القوات المشتركة تسيطر على جبل ورقة «الاستراتيجي» وتطرد الميليشيات من دار المنار

الناطق العسكري بتعز لـ«الشرق الأوسط»: نحتجز مئات الأسرى من الميليشيات الانقلابية.. والتحالف يستهدف خط إمداد المتمردين

عناصر من المقاومة الشعبية اليمنية تشارك في تدريبات عسكرية في جنوب غربي تعز (رويترز)
عناصر من المقاومة الشعبية اليمنية تشارك في تدريبات عسكرية في جنوب غربي تعز (رويترز)
TT

القوات المشتركة تسيطر على جبل ورقة «الاستراتيجي» وتطرد الميليشيات من دار المنار

عناصر من المقاومة الشعبية اليمنية تشارك في تدريبات عسكرية في جنوب غربي تعز (رويترز)
عناصر من المقاومة الشعبية اليمنية تشارك في تدريبات عسكرية في جنوب غربي تعز (رويترز)

أكد العقيد الركن منصور الحساني، الناطق الرسمي للمجلس العسكري بتعز، لـ«الشرق الأوسط» أن «لدى المقاومة الشعبية بتعز المئات من أسرى ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح من جميع جبهات القتال، وقيادة المقاومة والجيش الوطني يبدون استعدادهم للتفاوض من أجل تبادل الأسرى غير أن الحوثي وصالح غير مهتمين بأسراهم وإلى الآن لم يطرحوا أي قضية للنقاش حول الأسرى».
وقال الحساني إن «جبهات القتال في محافظة تعز تدور فيها معارك شديدة وأشرسها في جبهة الأقروض بصبر ودار القبة، حيث تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة طيران التحالف من التقدم في جبا ودار القبة واستولت عليه، ويقتربون من كريف القدسي ومركز مديرية المسراخ من جبهة الشمال».
وأشار الحسابي إلى سيطرة القوات المشتركة على جبل ورقة وطردت الميليشيات الانقلابية من منطقة دار المنار وقتل وجرح في المواجهات العشرات من الميليشيات، وأسر اثنين من الميليشيات أحدهم ابن شقيق عبد الولي الجابري، الموالي للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، الذي أدخل الميليشيات إلى مديرية المسراخ، بالإضافة إلى إحكام السيطرة على خط الإمداد في المدنة - المطالي بمديرية المسراخ ومحاصرة الميليشيات والتضييق عليهم، وقد استهدفت طائرات التحالف بضرباتها الجوية المباشرة خط إمداد الميليشيات الانقلابية ومخزن سلاح ومدفع هاون.
وأضاف أن «جبهة المسراخ تشهد اشتباكات عنيفة ولا يزال خط الأقروض فيها مقطوع، وفي أسفل نجد قسيم قامت قوات الجيش والمقاومة بالهجوم علي العدو باتجاه رامه والنجد وغفيرا واستولت على مدرسة راما والقرية الذي بجانبه والمستوصف، بالإضافة إلى تحقيق تقدم باتجاه مدرسة غفيرا خط الوادي، وبالنسبة لمحور الضباب فيشهد اشتباكات متقطعة بالرشاشات والهاون ولا توجد خسائر في صفوفنا، ومحور راسن فيشهد هدوء».
وأكد الناطق الرسمي للمجلس العسكري لـ«الشرق الأوسط» أن «خسائر الميليشيات الانقلابية بالعشرات بين قتيل وجريح وتم تدمير طقم عسكري في المسراخ وعليه ذخائر وستة أطقم عسكرية أخرى في الغزاول والمطالي، وسيارة بداخلها منظومة اتصالات كاملة، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي منوا فيها في جبهة مقبنة من خلال عمليات نوعية قامت بها المقاومة استهدفت فيها ناقلة جند ومنطقة تجمع للميليشيات أوقعت عشرات القتلى والجرحى وتدمير وإحراق 7 أطقم عسكرية، وعربه مدرعة، سيارة اتصالات، ناقلة للجند وأسلحة متوسطة وذخائر».
وحول ما إذا كانت هناك خطط عسكرية قد تم الاتفاق بشأنها مع قوات التحالف، لتحرير محافظة تعز وفك الحصار عنها، قال الناطق الرسمي للمجلس العسكري العقيد الركن منصور الحساني إن فك الحصار سيتحقق مع قطع خطوط الإمداد للميليشيات خط صنعاء وإب وتعز وخط الحديدة - تعز.
وطالب الناطق الرسمي عبر «الشرق الأوسط» أن «ينظر العالم والمنظمات الدولية للمعاناة الإنسانية في تعز وإلى الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الميليشيات الإجرامية في حق أبناء محافظة تعز وفي حق المدنيين والأطفال والنساء والتحرك العاجل لحماية المدنين».
وذكر العقيد الحساني أنه «لا تزال ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تعزز من قواتها في اتجاه منطقة الربيعي والأقروض، وضربت طائرات التحالف تعزيزات للميليشيات قادمة من الدمنة ودمرت عربة الكاتيوشا التي في الدمنة»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «محور ذباب في المخا تدور فيه معركة شرسة بين القوات المشتركة والميليشيات، شرق معسكر العمري وتم تطهير المنطقة من الميليشيات والسيطرة على جميع المواقع والمرتفعات، وساعد على ذلك غارات طائرات التحالف التي نفذت عددا من الضربات الجوية على تجمعات ومواقع ومخازن أسلحة الميليشيات».
وبينما شهدت محافظة تعز، ثالث كبرى اليمنية وسط اليمن، اشتباكات عنيفة بين القوات المشتركة والمتمردين، واشتداد المواجهات في جبهة نجد قسيم، المدخل الجنوبي لمدينة تعز، لا تزال الميليشيات الانقلابية تواصل قصفها من أماكن تمركزها بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة على الأحياء السكنية مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين.
وتمكنت القوات المشتركة من استعادة عدد من المواقع الهامة والاستراتيجية في مديرية الوازعية، جنوب غربي محافظة تعز وبوابة لحج الجنوبية، في الوقت الذي شنت فيه طائرات التحالف التي تقودها السعودية قصفها العنيف والمباشر على مواقع الميلشيات الانقلابية في المديرية من بينها مواقع في وادي رين والسويداء وحنة.
وقال العقيد الركن منصور الحساني إن «أبطال الجيش الوطن والمقاومة الشعبية في جبهة الوازعية تمكنوا من تحرير أغلب المديرية ووصلوا إلى حدود مديرية موزع وسيطروا على الجبال في منطقة الأحيوق وهي جبل السدرة وجبل طرقة وجبل موقع الخزان، وحاليا تتمركز في مناطق قناهو، وأنوبة، ومنطقة جبال حنة ومنطقة شعبوا، وجبال الاتياس ومنطقة الأحيوق».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الفريق الهندسي تمكن من نزع عدد من الألغام وتطهير المناطق التي تم استعادتها من حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية في كل مكان، وأصبحت معنويات العدو في انهيار مستمر في صفوفه، بينما معنويات المقاومة والجيش مرتفعة وفي حالة من الاستعداد التام للقتال والمواجهة حتى تطهير محافظة تعز من الميلشيات».
وكانت القوات المشتركة قد تمكنت من صد هجوم الميليشيات الانقلابية على منطقة الزنوج والحصب والدحي في المحور الغربي وحي المرور وصد هجوم علي منطقة حي الدعوة وعصيفرة في المحور الشمالي وتكبيد الميليشيات الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد.
على الصعيد ذاته، تستمر المواجهات في مدرية القبيطة، الواقعة بين محافظتي تعز ولحج الجنوبية، بعد قيام ميليشيات الحوثي وصالح بتحركات خطيرة في محاولة منها التقدم إلى المديرية واقتحامها والسيطرة على الجبال المرتفعة، وهو ما قوبل بالتصدي لهم من قبل المقاومة الشعبية في المنطقة التي شهدت الاشتباكات خاصة في منطقة الكرب ومفرق المغنية.
وعلى الصعيد الإنساني، تواصل الميلشيات الانقلابية حصارها الخانق والمطبق على أهالي مدينة تعز من خلال سيطرتها على جميع مداخل المدينة ومنع دخول الغذاء والدواء والخضار وكل مستلزمات العيش بالإضافة إلى منعها دخول من دخول الإغاثات الإنسانية وأسطوانات الأكسجين للمستشفيات، ما جعل المستشفيات تهدد بالإغلاق الكامل بعد إغلاق غرف العمليات بسبب نفاد كمية الأكسجين؛ الأمر الذي يجعل مدينة تعز تشهد انعدام كامل لمقومات الحياة مع استمرار إطلاق نداء الإغاثة من الأهالي بسرعة إنقاذهم وفك الحصار عنهم وتطهير المحافظة من ميليشيات الحوثي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.