قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، إن التحالف الإسلامي العسكري الذي أطلقته السعودية لمحاربة الإرهاب في غاية الأهمية لحماية الشباب العربي من الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة التي تسعى للشباب بـ«خطابها المعسول»، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «النصر على التطرف باتحاد الأمة الإسلامية والعربية تحت هدف واحد، وهو ما تحقق في تحالف السعودية».
ويحظى التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلنته السعودية، والمكون من 34 دولة لمحاربة الإرهاب، بقبول دولي وعربي وشعبي، وقال واصل إن «التحالف العسكري سوف يصلح حال الأمة ويحمي الشباب من الاستهداف من قبل الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتهم (داعش)»، لافتا إلى أن تنظيم داعش الإرهابي «مفسدون في الأرض، ولا علاقة لهم بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد». وتابع: «هؤلاء إخوان الشياطين مدعومون من أعداء الإسلام الذين يكيدون للإسلام ويريدون النيل منه ويريدون أن يوقدوها حربا عالمية على الإسلام».
وأوضح مفتي مصر الأسبق أنه «لا سبيل لمواجهة التنظيمات الإرهابية إلا بأن تواجه الأمة الإسلامية والعربية هؤلاء، ولا خلاص للأمة منهم إلا بالاعتصام بحبل الله المتين، والاتحاد لمواجهة أي خطر آخر». وأضاف أن «تطبيق ذلك على أرض الواقع يقتضي أن يتفق العرب والمسلمون على مواجهته، وهو ما فعلته السعودية باتخاذ قرار التحالف العسكري»، لافتا إلى أن «العالم يرى أن هؤلاء (أي داعش) يمثلون الإسلام، وأن إرهابهم هو ما جاء به الإسلام. والإسلام منهم براء.. فالقضية جد خطيرة ولا يكون النصر إلا باتحاد الأمة الإسلامية والعربية تحت هدف واحد وقلب واحد».
وعن تزايد توجيه أصابع الاتهام إلى الإسلام والمسلمين بالإرهاب، قال واصل، وهو عضو بهيئة كبار العلماء بمصر: «إن الإسلام دين أمن وسلام ولم يأمر يوما بقتل الناس أو الإفساد في الأرض بغير الحق، كما صورته الجماعات الإرهابية للعالم، وللأسف الشديد هذه الصورة التي يأخذها الغرب على الإسلام بأنه إرهاب جاءت نتيجة صورة خاطئة تكونت بسبب تسميتهم بـ(الدولة الإسلامية) و(الخلافة الإسلامية)».
وحول عدم تكفير المؤسسات الدينية في مصر لتنظيم داعش، قال واصل: «لا يمكن وصف أفراد التنظيم بـ(الكفار)»، لافتا إلى أن «التكفير أمر سهل، لأننا لو كفرناهم سيكفر الناس بعضهم بعضا ويتقاتلون فيما بينهم»، موضحا أن تنظيم داعش يعارض ثوابت الإسلام ومبادئه وينطبق عليه الوصف الشرعي بأنهم «مفسدون في الأرض».
ولفت مفتي مصر الأسبق إلى أن «واقع الأمة الإسلامية والعربية يسوده التفرق وأصبح يعاني حالة من الاحتراب، وأصبح واقعا مؤلما وسيئا تتنازعه تنظيمات وجماعات تبحث عن أهداف وأطماع غربية لتفكيك الدول الإسلامية وتنفيذ تخطيط أعدائنا، فما يحدث من قتال وحروب داخلية وتمزق للأوصال، وما تقوم به التنظيمات الإرهابية من قتل وحرق وخراب ديار العرب والمسلمين وغير المسلمين، هو إفساد في الأرض، لا علاقة له بالإسلام. كما تحركه نوازع سياسية وأجنبية ولا علاقة له بالفكر الديني الوسطي، بل هو تطرف وإرهاب وفكر شاذ يتعين مواجهته باقتلاع جذور الإرهاب وحماية الشباب العربي والإسلامي من الوقوع في براثن الإرهاب، ولذلك فإن التحالف العسكري سوف يصلح حال الأمة ويحمي الشباب من الاستهداف من قبل الجماعات المتطرفة».
وعن استهداف الشباب من قبل التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتهم «داعش»، قال واصل إن «الشباب فقد منظومة القيم والأخلاق والقدوة، وأصبحنا نعيش في غياب لدائرة الأخلاق والقيم والتربية الإسلامية التي أمر بها المشرع وغياب الرقابة الأسرية والانفتاح على الثقافات الأخرى دون توجيه، إلى جانب غياب الثقافة الإسلامية حتى يمكن تحصين الشباب من الانجراف في سيل الإرهاب، ولم نسمع في يوم ما أن هناك مادة للثقافة الإسلامية للشباب لتعريفهم بالإسلام الصحيح»، إلا في العهد القريب بعدما وجّه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بإقرارها على طلاب المعاهد الأزهرية.
ولفت الدكتور نصر فريد واصل إلى أن «دور المدرسة أصبح دورا علميا فقط، بجانب الإعلام الذي لعب دورا كبيرا في غياب هذه المنظومة، موضحا أنه لا بد من إطار محكم بمشاركة كل المؤسسات من أجل حماية الشباب وإعدادهم حتى لا يكونوا وقودا للإرهاب، بل يكونون نافعين لدينهم ولوطنهم ولمجتمعهم. والأزهر لا يدخر جهدا في إعداد الشباب لمواجهة الغزو الثقافي وافتقاد القيم والأخلاق الذي يتعرض له، من خلال الندوات والدورات التثقيفية التي يقوم بها في التجمعات الشبابية».
مفتي مصر الأسبق: التحالف العسكري يهدف إلى حماية الشباب من الوقوع في براثن الإرهاب
أكد أن «داعش» يسعى إلى إشعال حرب عالمية على الإسلام
مفتي مصر الأسبق: التحالف العسكري يهدف إلى حماية الشباب من الوقوع في براثن الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة