مصر: إدانة 17 طالبًا إخوانيًا في قضية «خلية جامعة حلوان»

الداخلية ترسل قوافل طبية للسجون بعد انتقادات حقوقية لأوضاعهم

مصر: إدانة 17 طالبًا إخوانيًا في قضية «خلية جامعة حلوان»
TT

مصر: إدانة 17 طالبًا إخوانيًا في قضية «خلية جامعة حلوان»

مصر: إدانة 17 طالبًا إخوانيًا في قضية «خلية جامعة حلوان»

قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بمعاقبة 16 متهمًا بالسجن من 3 إلى 5 سنوات، ومعاقبة آخر بالحبس لمدة شهرين، ضمن أعضاء حركة «طلاب ضد الانقلاب»، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية طلاب جامعة حلوان». فيما أمر وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار أمس بإرسال قوافل طبية إلى عدد من السجون وأقسام الشرطة لتفقد الحالة الصحية للسجناء عقب انتقادات حقوقية.
وكانت النيابة العامة قد أحالت الطلاب المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، لارتكابهم أعمال عنف وفوضى وتخريب لصالح جماعة الإخوان الإرهابية، وتأسيس جماعة بالمخالفة لأحكام القانون تحت اسم (طلاب ضد الانقلاب)، عقب عزل الرئيس «الإخواني» الأسبق محمد مرسي، تستهدف نشر الفوضى وتعطيل العمل في المنشآت العامة والجامعية.
وقضت المحكمة بمعاقبة 15 طالبًا (غيابيًا) بالسجن لمدة 5 سنوات، ومعاقبة طالب آخر حضوريًا بالسجن لمدة 3 سنوات، والحبس لمدة شهرين لطالب آخر، وذلك لإدانتهم جميعًا بالاشتراك في ارتكاب أعمال عنف وتخريب بجامعة حلوان.
وعزل مرسي في يوليو (تموز) 2013، عقب احتجاجات شعبية ضده، الأمر الذي أثار غضب أنصاره، فتأسس عدد من الحركات طالبت بعودته إلى الحكم، فيما يحاكم المئات من أنصار جماعة الإخوان حاليًا بتلك التهمة.
في السياق ذاته، برأت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات الزقازيق نجل شقيق الرئيس الأسبق محمد مرسي، الطالب بالمرحلة الثانوية، واثنين من زملائه من تهم التحريض على العنف والتظاهر، والتجمهر أمام لجنة الانتخابات الرئاسية بمركز ههيا بمحافظة الشرقية، لعدم كفاية الأدلة، كما قررت المحكمة تأجيل محاكمة 83 طالبًا بجامعة الزقازيق لجلسة 9 من فبراير (شباط) القادم للنطق بالحكم، وذلك في قضيتي عنف بنفس المحافظة.
من جهة أخرى، وافق وزير الداخلية على توجيه قافلة طبية تضم 13 طبيبًا من مختلف التخصصات الطبية بمنطقة سجون طرة (سجن شديد الحراسة)، وذلك خلال 4 أيام ابتداءً من أول من أمس، وحتى غدًا الخميس، لمشاركة أطباء السجن في توقيع الكشف الطبي على جميع النزلاء، وإجراء الفحوصات وصرف الأدوية اللازمة للسجناء.
كما وافق اللواء مجدي عبد الغفار على توجيه قافلة طبية، ضمت أطباء من مختلف التخصصات لتوقيع الكشف الطبي على المحجوزين بأقسام شرطة عين شمس والمطرية والمرج، وصرف الأدوية اللازمة لهم. ووجه الوزير باستمرار تلك القوافل لإجراء الكشف الطبي على السجناء والمحتجزين.
وتأتي تلك الخطوة بعد انتقادات حقوقية على مدى أسابيع بسبب ما وصف بالأوضاع المعيشية والصحية «المتردية» للسجناء في سجني طرة والعقرب شديدي الحراسة. ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ باسم «مقبرة العقرب»، بهدف التدوين الإلكتروني عن معاناة نزلاء السجن شديد الحراسة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.