غارات جوية تستهدف الغوطة الشرقية بدمشق والزارة بحمص

أهالي أعزاز يعودون إليها بعد انسحاب «داعش»

سوريون يطلعون على آثار الدمار الذي خلفته القوات النظامية في حلب أمس (رويترز)
سوريون يطلعون على آثار الدمار الذي خلفته القوات النظامية في حلب أمس (رويترز)
TT

غارات جوية تستهدف الغوطة الشرقية بدمشق والزارة بحمص

سوريون يطلعون على آثار الدمار الذي خلفته القوات النظامية في حلب أمس (رويترز)
سوريون يطلعون على آثار الدمار الذي خلفته القوات النظامية في حلب أمس (رويترز)

كثفت القوات النظامية أمس قصفها الجوي على الغوطة الشرقية بدمشق وبلدة الزارة بحمص، حيث فشلت في الاحتفاظ بمواقع سيطرت عليها قبل يومين. وفي موازاة استمرار الاشتباكات قرب مطار دير الزور العسكري، لم تسلم أحياء في مدينة حلب من القصف بالبراميل المتفجرة، تزامنا مع عودة أهالي أعزاز إليها بعد مضي أكثر من 10 أيام على انسحاب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» منها.
في حمص، نفذ الطيران الحربي 14 غارة، على الأقل، على قرية الزارة، ومناطق في بلدة الحصن، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة، واستمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من طرف والقوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، على أطراف الزارة والحصن.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن مصادر مدنية في محافظة حمص قولها إن «الاشتباكات حول قرية الزارة المحاصرة من قبل قوات النظام بلغت أشدّها خلال اليومين الأخيرين بعد حملة عسكرية جديدة حاولت من خلالها قوات النظام اقتحام البلدة». لكن كتائب المعارضة تمكنت من استعادة مواقع سيطرت عليها القوات النظامية أول من أمس، وأوقعت العشرات من العناصر النظامية بين قتيل وجريح، فيما قُتل ثلاثة عناصر من الجيش السوري الحر. وارتفعت وتيرة القصف الجوي والصاروخي والمدفعي على البلدة أمس بعد فشل محاولة الاقتحام، واستهدفت بصاروخي أرض - أرض أديا لمقتل مدنيين اثنين وجرح العشرات، إضافة إلى إحداث دمار هائل في المنازل.
وفي ريف دمشق، أحصى ناشطون سبع غارات جوية، على الأقل، نفذها الطيران النظامي على مناطق مختلفة من الغوطة الشرقية، استهدفت غارتان منها بلدة النشابية، مما أسفر عن مقتل سيدة وجرح عدة مدنيين. كما استهدف الطيران الحربي أيضا بلدتي كفر بطنا وحزة بغارتين أدتا إلى سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى، إضافة إلى دمار هائل، بالتزامن مع قصف بالصواريخ الفراغية استهدف البلدات المطلة على المتحلق الجنوبي مثل جوبر وزملكا وعين ترما، مما سبب أضرارا مادية كبيرة وأوقع عددا من الإصابات.
وفي محافظة حماه، أدت الاشتباكات المستمرة في اليومين الأخيرين في بلدة مورك ومحيطها، إلى مقتل «ما لا يقل عن 14 عنصرا من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي لها»، مقابل مقتل 9 عناصر من المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشهد هذه البلدة الواقعة على الطريق بين حماه وادلب (شمال غرب) معارك عنيفة منذ أيام. وكانت مجموعات من المعارضة المسلحة سيطرت على البلدة قبل نحو شهر، قاطعة بذلك طريق الإمدادات على القوات النظامية في معسكر وادي الضيف (في إدلب) إلى الشمال من مورك. وتحاول القوات النظامية استعادة البلدة لإعادة فتح الطريق الحيوية إلى المعسكر.
وكانت شاحنة مفخخة انفجرت أول من أمس قرب فرع للمخابرات العسكرية عند المدخل الجنوبي لمدينة حماه، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، قال المرصد إنهم من عناصر المخابرات وقوات الدفاع الوطني، وبينهم ضابط.
وفي ريف حماه الشرقي، دارت اشتباكات بالقرب من منطقة الحمرا تزامنا مع اقتحام القوات النظامية لبلدة خطاب وسط إطلاق نار كثيف وإحراقها عددا من منازل البلدة، كما تعرضت أطراف قرية الحواش لقصف نظامي.
وفي حلب، واصلت المروحيات النظامية قصف مناطق في أحياء الفردوس والصالحين والسكري ومنطقة دوار المناشر ودوار جسر الحج بالبراميل المتفجرة، تزامنا مع اشتباكات بين القوت النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط اللواء 80.
في موازاة ذلك، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في مدينة أعزاز بعد عودة كثيرين من سكانها النازحين إليها إثر انسحاب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» منها قبل نحو عشرة أيام. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن «عائلاتٍ كثيرة عادت إلى المدينة بعد خروج التنظيم منها»، علما بأنها تبعد نحو كيلومترين عن معبر باب السلامة الحدودي بين سوريا وتركيا في الريف الشمالي لمحافظة حلب، لافتا إلى اكتشاف «أربع مقابر جماعية في المدينة معظم ضحاياها من عناصر الجيش الحر». وأفاد بأن هذه المقابر تتوزع في جبل برصايا ومطحنة الفيصل والمالكية ومطار منغ، ويتراوح عدد الجث فيها بين 6 و14 جثة.
يذكر أن إعزاز هي أول مدينة خرجت عن سيطرة النظام السوري في ريف حلب الشمالي، وخاضت كتائب المعارضة فيها معارك عنيفة لمدة تجاوزت الأسبوعين قبل سيطرة المعارضة عليها، حيث قُتل إثر تلك المعارك نحو 60 عنصرا من قوّات النظام وتمّ تدمير الكثير من الدبابات فيها، مما دعا نشطاء لتسميتها بـ«مقبرة الدبابات».
أما في دير الزور، فقد وقعت اشتباكات عنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري وبالقرب منه، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية، على قرى في محيط المطار، في حين نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في محيط المطار.
وفي محافظة الرقة، شمال البلاد، دارت «اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة 17 بين القوات النظامية ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام». وتعد هذه الفرقة أحد آخر معاقل النظام في الرقة، حيث تسيطر الدولة الإسلامية على غالبية مناطقها.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».