بكين تعتزم توجيه الدعوة لأعضاء في الحكومة والمعارضة السورية في إطار مساعيها للمشاركة في عملية السلام.
وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية، مستشهدا بكلمة وزير الخارجية وانغ يي أمام الأمم المتحدة مطلع الأسبوع، إن الصين ستدعو «قريبا» الحكومة وشخصيات من المعارضة لزيارتها. وأضاف هونغ أن هذه الدعوة تأتي في إطار «جهود الصين للقيام بدور إيجابي لتعزيز الحل السياسي للأزمة».
ونفى أكثر من طرف بارز في المعارضة السورية تلقيه أي دعوة لزيارة الصين للمشاركة بمفاوضات مع النظام. ولم يتضح ما إذا كان الإعلان الصيني جزءا من عملية سياسية دولية مشتركة أم جهدا فرديا تقوم به بكين لتعزيز دورها في المنطقة.
ولا تزال «قوات سوريا الديمقراطية» تنتظر من يتواصل معها لضمها إلى الوفد المعارض الذي سيفاوض النظام في مرحلة لاحقة، في ظل اعتراضات كبيرة من قبل الأطراف التي شاركت في مؤتمر الرياض على انضمام ممثلين عن «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إلى هذا الوفد. وتدفع موسكو باتجاه ضم ممثلين عن «مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع العسكري لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي ترتكز على وحدات حماية الشعب الكردية، إلى هذا الوفد. وهو ما أكده الناطق باسم هذه القوات، العقيد طلال سلو لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أنّه حتى الساعة لم يتم أي تواصل مباشر معهم من قبل الأمم المتحدة بهذا الخصوص، مرجحا أن يحصل ذلك «قريبا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.