مصر تعترف بوجود تحديات مرتبطة بسد النهضة

بعد فشل مباحثات اللجنة السداسية في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الفنية

مصر تعترف بوجود تحديات مرتبطة بسد النهضة
TT

مصر تعترف بوجود تحديات مرتبطة بسد النهضة

مصر تعترف بوجود تحديات مرتبطة بسد النهضة

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أمس، أن هناك تحديات تواجه المسار الفني مع إثيوبيا حول سد النهضة، وأنه لا داعي للقلق الزائد حول هذا الملف.
وقال أبو زيد، في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين أمس، إن هناك تحديات تواجه المسار الفني خلال الأشهر الأخيرة على خلفية توقف عمل المكتب الاستشاري الفرنسي والهولندي أيضا. وأوضح أن عملية اختيار المكاتب الاستشارية كانت معقدة وطويلة، ذلك أن «تحديد مكتب استشاري يحظى بإعداد الدراسات كان عملية مطولة، لأننا نتحدث عن دراسات تتعلق بالآثار المائية على دول المصب، والآثار الاجتماعية والاقتصادية»، وحين تم الاتفاق مع المكتبين لم ينجحا في التوصل إلى الدراسات المطلوبة، ولم يتوصلا للتوافق المطلوب، والتأخر لم يكن من أي دولة من الدول المعنية بأزمة السد، لكن التأخير كان من المكتبين اللذين لم يتوصلا للدراسات.
وأشار المتحدث إلى أن الأمر عاد للإطار الفني الثلاثي للتوصل إلى بدائل أخرى، قائلا: «إننا أمام عنصر الوقت، وقد برزت الحاجة إلى ضرورة تدخل المسار السياسي لمحاولة البحث عن بدائل خارج الصندوق لحل الأزمة». وأوضح أبو زيد أنه «بعدما تجاوزت الأزمة الإطار الزمني كان مطلوبا من وزراء الخارجية معرفة ما يمكن فعله، ولذلك تم طرح الأمر للنقاش بين الدول الثلاث، وقد اتسم الاجتماع بقدر كبير من الشفافية، ومصر طرحت شواغلها، ولا يمكن تجاوز الإطار الزمني، ومن دون هذه الدراسات لن نستطيع تحديد الآثار المحتملة للسد على دول المصب بشكل علمي ودقيق ومتفق عليه، ويجب أن نلجأ لطريق محايد للقيام بهذه الدراسات».
وأكد المتحدث أن إثيوبيا وقعت على اتفاق بالفعل مع مصر، ينص على قواعد ملء وتشغيل السد بإرادتها، وهذه مسألة معقدة وفنية، مشيرا إلى أنه «من الضروري تناول الموضوع الإثيوبي بعيدا عن القلق الزائد، ولا يجب أن نهول منه، ولكن يجب إتاحة الفرصة للدول الثلاث للتفاوض، وإعطاؤها الوقت المتاح».
كما أعرب المتحدث عن أمله في خروج الاجتماعات المقبلة بالنتائج المرجوة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية سامح شكري قال إنه «ليس هناك فائز أو خاسر.. فإما نفوز معا أو نخسر معا». واعتبر المتحدث أن القلق من قبل الرأي العام مشروع وطبيعي، مؤكدا أنه لا يمكن لأي مسؤول مصري أن يفرط في حقوق المواطنين.
وفشلت الأسبوع الماضي مباحثات اللجنة السداسية، المكونة من وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الفنية التي تختلف عليها بشأن سد النهضة، واضطر المجتمعون إلى تأجيل اجتماعهم إلى 27 من الشهر الحالي، دون أن يكشفوا عن فحوى الجلسات المغلقة التي أجروها، أو المشاورات الجانبية التي استمرت ليومين، بيد أنهم رفضوا وصم اجتماعهم بـ«الفاشل».
وتهدف المفاوضات التي بلغت العاشرة في الترتيب، للتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن آليات عمل المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي، المتعلقة بإجراء دراسات هيدروليكية وبيئية واقتصادية واجتماعية، وفقا للموقف المصري. واختتمت الجولة، التي كان متوقعا أن تكون حاسمة بشأن الترتيبات الفنية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، دون إبلاغ أجهزة الإعلام بفحوى المباحثات التي جرت بالعاصمة السودانية الخرطوم. فيما أعلن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، في بيان ختامي مقتضب عقب الجولة العاشرة من تلك المفاوضات، عن اتفاقهم على مواصلة الاجتماع في الخرطوم نهاية الشهر الحالي، بقوله: «لقد اتفقنا على مواصلة اجتماعنا بنفس مستوى التمثيل يومي 27 و28 من الشهر الحالي هنا في الخرطوم».
وأعلنت إثيوبيا أن بناء السد سيكتمل في غضون عام 2017، وأنها أنجزت أكثر من 47 في المائة من الإنشاءات، وأنها ستبدأ في التخزين الجزئي للمياه ابتداء من العام المقبل، وقطعت بأنه لن يضر بمصالح بلدان الحوض. لكن مصر تبدي مخاوف من تأثير بناء السد على حصتها من مياه النيل، خاصة في أعوام ملء بحيرة الخزان، وتعتبر السعة التخزينية للسد المقدرة بـ74 مليار متر مكعب خصما من إيراداتها من المياه، وتصر على إبطاء عمليات الإنشاء لحين اكتمال الدراسات الفنية المتعلقة بتأثيرات السد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والهيدروليكية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.