طالب المئات من أبناء محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، بسرعة فك الحصار عنهم ومساعدتهم من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح التي تواصل ارتكابها لمزيد من الانتهاكات بحق المواطنين وتواصل خرقها للهدنة.
ودعا أهالي تعز، بعد صلاة الجمعة بوسط مدينة تعز، المجمع الدولي إنقاذهم من الموت المحقق على يد الميليشيات الانقلابية التي تواصل قصفها وحصارها المطبق، وإنقاذ مرضاهم وجرحاهم الذين لا يلقون العلاج لإنقاذهم ولا حتى أسطوانات الغاز بسبب اسمرار الميليشيات للحصار على جميع المنافذ وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية وكل مستلزمات العيش.
ولليوم الرابع على التوالي من بدء محادثات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة في سويسرا، تواصل ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بخرقها للهدنة من خلال قصفها للأحياء السكنية من أماكن تمركزها بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وأفاد شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن «الميليشيات الانقلابية لا تزال تخترق هدنة وقف إطلاق النار وتقصف بشكل عنيف بصواريخها الأحياء السكنية، حيث وتركز القصف أمس على حي المناخ وسط المدينة من مكان تمركزها في الدفاع الجوي بمدينة النور، وأيضًا من خلال تمركزها في منطقة حذران، غرب المدينة، بإطلاق صاروخ كاتيوشا باتجاه الضباب».
وأضاف الشهود، أن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قصفت قرى جبل صبر بمدافع هاوزر من تبة الظنين في معسكر اللواء 35 ومن نقطة الخمسين أسفل المعسكر جوار محطة الغاز، مخلفة وراءها عددًا من الجرحى».
إلى ذلك، نفت أكثر من 200 جمعية ومؤسسة تعمل في المجال الإغاثي والإنساني في محافظة تعز، تحمل اسم «ائتلاف الإغاثة الإنسانية»، وصول المساعدات الإنسانية والطبية التابعة للأمم المتحدة إلى الأحياء السكنية التي تفرض ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية حصارًا عليها منذ أشهر كما أعلن منسق الشؤون الإنسانية الأممي.
وقال ائتلاف الإغاثة الإنسانية في بلاغ يوضح فيه حقيقة دخول المواد الغذائية للمناطق المحاصرة في تعز، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنهم «فوجئوا ببيان أصدر من منسق الشؤون الإنسانية لدى مكتب الأمم المتحدة السيد جيمي ماكغولدريك، والذي تحدث فيه أنهم استطاعوا إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأماكن المحاصرة في مدينة تعز».
وأكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية «عدم وصول أي معونات أو مساعدات إنسانية أممية حتى اللحظة إلى الأماكن المحاصرة وما وصل من مساعدات إلى تعز تظل في مناطق خارج المدينة ولا تدخل إلى المناطق المحاصرة أو يتم تخزينها في أماكن غير محددة من قبل برنامج الغذاء العالمي».
وأشاروا إلى أن «القصف لا يزال مستمرًا على المدينة وهناك العشرات من المدنيين قضوا جراء هذا القصف العشوائي خلال فترة ما يسمى الهدنة، وأن المستشفيات في تعز لا تزال تعاني من نقص حاد في مادة الأكسجين وهناك عشرات الوفيات التي قضت بسبب عدم القدرة على التعامل معهم في غرف الطوارئ والعمليات نتيجة انعدام الأكسجين، ولا تزال المدينة، أيضًا، تعاني من الحصار الخانق ولم تدخل إليها أي مواد ومساعدات طبية ضرورية».
وكان منسق الشؤون الإنسانية لدى مكتب الأمم المتحدة جيمي ماكغولدريك، قال في بيانله، إنهم استطاعوا إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأماكن المحاصرة في المدينة، في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة، أول من أمس، أن المشاركين في مباحثات السلام التي ترعاها المنظمة الدولية في سويسرا، توصلوا إلى اتفاق على مبادرة فورية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز.
من جهتها، دشنت مؤسسة تمدين شباب، أمس، بمدينة تعز، وبالتنسيق مع الهيئة العامة لمياه الريف المرحلة الثانية من توزيع 7 ملايين و200 ألف لتر من المياه لسكان المركز (د) بالدائرة (30) بمديرية المظفر بتمويل من منظمة اليونيسيف.
وقال المدير التنفيذي للمؤسسة، حسين السهيلي، خلال التدشين، إن «المرحلة الثانية من المشروع سيتم فيها توزيع 120 ألف لتر من المياه بشكل يومي لمدة شهرين بصورة مستمرة ولعدد 15 ألف نسمة في المركز (د) بالدائرة (30) بمدينة تعز عبر 24 نقطة تزويد (خزانات مياه) موزعة في أحياء المركز الضربة العليا - الضربة السفلي - المحروقات»، لافتا إلى الجهود التي تبذلها الفرق الميدانية والفرق المشرفة بهدف تنفيذ المشروع وفقا للخطة المعتمدة والآلية المحددة مع المنظمة الداعمة.
وفي السياق ذاته، قال المركز الإنساني للحقوق والتنمية بتعز، في بيانه حول الأوضاع المأساوية بتعز، إن «محافظة تعز تعيش أوضاعا مأساوية نحو الموت الجماعي لسكان مدينة تعز الحالمة، والموت الجماعي والخطر يخيم على أبناء محافظة تعز ويهدد حياتهم، حيث يتزايد خطره كل يوم، خصوصا من فقدوا ويفقدون الحياة ممن يرقدون المستشفيات ويموتون على أسرة المستشفيات بسبب انقطاع مادة الأكسجين جراء الحصار الخانق الذي يمارس على مدينة تعز وقد ارتفع عدد الضحايا الذين فقدوا الحياة لانقطاع الأكسجين في مستشفى الروضة من العدد (5) إلى العدد (7) نتيجة الحصار الذي يمارس على أبناء تعز من قبل ميليشيات الحوثي وقوات صالح ويحرمهم عيشتهم الكريمة وحقهم في الحياة التي كفلها الدستور والقانون وصانتها الشرائع والأديان وتكفلت بحمايتها المعاهدات والمواثيق الدولية».
وحمل المركز كل المسؤولية «ميليشيات الحوثي وقوات صالح بسبب حصارها الخانق الذي تمارسه على مدينة تعز وتمطر أحياءها بقذائف الموت المتنوعة، كاتيوشا، وهاوزر، وهاون، و23 مضاد، وغيرها، طوال فترة ثمانية أشهر»، وناشد الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية ونائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح «حماية مواطنيهم ورعاياهم وضمان حياتهم دستورا وقانونا، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات العالمية لحقوق الإنسان».
أهالي تعز يطالبون بسرعة إنقاذهم وفك الحصار
المركز الإنساني للحقوق والتنمية: الموت الجماعي يخيم على أبناء المحافظة
أهالي تعز يطالبون بسرعة إنقاذهم وفك الحصار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة