ضبط خلايا نائمة من الانقلابيين و«القاعدة» في عمليات أمنية بمأرب

خطة لتأمين الاستقرار ودمج المقاومة في الجيش والأمن

ضبط خلايا نائمة من الانقلابيين و«القاعدة» في عمليات أمنية بمأرب
TT

ضبط خلايا نائمة من الانقلابيين و«القاعدة» في عمليات أمنية بمأرب

ضبط خلايا نائمة من الانقلابيين و«القاعدة» في عمليات أمنية بمأرب

كشف قائد قوات الأمن الخاصة في محافظة مأرب شرق اليمن عن ضبط الأجهزة الأمنية خلايا نائمة للانقلابيين، كانت تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة. وقال العميد عبده السياغي إن الحملة الأمنية التي نفذت خلال الفترة الماضية تمكنت أيضًا من اعتقال عناصر من تنظيم القاعدة، موضحا أن قيادة الجيش الوطني والأجهزة الأمنية بصدد وضع خطة أمنية لضبط الأمن والاستقرار بشكل كامل، مشيرا إلى استكمال تدريب أكثر من 1500 مجند من المقاومة الشعبية الذين أُعيد تأهيلهم وتدريبهم ودمجهم بقوات الجيش والأجهزة الأمنية.
وأوضح العميد السياغي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الخطة التي أقرت في اجتماع القيادات العسكرية والأمنية برئاسة اللواء الركن محمد علي المقدشي رئيس هيئة الأركان تهدف إلى نشر جنود الأمن في المقرات الحكومية والمراكز الحيوية بمختلف المديريات والطرق التي تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى، وجرى نشر 800 جندي كدفعة أولى، ونعمل حاليا على تأهيل الدفعة الثانية المكونة من 600 جندي».
وذكر السياغي أن الدفعات الجديدة من قوات الأمن ستعمل على الحد من الاختلالات الأمنية، وبسط سيطرة الدولة على مختلف المديريات بما يحقق الأمن والاستقرار، ومراقبة أي تحركات مريبة للخلايا النائمة للميليشيات أو التنظيمات الإرهابية الأخرى، مشيرا إلى أن الخطة الأمنية ترتكز على بسط نفوذ الدولة، ونشر الوحدات الأمنية في المديريات المحررة، ودمج المقاومة الشعبية مع الجيش والأمن، وبدأت قيادة الجيش الوطني والأجهزة الأمنية، بالتعاون مع السلطات المحلية، بفتح المعسكرات لاستقبال عناصر المقاومة لتأهيلهم وتدريبهم، تمهيدا لتوزيعهم وفقا للخطة الأمنية.
وحول التزام القوات الحكومية في مأرب بوقف إطلاق النار، أكد العميد السياغي أن القيادة العسكرية والأمنية للجيش الوطني ملتزمة بتوجيهات رئيس الجمهورية، «وصدرت توجيهات لنا بالالتزام بذلك، بدءا من منتصف مساء أمس، حيث إذا جرى اختراق الهدنة فلنا الحق للرد بقوة بحسب التوجيهات».
وكان اللواء الركن محمد المقدشي رئيس هيئة الأركان قد عقد اجتماعا مع القيادات العسكرية لبحث المستجدات العسكرية بجبهات القتال بمأرب والجوف، واطلع على مستوى الجاهزية والتدريب في وحدات الجيش الوطني والأمن.
وقال إن ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن انهارت صفوفها خلال الأيام الماضية، مضيفا أن الميليشيات راهنت على سقوط محافظة مأرب وهذا الرهان قد سقط.
وأكد رئيس هيئة الأركان ضرورة استعادة مؤسسات الدولة وعودة السلطة الشرعية والنظام والقانون إلى مختلف أرجاء اليمن، وذكر أن الميليشيات عاثت بالأرض خرابا ودمارا طال مختلف المحافظات جراء الحرب الهمجية، وتسبب في قتل وجرح وتشريد آلاف الأبرياء، موضحا التزام جميع وحدات الجيش الوطني بتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي لإيقاف إطلاق النار، وقال: «سنلتزم بالتوجيهات مع أن التجربة علمتنا أن الميليشيا الانقلابية ليس لها أمان ولا تلتزم بعهد ولا هدنة».
وفي محافظة الجوف المحاذية لمأرب، قالت مصادر في المقاومة الشعبية، إن أكثر من 30 مسلحا من الحوثيين وصالح قتلوا خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى عشرات الجرحى، موضحة أن الميليشيات تكبدت خسائر كبيرة خلال المعارك التي يشارك فيها الجيش الوطني، ممثلا باللواء 101 مشاة، وتحت غطاء جوي من قوات التحالف التي مهدت للجيش اليمني الطريق إلى مواقع كانت تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.
وأفادت المصادر بأن طائرات التحالف دمرت كثيرا من الآليات العسكري للانقلابيين في موقع القشع، والبرش، وأم الجنع، كما استهدفت الغارات ومدفعية الجيش عربات وأطقما كانت في طريقها لتعزيز قواتهم بأم الحجر وموقع الصفراء، وسيطرت وحدات عسكرية من اللواء 101 على موقعين من جبل القشع غرب معسكر لبنات الذي لا يزال تسيطر عليه الميليشيا، مع فرض حصار عليه من ثلاثة اتجاهات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».