فصائل المعارضة تقصف مناطق النظام في دمشق وحلب وحماه

مقتل 6 مدنيين وإصابة 21 بقذائف استهدفت أحد أحياء العاصمة السورية

رجال انقاذ يبحثون عن أحياء جراء غارة جوية روسية في مدينة إدلب (أ.ب)
رجال انقاذ يبحثون عن أحياء جراء غارة جوية روسية في مدينة إدلب (أ.ب)
TT

فصائل المعارضة تقصف مناطق النظام في دمشق وحلب وحماه

رجال انقاذ يبحثون عن أحياء جراء غارة جوية روسية في مدينة إدلب (أ.ب)
رجال انقاذ يبحثون عن أحياء جراء غارة جوية روسية في مدينة إدلب (أ.ب)

وسّعت فصائل المعارضة السورية، يوم أمس (الاثنين)، من عملياتها العسكرية في أنحاء البلاد مستهدفة مناطق خاضعة لسيطرة النظام في دمشق وحلب وحماه، بينما أفيد عن ارتفاع عدد قتلى قصف الطيران الروسي في إدلب إلى أكثر من 50 مدنيا، في خرق جديد للهدنة المبرمة بين قوى المعارضة والقوات النظامية في المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن ستة مدنيين قتلوا وجرح 21 آخرون على الأقل جراء سقوط قذائف على مناطق عدة تحت سيطرة النظام، ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة دمشق «إن إرهابيي ما يسمى (جيش الإسلام) أطلقوا صباح الاثنين قذيفة هاون على حي مساكن برزة السكني (شمال دمشق)، مما تسبب بارتقاء شهيد وإصابة تسعة أشخاص بجروح متفاوتة نقلوا على أثرها إلى المشفى لتلقي الإسعافات والعلاج الطبي اللازم».
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل شخص وإصابة 10 آخرين في قصف صاروخي استهدف أحد أحياء محافظة دمشق، وقال في بيان إن «دوي انفجار سمع في حي مساكن برزة، ناجم عن سقوط قذيفة على منطقة في الحي، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة نحو 10 آخرين بجراح».
في هذا الوقت، استمرت الاشتباكات العنيفة عند أطراف مدينة معظمية الشام بغوطة دمشق الغربية، بين فصائل المعارضة وقوات النظام مترافقة مع قصف مكثف من قبل الأخير على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في أطراف المدينة، في حين ارتفع عدد البراميل المتفجرة إلى ما لا يقل عن 61 التي ألقتها طائرات النظام المروحية على مناطق في مدينة داريا ومحيطها بالغوطة الغربية خلال الـ24 ساعة الماضية، بحسب المرصد.
وفي مدينة حلب شمال البلاد، سقطت قذائف صاروخية على حي شارع النيل السكني، مما تسبب وفق «سانا»، «لمقتل ثلاث فتيات وإصابة اثنتين أخريين بجروح متفاوتة».
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته، أن «القتلى الثلاثة هم ثلاث شقيقات تتراوح أعمارهن بين الـ16 والـ19 عاما». وأفاد بإصابة عدد من المواطنين بجروح جراء سقوط قذائف على أحياء في منطقة الحمدانية، التي تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب.
وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012 بين كتائب المعارضة وقوات النظام التي تتقاسم السيطرة على أحيائها. وتقصف القوات النظامية بانتظام الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة جوا، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي حصدت آلاف القتلى منذ ذلك الحين، بينما يستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية بالقذائف.
وبالتزامن مع العمليات التي تنفذها المعارضة في مدينة حلب، أفيد عن أحكام القوات النظامية سيطرتها على مستودعات بلدة خان طومان الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الجنوبي، بينما لا تزال المعارك بين فصائل المعارضة والقوات النظامية مستمرة، في محاولة الأخيرة السيطرة على البلدة كاملة.
وأفاد قيادي في حركة «أحرار الشام»، لـ«مكتب أخبار سوريا» بأن «قوات النظام والميليشيات الأجنبية المساندة لها سيطرت على مستودعات البرغل في الجهة الشرقية من بلدة خان طومان، بعد معارك عنيفة مع المعارضة، وبغطاء جوي روسي تجاوز مائة غارة، ومئات القذائف المدفعية وصواريخ غراد، تمهيدًا للتقدم أكثر والسيطرة على البلدة كاملة»، على حد تعبيره. وأشار إلى أن للبلدة أهمية استراتيجية «كبيرة» لكونها تقع على الطريق الدولي الواصل بين حلب وحماه، مشيرا إلى أن القوات النظامية تسيطر «ناريا» على مداخل البلدة بعد إحكام سيطرتها على المستودعات.
وأوضح المصدر أن المعارك أسفرت عن أسر المعارضة لثلاثة عناصر من جنسيات عراقية وإيرانية، وقتل العشرات منهم، والاستيلاء على كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر، بينما قتل أكثر من 15 عنصرا من المعارضة.
وفي السياق، استطاعت فصائل المعارضة العاملة في غرفة «فتح حلب» صد محاولة القوات النظامية التقدم على جبهتي سيف الدولة وجب الجلبي وحي الإذاعة وسط مدينة حلب، بعد اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسط لأكثر من ساعتين، قُتل خلالها أكثر من 10 عناصر من القوات النظامية وجرح آخرين، بينما أصيب عدد من عناصر المعارضة بجروح.
وفي غرب حماه أيضا أصيب شخصان بجروح جراء خمس قذائف صاروخية سقطت على بلدة سلحب.
وقال ناشطون إن فصائل المعارضة استهدفت مراكز وتجمعات القوات النظامية في بلدة صلنفة وقمة النبي يونس في ريف اللاذقية بعدد من صواريخ غراد.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين المعارضة والقوات النظامية في محيط تلة غزالة، مع تمكن الأولى من استعادة السيطرة على عدد من النقاط كانت قد خسرتها منذ يومين بعد معارك «عنيفة» مع القوات النظامية. أما في إدلب، فارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 50، الذين سقطوا جراء قصف الطيران الحربي الروسي مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك في خرق جديد للهدنة المبرمة بين فصائل المعارضة والقوات النظامية.
وأفاد الطبيب محمود سعيد العامل في مشفى الشفاء في مدينة إدلب لـ«مكتب أخبار سوريا» بأن الطيران الروسي استهدف بما لا يقل عن ثماني غارات مواقع سكنية متفرقة وسط مدينة إدلب، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 54 مدنيا وإصابة أكثر من 150 آخرين بينهم نساء وأطفال، مرجحا ارتفاع عدد القتلى نتيجة خطورة بعض الإصابات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.