جمعة يؤكد أن الاقتصاد التونسي بحاجة إلى إجراءات عاجلة

«منظمة الأعراف» طرحت مقترحات لتجاوز الأزمة

جانب من لقاء جمعة مع المسؤولين في منظمة الأعراف (أصحاب العمل) التونسية («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء جمعة مع المسؤولين في منظمة الأعراف (أصحاب العمل) التونسية («الشرق الأوسط»)
TT

جمعة يؤكد أن الاقتصاد التونسي بحاجة إلى إجراءات عاجلة

جانب من لقاء جمعة مع المسؤولين في منظمة الأعراف (أصحاب العمل) التونسية («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء جمعة مع المسؤولين في منظمة الأعراف (أصحاب العمل) التونسية («الشرق الأوسط»)

أكد مهدي جمعة، رئيس الحكومة التونسية من جديد «صعوبة الوضع الاقتصادي لتونس» قائلا إن حكومته تعمل بالخصوص على «اتخاذ الإجراءات العاجلة الكفيلة بتنشيط الاستثمار». وقال جمعة خلال مؤتمر نظمه الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة الأعراف - أصحاب العمل- التونسية)، أمس، بمقره بالعاصمة التونسية تحت عنوان «منتدى دفع الاقتصاد التونسي»، بحضور عدد من الوزراء المعنيين بالشؤون الاقتصادية أن الحكومة «تعمل على تسريع إنجاز المشروعات المعطلة خاصة في الجهات الداخلية والتفكير في مراجعة منظومة الدعم نظرا لما تمثله من عبء ثقيل على التوازنات المالية العامة للبلاد».
وقال إن «الحكومة لا تستطيع بمفردها حل كل المشكلات التي تواجهها البلاد وإن ذلك يعد مسؤولية جماعية»، داعيا أصحاب المؤسسات في القطاع التونسي الخاص إلى «أخذ زمام المبادرة وعدم التردد والانخراط في المجهود الوطني لدفع الاقتصاد»، مبينا أنه «على جميع التونسيين تحمل مسؤوليتهم من أجل الإسهام في خروج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها».
وشدد رئيس الحكومة على أهمية «احترام القانون، وإعادة الاعتبار لقيمة العمل ووجوب إصلاح الإدارة التونسية حتى تكون قادرة على مواكبة المتغيرات التي تعيشها البلاد».كما أشار إلى «أهمية استعادة القطاع السياحي لنشاطه العادي واستقطاب أقصى ما يمكن من السياح خلال الموسم الحالي باعتبار تأثير هذا القطاع على النسيج الاقتصادي الوطني».
من جهتها قالت وداد بوشماوي، رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أن هذا المنتدى يهدف إلى «طرح رؤية القطاع التونسي الخاص حتى يعود الاقتصاد الوطني إلى نسقه الطبيعي، وحتى يتسنى الاستجابة لتطلعات شباب تونس خاصة في مجال التشغيل وتوفير مقومات العيش الكريم للأسر التونسية».
وتقدمت منظمة الأعراف خلال هذا المنتدى بعدد من التوصيات ودعت بالخصوص إلى «العمل على إعادة بناء صورة تونس في الخارج وتهدئة المناخ الاجتماعي، ومقاومة التهريب والتجارة الموازية بصفة فعالة، وتحسين الإنتاجية للرفع من تنافسية المؤسسة التونسية وتحسين مداخيل العمال، ومواصلة إعفاء المؤسسات المصدرة من الأداء على الأرباح مع إخضاع الأرباح الموزعة للأداء، والإسراع بتنفيذ المشاريع الرقمية الكبرى ومعالجة سريعة للمشكلات العقارية في الجهات».
وكان الحديث الذي أدلى به مهدي جمعة لقناتين تلفزيونيتين محليتين وبث الاثنين الماضي أثار ردود فعل متباينة وخصوصا ما تعلق منه بالوضع الاقتصادي الذي قال عنه جمعة إنه «أصعب بكثير مما تصوره» كما دعا في هذا الحديث التونسيين إلى «التضحية والعودة إلى العمل»، معلنا عن «تنظيم حوار وطني حول الاقتصاد التونسي» للنظر في أهم المشكلات الاقتصادية ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها.
وتشهد تونس باستمرار احتجاجات عمالية وإضرابات عن العمل بسبب مطالب بالزيادات في الأجور أو خلق وظائف جديدة للمعطلين عن العمل. وقد أثارت الحقائق حول الوضع الاقتصادي الراهن لتونس التي كشف عنها جمعة مخاوف التونسيين من المستقبل.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.