أعربت السعودية أمس، عن ترحيبها بتوقيع اتفاق السلام الذي تم - أخيرا - في مدينة الصخيرات المغربية بين مختلف الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن الرياض تأمل أن يؤدي الاتفاق إلى عودة الأمن والاستقرار في ليبيا في ظل وحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية.
تلقى أعضاء في البرلمانين السابق والحالي أمس دعوات لتشكيل المجلس الأعلى للدولة المعلن ضمن الاتفاق السياسي، والذي سيحل بديلاً عن البرلمانين المتصارعين على السلطة منذ نحو عامين، كمجلس استشاري لحكومة الوفاق الوطني المقترحة برئاسة فائز السراج. لكن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، اعتبر مجددًا أن توقيع بعض أعضاء المجلس على اتفاق سلام في منتجع الصخيرات بالمغرب غير دستوري لأنه اتخذ خارج قبة البرلمان.
وطالب عقيلة أعضاء المجلس بالحضور إلى مقره المؤقت بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، لعقد الجلسات واتخاذ القرارات. وأكد عقيلة في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، أنه لا يقبل بفرض الحلول المعدة سلفًا، التي قال إنها لن تنجح، وإن تم توريدها من قبل بعض الليبيين، مضيفا: «الشعب الليبي لن يقبل ويرضى بهذه الصيغة، التي وصفها بأنها تتعارض مع كرامة الوطن، وشاب تكوينها طائفة من المآخذ القانونية ولم يكتب لها أن تكون نتيجة حوار ليبي». وطالب المجتمع الدولي بدعم الحوار الليبي المباشر الذي استهل بلقاء بينه وبين رئيس برلمان طرابلس، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن يؤدي هذا الحوار إلى اتخاذ قرارات تنفيذية في وقت قصير. وأكد عقيلة أن المؤسسة العسكرية التي يقودها الفريق خليفة حفتر، هي مؤسسة وطنية شرعية لها احترام وتقدير شعبي، وهي بعيدة عن أي تجاذب سياسي أو فكري.
من جهة أخرى، كشف خليفة الغويل رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني التي تدير الأمور في العاصمة طرابلس عن قيامه بزيارة على رأس وفد من حكومته غير المعترف بها إلى موسكو بدعوة رسمية من الخارجية الروسية. ونقل بيان بثته حكومة الغويل على موقعها الإلكتروني الرسمي عنه قوله خلال اجتماعه مع مسؤولين روس إن «محاولات مارتن كوبلر مبعوث الأمم المتحدة الأخيرة بمدينة الصخيرات المغربية وبعض الدول الأخرى لفرض حكومة وصاية على الشعب الليبي لم ولن يكون لها أي قبول لا من الشعب الليبي ولا من طرفي الحوار الرئيسيين المخولين قانونًا بالتفاوض (برلمان طرابلس ومجلس النواب)».
وطالب الغويل في المقابل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وروسيا بضرورة دعم الحوار الليبي / الليبي والذي توج منذ يومين باجتماع رئيسي البرلمان الحالي والسابق في مالطة، مشيرًا إلى أنه تم بموجب هذا الاجتماع تشكيل لجان مشتركة ستعمل خلال الأسبوعين القادمين بتقديم مقترحات لحلحلة كل المشكلات الأمنية والسياسية العالقة بين الطرفين والخروج بحكومة توافق حقيقية.
وبحسب البيان، فقد أكد الجانب أن فرض الحلول والحكومات من أي جهة أو دولة لن يحل المشكل الليبي، بل سيعقده وسيكون سببًا في تعميق الخلافات والنزاعات بين الليبيين. وأعلن الغويل إطلاق سراح خمسة من البحارة الروس الذين كانوا محتجزين في ليبيا بعد استكمال التحقيق معهم وبرأتهم المحكمة الليبية من كل التهم التي كانت موجهة إليهم، لافتًا إلى أن هذه الخطوة لاقت استحسانًا كبيرًا لدى الحكومة والشعب الروسي. وقال إن اجتماعًا سيعقد يوم الاثنين القادم بالعاصمة الروسية موسكو لاستكمال النقاش حول عدد من المواضيع الأخرى التي تهم البلدين بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف.
عسكريًا، لقي 15 شخصًا مصرعهم وأصيب 27 بينهم عسكريون ومدنيون في الاشتباكات التي تدور بين قوات الجيش وميليشيات متطرفة تحمل اسم مجلس شورى ثوار إجدابيا منذ الثلاثاء الماضي. وقال مصدر طبي إن أحد أعضاء المجلس البلدي لمدينة إجدابيا توفي متأثرًا برصاصة أصيب بها في خلال هذه الاشتباكات. ويتطلع المجتمع الدولي إلى توحيد السلطة في ليبيا لمواجهة خطر تمدد تنظيم داعش الذي يسيطر منذ منتصف العام الحالي على مدينة سرت (450 كيلومترًا شرق طرابلس)، واعدًا بأن يقدم لحكومة الوحدة الوطنية دعما سياسيا، مع احتمال مساندتها عسكريًا إذا طلبت ذلك.
ويوم الخميس وقع أعضاء في البرلمانين المتنازعين في ليبيا وشخصيات سياسية أخرى وممثلون للمجتمع المدني، اتفاقًا برعاية الأمم المتحدة في المغرب يهدف إلى توحيد سلطتين تتقاتلان على الحكم منذ عام ونصف عام.
من جهة ثانية، استمر أمس الجدل حول قصة طرد بعثة عسكرية أميركية من ليبيا، حيث كشفت الكتيبة «22» التابعة لقوات الصاعقة التابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي النقاب عن أن قدوم فريق تدريب من القوات الخاصة الأميركية إلى قاعدة الوطية في غرب البلاد، كان في إطار إعادة تنظيم الجيش الليبي وتطويره.
وقالت الكتيبة في بيان لها نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه تم التعاقد معهم في بداية عام 2012 عن طريق وزارة الدفاع ورئاسة الأركان والقوات الخاصة الليبية، لتدريب سرية من الكتيبة 22 صاعقة، مشيرة إلى توقف التدريب بعد عام ونصف بسبب ما حدث في العاصمة طرابلس من أعمال قتالية.
وأوضحت أنه «بعد وقف إطلاق النار تم الطلب من القيادة العامة للقوات المسلحة استكمال البرنامج التدريبي، وتمت الموافقة والتنسيق للبداية الجديدة»، لافتة إلى أنه تم «اختيار قاعدة الوطية الجوية لأنها قاعدة عسكرية يفترض فيها أنها تحت سيطرة الجيش الليبي والقيادة العامة، ولعدم إمكانية التدريب داخل طرابلس في الوقت الحالي، بجانب وجود قرار من رئاسة الأركان العامة ومن غرفة عمليات طرابلس بتمركز الكتيبة 22 صاعقة في قاعدة الوطية الجوية».
وأكدت الكتيبة أنه تم إبلاغ القيادة العامة والمنطقة العسكرية الغربية وغرفة عمليات طرابلس وآمر قاعدة الوطية الجوية بموعد زيارة فريق التدريب يوم الاثنين الماضي، مشيرة إلى أنه بعد ساعتين من وصول الفريق جاء أفراد تابعون إلى كتيبة أبو بكر الصديق، وبتعليمات من آمر كتيبتهم (العجمي العترى) أرادوا مرافقة المدربين إلى مدينة الزنتان لاحتجازهم بحجة أنه ليس لديهم علم بنزول الطائرة ورفضوا تفهم أي توضيح، فرفض المدربون الخروج معهم وأصروا على الرجوع من حيث أتوا، وتم إرسال طائرة لإخلائهم.
وقالت الكتيبة إنها ستلتزم بمهمتها ولن تقوم بنشر مقاطع الفيديو والصور الثابتة والتسجيلات الصوتية الخاصة بطريق التعامل مع فريق التدريب الأميركي، لكنها تحتفظ بحق استخدامها في الوقت المناسب كدليل إدانة لما وصفته بالتصرفات غير المسؤولة. وسبق أن أعلن مسؤولون أميركيون أن فريقا من القوات الخاصة الأميركية وصل إلى قاعدة جوية ليبية لكنهم ما لبثوا أن عادوا أدراجهم من دون أي مشكلات بعدما طلبت منهم جماعة مسلحة محلية الرحيل.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن هؤلاء الرجال «هم فعلا جنود أميركيون»، وأضاف أن هؤلاء الجنود أرسلوا إلى ليبيا «بموافقة مسؤولين ليبيين، مشيرًا إلى أنه حرصًا منهم على «عدم حصول نزاع» لبى العسكريون الأميركيون الطلب و«غادروا دون حوادث». وأكد المسؤول العسكري الأميركي أنها «ليست المرة الأولى» التي يقوم فيها جنود أميركيون بمثل هذه الزيارة لليبيا.
ليبيا: دعوات لتشكيل المجلس الأعلى للدولة.. وترحيب سعودي باتفاق السلام
حكومة طرابلس ترفض «حكومة الوصاية».. واستمرار الجدل حول طرد بعثة عسكرية أميركية
ليبيا: دعوات لتشكيل المجلس الأعلى للدولة.. وترحيب سعودي باتفاق السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة