قالت منظمة «نيويورك هيومانز» (بشر نيويورك) الخيرية، أمس (الاثنين)، إن التبرعات لصالح «العالم السوري» المهاجر وصلت إلى نصف مليون دولار تقريبا، وتستمر في الزيادة. وقال مسؤول علاقات عامة في المنظمة لـ«الشرق الأوسط» إن إشادة الرئيس باراك أوباما بهذا «العالم»، وتطوع الممثل السينمائي إدوارد نورتون لقيادة حملة تبرعات، «ساهمت في دفع هذه القضية الإنسانية إلى الأمام».
وقال المسؤول إنه حتى مساء أول من أمس (الأحد)، وصلت التبرعات إلى 440 ألف دولار.
وأضاف أن أكثر من 15 مليون شخص يتابعون موقع «نيويورك هيومانز». وهو موقع أسسه براندون ستانتون، مصور صحافي قرر أن يلتقط صور عامة الناس في شوارع نيويورك، ويكتب كلمات موجزة على لسان كل واحد منهم، وينشرها. وفي وقت لاحق، صار يطوف العالم، ويصور الناس، ويكتب تعليقاتهم، وينشرها.
في الأسبوع الماضي، وضع «العالم السوري»، الذي طلب عدم نشر اسمه، تعليقا في موقع منظمة «نيويورك هيومانز» الخيرية، على تدمير منزل العائلة في سوريا، وقتل سبعة من العائلة، منهم زوجته وعدد من أطفاله وأقربائه، ولجوئه إلى الولايات المتحدة مع ولد وبنت فقط، وإصابته بالسرطان.
وبدا الاهتمام الكبير بما كتب «العالم» بعد أن كتب الرئيس أوباما تعليقا في الموقع، أعرب فيه عن حزنه لما حدث لهذا «العالم»، ورحب به في الولايات المتحدة، وقال إن تصميمه على مواصلة خدماته العلمية يدل على روح عالية. وكتب أوباما مخاطبا «العالم»: «كزوج، وكأب، لا أقدر على تخيل هذه الخسارة العائلية التي حدثت لك. الآن، أنت وعائلتك بتم مصدر إلهام للجميع. وأنا أعرف أن شعب ولاية ميتشيغان (حيث استقر «العالم» مع ابنه وبنته) سوف يقدم لكم كل الرحمة والدعم اللذين تستحقونهما».
ثم انضم إلى الحملة الممثل السينمائي إدوارد نورتون. وكتب: «سيذهب كل دولار نجمعه هنا مباشرة إلى هذه العائلة. نريد مساعدة الأب في الحصول على العلاج الطبي الذي يحتاج إليه، ليعيش كريما، ويتابع عمله، ويساعد عائلته لبناء حياة مستقرة جديدة بعد مأساتهم الكبيرة». وأضاف: «مثلما عبر (العالِم) في أسلوب جميل عن حلمه في أن يعالج ليقدر على المساهمة في دفع العلم والعالم إلى الأمام، صار واجبا علينا أن نرحب به، ونساعده، ونمكنه من تحقيق حلمه».
وكان «العالم» كتب أنه فقد في سوريا سبعة من أفراد العائلة، بينهم زوجته وابنته، بعد هجوم صاروخي. وفي ولاية ميتشيغان، كتب أنه، رغم حصوله على الدكتوراه، يظل يكافح لإيجاد عمل. ويعاني، أيضا، من السرطان في أمعائه. ويعتقد أن سبب ذلك هو انعكاس الآلام النفسية على أمعائه. وشرح كيف أنه عمل جاهدا للحصول على الدكتوراه، وصار واحدا من أكثر العلماء السوريين إنجازا. وكسب مالا ساعده في بناء أربعة منازل في مجمع لعائلته الكبيرة. غير أن صواريخ الحرب في سوريا دمرت كل شيء.
وكتب «العالم» عن يوم ضرب المنزل: «كان ابني يحمل قطعا من جثة أمه، ومن جثة أخته، إلى خارج الغرفة. كان عمره أربعة عشر عاما. كان ذكيا جدا، وكان متفوقا على زملائه. لكن، بعد ما حدث صار مختلفا جدا. صار يبكى ليلا ونهارا. ويكتب كلمة «أمي» في كتبه المدرسية مرات ومرات. الآن، مرت سنتان، لكنه يظل يعاني كثيرا. ويظل يصعب عليه التركيز في دراسته، يتعب بسهولة، ويتوتر بسهولة».
وأضاف الأب عن ابنته: «كانت في المنزل أيضا. ولا تزال تعاني من بقايا شظايا في عنقها». وقال: «نعم، نجونا نحن الثلاثة. لكننا مثل الموتى من ناحية نفسية. متنا في ذلك اليوم الذي ضرب فيه صاروخ منزلنا».
وقال إنه دفن جثث الذين قتلوا، ثم رحل مع ولده وبنته إلى تركيا. وهناك حاول عبثا الحصول على عمل في جامعة إسطنبول (التي كانت تدرس كتبه). ثم في جامعات محلية صغيرة. لكنه لم يجد عملا.
وقال إنه يعتقد أن الضغوط النفسية ساهمت في إصابته بالسرطان. وكتب: «قال صديق إن علاجي هو عملية جراحية سهلة. لكن، هاأنذا في حرب أخرى، في حرب ضد الزمن».
حملة أميركية لإنقاذ «العالم» السوري
قادها ممثل سينمائي .. وأوباما يعتبره {مصدر إلهام للجميع»
حملة أميركية لإنقاذ «العالم» السوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة