سلاح «الحماس» نجح مع نيوكاسل وفشل مع تشيلسي

مكلارين يعود للمدرسة القديمة التي لم يفلح مورينهو في استغلالها

مكلارين فطن أن للحماس دورا أيضا في خطته مع نيوكاسل (رويترز)، و مورينهو افتقد حماس لاعبي تشيلسي (إ.ب.أ)
مكلارين فطن أن للحماس دورا أيضا في خطته مع نيوكاسل (رويترز)، و مورينهو افتقد حماس لاعبي تشيلسي (إ.ب.أ)
TT

سلاح «الحماس» نجح مع نيوكاسل وفشل مع تشيلسي

مكلارين فطن أن للحماس دورا أيضا في خطته مع نيوكاسل (رويترز)، و مورينهو افتقد حماس لاعبي تشيلسي (إ.ب.أ)
مكلارين فطن أن للحماس دورا أيضا في خطته مع نيوكاسل (رويترز)، و مورينهو افتقد حماس لاعبي تشيلسي (إ.ب.أ)

يعلم الجميع أن كرة القدم لعبة قديمة مرحة، وهو تعبير ظهر للمرة الأولى بوقت ما بالقرن الماضي، إلا أن دراسة نادي سوانزي سيتي الاستغناء عن المدرب غاري مونك والاستعاضة عنه بمارسيلو بيلسا يذكرنا جميعًا بأن مهمة التدريب بمجال كرة القدم ربما تكون أكثر غرابة وقسوة عن اللعبة ذاتها.
وعند النظر إلى الوراء، تحديدًا منذ خمس سنوات ماضية لدى إقامة المباراة النهائية بدوري أبطال أوروبا لعام 2010 في برشلونة، على سبيل المثال، سنجد أن ذلك اللقاء شهد مواجهة بين جوزيه مورينهو، الساعي للفوز بلقبه الثالث مع إنتر ميلان، ولويس فان غال الذي حاول الفوز بثلاثية هو الآخر مع بايرن ميونيخ. جدير بالذكر أنه لم يسبق أن فاز نادٍ إيطالي أو ألماني بالثلاثية (الدوري والكأس المحلية إضافة لدوري الأبطال) من قبل. وعليه، فإن هذه كانت مغامرة بالنسبة لكلا المدربين لم يسبقهما إليها أحد، وإن كان مورينهو قد سبق له الفوز بالكأس الأوروبية مع بورتو، بينما حقق فان غال الأمر ذاته مع أياكس لكن في وقت أبعد قليلاً.
اقتضى الموقف خروج منتصر واحد فحسب وكان هو مورينهو الذي ودع فريقه في الليلة ذاتها وشرع في الاستعداد للانتقال إلى ريال مدريد. أما فان غال، الذي كان قد سبق له بالفعل تدريب برشلونة، فقد رحل عن بايرن ميونيخ الموسم التالي، وانتقل لاحقًا إلى منتخب هولندا حيث حقق بعض النجاح خلال بطولة كأس العالم الأخيرة.
والمقصود من كل ما سبق أن هذين المدربين ليسا من النوعية الانتهازية التي تتحين فرصة الانقضاض على الفرص السهلة أو يبديان تفاؤلاً ساذجًا يفوق إمكاناتهما، وإنما يتميزان بالجدية ونجحا بالفعل في الفوز ببطولات ويتمتعان بكامل تألقهما. أو ربما على الأقل مورينهو ينبغي أن يكون على هذا المستوى الرفيع من التألق، إلا إذا كانت السنوات الثلاث التي قضاها في تدريب الريال سعيا في اللحاق ببرشلونة قد أنهكته بدرجة تفوق خيال أي شخص. يذكر أن مورينهو لا يتجاوز الـ52 من العمر وقد نجح في اقتناص الدوري الإنجليزي الموسم الماضي مع تشيلسي. أما فان غال فيصغره بـ12 عامًا وربما شرع مستواه في التراجع ببطء منذ سنوات مجده الأولى مع برشلونة، وهي حقيقة لا بد أنها لم تغب عن مانشستر يونايتد لدى سعيهم لإيجاد بديل مؤقت بعد رحيل ديفيد مويز. ومع ذلك، بدا المدرب الهولندي صاحب المؤهلات الأفضل مقارنة بغالبية البدائل الأخرى. وبالنظر إلى أن مانشستر يونايتد يسعى حاليًا لشخص يحقق استقرارًا بالفريق على المدى القصير، وليس لمدرب يبقى معه لعقد أو ما يقاربه، لذا فإن فان غال يبدو اختيارًا منطقيًا.
في المقابل فإن مورينهو الذي تعرض فريقه تشيلسي لأسوأ بداية لفريق حامل على مدار السنوات الأخيرة (لتتم إقالته) رغم أن هذا الأمر بدا في حكم المستحيل عند بداية الموسم. ومع أن نتائج مانشستر يونايتد ليست بالرائعة إلا أن الأمر الذي واجهه مورينهو غير وارد داخل قلعة أولد ترافورد الذين عمد مسؤولوه لتوصيل رسائل إلى فان غال في هدوء تعرب عن رضاهم عن الفريق حتى في الوقت الذي بدأت مسيرته بدوري أبطال أوروبا في التعثر، وأصبح الفريق يقدم واحدًا من أكثر صور أداء كرة القدم كآبة وضعفًا. ورغم ما سبق، تظل الحقيقة القائمة أن مانشستر يونايتد يضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بجانب أنه يحتل المركز الرابع في ترتيب أندية الدوري الممتاز، وإن كان ذلك فقط بسبب عجز توتنهام على بذل محاولة جادة لاقتحام المراكز الأربعة الأولى وإيجاد مكان له بينها.
ولو أن توتنهام تمكن، الأسبوع الماضي، من هزيمة نيوكاسل كان سيتقدم على مانشستر يونايتد بفارق الأهداف. إلا أنه بدلاً من ذلك، تعرض للهزيمة على أرضه على يد واحد من الفرق التي تعد بحق واحدة من أعجايب الموسم الحالي. قد يبدو هذا التقييم قاسيا، وربما يكون كذلك بالفعل بالنظر إلى أن نيوكاسل نجح منذ أسبوع في تسليط الضوء على حقيقة جهود الإنعاش التي يمر بها ليفربول. إلا أنه قبل هاتين النتيجتين، كانت الأوضاع داخل نيوكاسل بلغت حدًا من السوء أدت لظهور دعاوى بالاستعانة بالمدرب كيفين كيغان كمنقذ محتمل.
وفي الوقت الذي ربما يعاني كيغان من بعض أوجه القصور على الصعيد التكتيكي وفيما يخص قدرته على حل المشكلات ـ وهو أمر لا يخفى على أحد، بل واعترف به هو ذاته أكثر من مرة ـ فإن عشقه الصادق لنيوكاسل ربما يبث الحماس في نفوس الجميع ويعيد الروح لأداء الفريق. ورغم تقاعده منذ فترة طويلة، فإن البعض يؤكدون أن كيغان قادر على فهم خبايا نيوكاسل على نحو يعجز عنه المدرب الحالي ستيف مكلارين ـ ربما فيما عدا الوقت الراهن. وهذا تحديدًا ما هو غريب بخصوص التدريب بمجال كرة القدم، فمهما كان تعقيد التخطيط التكتيكي ومهما بلغ تعقيد أسلوب تشكيل الفريق، يظل من الممكن دومًا تحقيق الفوز حال اجتياح اللاعبين دفعة من الحماس الشديد ولو مع حلول منتصف الوقت.
وينتمي هذا الأسلوب للمدرسة القديمة التي يسبق عمرها الجميع بمن فيهم كيغان، رغم أن فكرة الاعتماد على مجرد تحفيز اللاعبين ودفعهم لبذل أقصى ما بوسعهم كان من المفترض أنها ماتت وووريت الثرى منذ أمد بعيد. وهنا تحديدًا يكمن السبب وراء عدم استمرار كيغان طويلاً في تدريب المنتخب الإنجليزي، أو بأي فريق آخر بعد نجاحه الأول مع نيوكاسل، وذلك لأنه وجد صعوبة في تكرار صيغة النجاح التي تبناها بادئ الأمر. وقد جابه كيغان صعوبة في الفوز على فرق منظمة يدرك كل لاعب فيها الدور المنوط به تحديدًا داخل الملعب، بجانب صعوبة الإبقاء على حماس وتحفيز لاعبيه في وقت بدأت نتائج المباريات تنقلب ضدهم.
في المقابل ورغم أن هذا الأمر لم يتكرر مع ستيف مكلارين مدرب نيوكاسل حتى الآن بعد، فإن تحقيق نتيجتين طيبتين ليس بالأمر الكافي لخلق موسم ناجح، لكن تبقى الحقيقة أن المدرب نجح على الأقل في إضفاء طابع مميز وعمود فقري للفريق الذي بدا أنه يفتقر إلى كليهما على امتداد الشهور القليلة الماضية. وفي حديثه عن لاعبيه خلال لقاء توتنهام، قال مكلارين: «كانت الضجة عارمة داخل غرفة تبديل الملابس، رغم أننا كنا مغلوبين بفارق هدف بحلول نهاية الشوط الأول. وكان الجميع يصيح: دعونا نقاتل، دعونا نمضي».
ربما ما يعنيه ذلك أن هذه الضجة داخل غرفة تبديل الملابس كانت غائبة في المباريات السابقة، وأن اللاعبين خلال تلك اللقاءات تقبلوا مصيرهم المحتوم في إذعان واستسلام أو أجبروا على الصمت بسبب ضخامة المهمة الملقاة على عاتقهم. في الواقع، هذا يفسر بالتأكيد مستوى الأداء الذي قدمه الفريق ببعض المباريات. وبالفعل، يستحق مكلارين الإشادة لإحداثه تحول بأداء الفريق، وإن كان لم يتضح بعد ما إذا كانت الأزرار السحرية التي تدفع نيوكاسل لتقديم أفضل أداء لديه يمكن الاستمرار في الضغط عليها طوال الفترة المتبقية من الموسم. وبغض النظر عن حقيقة ما حدث، تظل الحقيقة الواقعة أن مكلارين نجح في تحقيق نتائج مبهرة أمام اثنين من ألمع المدربين بالدوري الممتاز ـ وإذا كان نجاحه قد تحقق من خلال الأسلوب القديم القائم على بث الحماس في نفوس اللاعبين الذين لم يبد دومًا أن هدفًا مشتركًا يجمع صفوفهم، فإنه ربما أفلح أخيرًا في فهم خبايا نيوكاسل.
وربما ينجح مكلارين في فهم نيوكاسل أكثر من نجاح فان غال في فهم مانشستر يونايتد، خاصة أن المدرب الهولندي يشتهر بامتلاكه فلسفة بعينها والتي رغم حديثه بإسهاب عنها عبر مؤتمراته الصحافية لا يبدو أن لاعبيه استوعبوها تمامًا. في المقابل، فإن مكلارين لا يستخدم أيا من هذه المسميات المهيبة مثل كلمة فلسفة، لكنه نجح أخيرًا على أرض الواقع في التواصل بنجاح وفاعلية مع لاعبيه، وهو تحديدًا الأمر الذي ناضل مورينهو منذ بداية الموسم لتحقيقه وفشل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».