تصاميم السهرة.. خيارات تصب في صالح المرأة العربية

تألقي مثل النجمات.. لكن بأسلوبك الخاص

تصاميم السهرة.. خيارات تصب في صالح المرأة العربية
TT

تصاميم السهرة.. خيارات تصب في صالح المرأة العربية

تصاميم السهرة.. خيارات تصب في صالح المرأة العربية

عندما تفكر المرأة في فساتين المناسبات والسهرة، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنها الذهبي والتطريزات الغنية، واللون الأسود طبعًا على أساس أنه رحيم بها ولا يخذلها أبدا. مصممو الموضة، في المقابل، يعملون منذ سنوات على تغيير هذه الفكرة، بدليل أن الفساتين التي يطرحونها في المواسم الأخيرة لا تخضع بالضرورة لهذه المواصفات، فهي إما هندسية أو مطرزة بالأسلوب اليدوي القديم أو برسمات ديجيتال عصرية. حتى التصاميم تغيرت كثيرا، حيث غابت تلك التي تعتمد على كشف مفاتن الجسم من خلال فتحات تصل إلى الخصر أو ياقات تكشف الصدر وحلت محلها تصاميم بياقات عالية وأكمام طويلة وإلغاء أي فتحات لا لزوم لها. وكانت النتيجة أكثر من مثيرة بغموضها وفنيتها. ما يحسب لهؤلاء، وعلى رأسهم بيير باولو بيكيولي وماريا غراتزيا كيوري، مصمما دار «فالنتينو» أنهم غيروا مفهوم الإثارة، وحولوها من الحسية إلى الفنية. وأهم عنصر هنا هو الذوق الرفيع الذي يعني أيضًا تجنب الوقوع في مطب المبالغة، خصوصًا أنه من السهل جدا في هذه الفترة أن نسمح لأنفسنا بتبني ما يمكن اعتباره في الأيام العادية سرياليا، وكأن هناك شيئًا في الهواء يؤثر على العقل والمزاج، ويجعل هرمونات الأندروفين تستيقظ وتتزايد لتجعلنا أكثر جرأة وثقة.
والنصيحة هنا إذا كانت النية هي الحصول على إطلالة متألقة ومتميزة، أن تضعي نصب عينيك صورة مارلين مونرو أو لورين باكال، والابتعاد عن أسلوب المغنية شيرلي باسي، الذي يعتمد على فساتين تلمع بالترتر والخرز.
هذا لا يعني عدم الجرأة، لكن الجرأة المطلوبة حاليًا هي التصاميم المبتكرة التي تأخذ بعين الاعتبار المناسبة وأهميتها: هل هي حفل حميم في بيت صديقة، وهنا فإن فستان كوكتيل يكفي، أم هي حفل كبير في فندق فخم، وهنا قد تحتاجين إلى فستان طويل أو تايور توكسيدو من المخمل؟
التطريز لم يُلغِ تمامًا من قاموس الموضة، ومناسبات المساء والسهرة، بل العكس، فهو لا يزال دارجًا ومقبولا، على شرط أن يكون بجرعات محسوبة، علما بأنه ظهر في الكثير من عروض الأزياء. ظهوره هذا يشير إلى أنه سيبقى حاضرًا في الموسمين المقبلين، إن لم نقل أطول، وليس بالضرورة من خلال فساتين طويلة، بل أيضًا من خلال قطع منفصلة مثل الـ«تي - شيرتات» والتنورات والجاكيتات والكنزات. والحقيقة أن هذه القطع أفضل من فستان طويل، لأنك ستستفيدين منها أكثر وفي مناسبات مختلفة، بتنسيقها مع قطع أخرى تضفي عليها مظهرا متجددا في كل مرة.
الجميل في تصاميم السهرة هذا الموسم أن تأثيرها كبير، رغم أنها لا تلمع أو تبرق دائما. فقوتها تكمن في قصاتها وخاماتها، لا سيما الخامات التي ترتبط بالفخامة مثل المخمل والبروكار أو اللاميه، لأنها لا تحتاج إلى أي زخرفات إضافية، وإن كان بعض المصممين يضيفونها من باب الفنية وليس الاستسهال. أناقتها الهادئة أثبتت أنها لا تكشف عن جانب مبدع وواثق من شخصية صاحبتها فحسب، وهو جانب يخول لها اللعب بالألوان والنقشات بطريقتها الخاصة، بل يعكس أيضًا فهمها للموضة ومواكبتها لتطوراتها. من البيوت التي دخلت مجال أزياء المساء والسهرة أخيرا «هيرميس» و«بيربري»، ورغم أن الأولى فرنسية راقية والثانية بريطانية تخاطب شرائح أوسع، فإن القاسم المشترك بينهما كان تصاميم بسيطة للغاية، تبدو للوهلة الأولى أنسب للنهار، لأنها لا تدخل ضمن موضة «الماكسيميلزم» التي ينادي بها البعض، إلا أنها تسربت لمناسبات السجاد الأحمر بفضل نجمات لا يردن البريق، عدا أنها أكدت أنها تخدم المرأة.
- الألوان الصارخة والفاتحة هي موضة الموسم بلا شك، لكن الأسود لا يغيب أبدا، فهناك ارتباط وثيق بينه وبين المرأة التي تثق فيه ثقة عمياء، ولا تستغني عنه مهما تغيرت الموضة. والحقيقة أنه أكد لها منذ ظهوره في بداية القرن الماضي إلى اليوم، من خلال الفستان الناعم، أنه لا يخذلها أبدا، على شرط أن تعرف كيف توظفه بطريقة عصرية، وتخرجه من إطار المضمون، حتى لا تعطي الانطباع بالتكاسل أو عدم مواكبة تطورات الموضة. لحسن حظ عاشقات هذا اللون أن الدلائل تشير إلى أنه سيعود ليكون مضادا قويا في وجه الألوان الفاتحة والمتوهجة، بدليل أن محلات مهمة، من «برادا» إلى «زارا» تحتفل به هذه الأيام، وتزين واجهاتها بقطع تستعرض جمالياته، سواء كانت فساتين للنهار أو المساء والسهرة، أو بنطلونات وتنورات وغيرها.
- للاستفادة منه إلى أقصى حد بطريقة تضفي عليك إطلالة عصرية ومنتعشة، عليك اختياره بتفاصيل من الدانتيل مثلا، أو من المخمل. يمكنك أيضًا إضافة إكسسوارات جريئة سواء كانت على شكل جواهر أو حذاء بلون صارخ، مثل الأحمر أو مطرز بالورود والترتر.
- إذا كنت ممن يحن للزمن الجميل، وعصر السينما الذهبي، فهذه مناسبة لكي تحققي حلمك وتلعبي دور واحدة من نجمات ذلك العصر ولو لليلة واحدة، باختيار فستان طويل بتصميم من الأربعينات أو الخمسينات، مع مراعاة خامته. فرغم أن التصاميم تبدو متشابهة، فإن أقمشتها تفرق كثيرا عما كانت عليه بفضل تطور التقنيات في العقد الأخير.
- إذا كنت ممن عايشن موضة السبعينات، لا تتخوفي من طبعات الورود الحالية، فهي موضة قوية وعصرية في الوقت ذاته. الجميل فيها أنها تختلف عن تلك التي ظهرت في تلك الحقبة وارتبطت حينها باسم «لورا آشلي» بما أصبحت توحيه من رومانسية أقرب إلى السذاجة منها إلى الفنية. باقات الورد التي يقترحها عليك المصممون هذا الموسم، في المقابل، تتضمن فكرة أعمق وتقنيات أعلى، بفضل مصممين مثل إيرديم، وكريستوفر كاين، وماريا كاترانزو وآخرين. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ألوان النهار ليست هي ألوان السهرة والمساء نفسها، فورود تجسد عباد الشمس بالأصفر، مثلا تناسب النهار، بينما ورود القرنفل بالأحمر تناسب النهار والمساء على حد سواء.
- الخطأ الذي تقع فيه الكثير من النساء أنهن يفكرن في عمرهن عندما يُحضرن أنفسهن لمثل هذه المناسبات، ولا يعطين التصميم أهمية كبيرة من ناحية مناسبته لمقاييسهن الجسدية ومقاساتهن. فليس كل شيء يظهر على صفحات المجلات أو يبدو أنيقًا على نجمة يمكن أن يكون له التأثير نفسه. الذكاء هنا هو اختيار المناسب، من ناحية القصات والألوان والأقمشة، سواء كنت في العشرينات أو الستينات من العمر.
- مهم أيضًا تجنب الياقات المفتوحة بشكل فاضح، لأنها لم تعد موضة كما لا تعبر عن ذوق رفيع في وقت أصبحت فيه الفساتين بياقات عالية وأكمام طويلة هي عنوان الأناقة العصرية. والفضل يعود إلى مصممين شباب نجحوا فيما فشل فيه غيرهم، وهو إغواء المرأة الشابة على تبني الحشمة والتطريزات اليدوية عوض بريق الترتر والخرز أو أحجار الكريستال وحدها.
- من الأخطاء الأخرى التي تقع فيها بعض النساء، أنهن يلبسن فستان سهرة رائعًا ومميزًا، ثم يضعن فوقه معطفهن العادي، وهو ما يؤثر على الإطلالة وعلى تأثيرهن الأولي عند دخول مكان الحفل. فكري دائما في أن تكون الصورة متكاملة، من الألف إلى الياء، فكل قطعة وكل إكسسوار يكمل الفستان ولا يجب أن يكون أي منها حلقة ضعيفة.
- فستان كوكتيل وطويل ليس الخيار الوحيد في المناسبات الكبيرة، بل يمكنك مزج قطع منفصلة ببعضها البعض وخلق إطلالة درامية لا تقل تأثيرا، مثل بنطلون مع جاكيت «توكسيدو» أو تنورة مطرزة مع قميص أبيض بسيط.
- إذا لم يكن الأسود لونا مفضلا لديك، لكنك تعتقدين أن الألوان الداكنة تناسبك وتزيدك رشاقة، فهناك بدائل أخرى لا تقل جمالا عنه، مثل الأزرق الغامق.
- إذا تمعنت في إطلالة النجمات هذه الأيام، فستلاحظين أنهن لا يبالغن في استعمال الإكسسوارات وتكتفين بما قل ودل. إذا اخترت أقراط أذن طويلة، مثلا، فلا داعي لقلادة، وإذا اخترت ساعة فخمة فلا داعي لسوار إلا إذا كان ناعمًا. تجنبي محاولة تنسيق أقراط الأذن بالعقد، لأنها أصبحت موضة قديمة.
- حذاء بتصميم مبتكر من الضروريات وليس الكماليات، خصوصا إذا كان فستانك بتصميم بسيط، في هذه الحالة اختاريه إما مرصعا بالكريستال أو اللؤلؤ أو الريش أو بلون متوهج مثل الأحمر.
* أحذية سهرة تجنبك الألم
كل ما في هذا الشهر يدعو للتفاؤل والفرح، فنحن على أبواب عام جديد نريد أن نستقبله بأجمل حلة. المشكلة الوحيدة التي تعترضنا هي ما قد تسببه احتفالاتنا من آلام للأقدام والظهر، بسبب اختيار أحذية غير مريحة بكعوب عالية. فنحن بتنا مقتنعات بأنها كلما كانت عالية زادتنا أناقة وأنوثة، لهذا نتحمل كل الآلام من أجل تحقيق هذه الصورة المفعمة بالأنوثة، مع أن واقع الموضة اختلف تماما في السنوات الأخير بفضل مجموعة من مصممي الأحذية الجدد. هؤلاء تعاطفوا مع المرأة واجتهدوا أن يقدموا لها تصاميم لا تفتقد إلى الأناقة والراحة من دون أن يتنازلوا عن الكعب. الفرق أنهم زادوا من عرضه وخلقوا جزءا سخيا من الأمام يمنحها توازنا يسندها وارتفاعا تتوق إليه. كل هذا من دون وجع أو ألم. صحيح أن هذه الكعوب لا ترقى إلى أنوثة المدببة والرفيعة، التي تغنى بها محمد عبد الوهاب وغيره، إلا أنها تعوض عن هذا العنصر بالفنية والراحة، وهذا يكفي.
* ساعة ناعمة للمناسبات الخاصة
رغم أنها لا تعتمد على البريق بصورة كبيرة، فإن أزياء المساء والسهرة لا تحتاج حاليا لكثير من الإكسسوارات، إلا إذا كانت النية خلق مظهر مختلف ولافت يعتمد على القلادات الضخمة وأقراط الأذن المتدلية، وهو ما قد يكون معبرا عن شخصيتك، وقدرتك على مزج الألوان والمواد المتنوعة. لكن إذا كنت تريدين مظهرا راقيا وهادئا، فإن الجواهر الناعمة هي المطلوبة. في هذه الحالة نقترح عليك ساعة فخمة، مثل ساعة «فوبورغ» Faubourg من «هيرميس» بقرصها المزين بالأحجار شبه الكريمة بالألوان، الأزرق والأسود المعتم أو درجات الأخضر، تحتضنها علبةٍ قطرها 15.5 مم من الذهب الأبيض، أو الذهب الوردي. وتأتي في عدة نسخ منها واحدة من اللازورد lapis lazuli من الذهب الوردي مرصّعة بـ48 ألماسة؛ وأخرى من العقيق بالذهب الأبيض أو الزهري كما هناك نسخة الذهب الوردي غير مرصعة لإبراز درجات حجر الملاكيت.
خاتم يكفي
* خاتم من الذهب الوردي مرصع بالماس، من مجموعة «ديفا» لعام 2015 من «بولغاري» (Bulgari)، وهي مجموعة مستوحاة من سحر النجمات، في عصر «الدولتشي فيتا»، الفترة التي اكتشفت فيها نجمات هوليوود مهارات الدار وقدراتها على صنع جواهر لا يؤثر عليها الزمن، وتتميز في الوقت ذاته بالابتكار ومزج الألوان والمواد.. بحجمه الكبير يمكن أن يغني عن أي قطعة جواهر أخرى.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.