فلسطين تندد بالاعتداء على منزل سفيرها بصنعاء

«الخارجية اليمنية» تحمّل الميليشيات المسؤولية

فلسطين تندد بالاعتداء على منزل سفيرها بصنعاء
TT

فلسطين تندد بالاعتداء على منزل سفيرها بصنعاء

فلسطين تندد بالاعتداء على منزل سفيرها بصنعاء

حمّلت وزارة الخارجية اليمنية ميليشيات الحوثي وصالح، مسؤولية الاعتداء على منزل السفير الفلسطيني بصنعاء ومحاولة اقتحامه بالقوة وإطلاق النار على حارسه اليمني، فيما دانت الخارجية الفلسطينية الاعتداء على منزل سفيرها ذياب اللوح، وقالت: إنها «تنظر بخطورة بالغة لهذا الحادث المؤسف»، وتعيد هذه الحادثة للأذهان حوادث مماثلة قام بها الانقلابيون، أبرزها الاعتداء على سفارات الإمارات وقطر والسعودية، إضافة إلى قصفها منزل السفير العماني بقذائف الهاون، بزعم أن التحالف العربي هو من قصفه.
وذكرت الخارجية اليمنية أن مجموعة مسلحة يعتقد أنها تابعة لميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، هاجمت منزل السفير الفلسطيني بصنعاء، واشتبكت مع حراسه، ووصف مصدر بالخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية، الحادث بـ«الاعتداء الإجرامي»، الذي أسفر عن إصابة حارس يمني بمقذوف ناري، ودان المصدر «الاعتداء الهمجي وغير الأخلاقي الذي يتنافى مع جميع الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية»، وحمّل المصدر، الميليشيا الانقلابية مسؤولية أمن وسلامة البعثات الدبلوماسية ومقرات المؤسسات والمنظمات الدولية بصنعاء.
من جانبها، دانت الخارجية الفلسطينية الاعتداء على منزل سفيرها في صنعاء ذياب اللوح، وأوضحت أن الاعتداء جرى بعد محاولة اقتحام المنزل من قبل مجموعة مسلحة ملثمة مجهولة الهوية، واشتبكت مع حراس المنزل، ما أدى إلى إصابة أحدهم، ولفتت الخارجية إلى أنها «تنظر بخطورة بالغة لهذا الحادث المؤسف»، مع تأكيد حرصها على استمرار عمل السفارة وتواجد سفيرها في صنعاء لخدمة الجالية الفلسطينية باليمن والطلبة الدارسين في الجامعات، وتعزيز أواصر العلاقة بين أبناء الشعبين الشقيقين.
ومنذ سبتمبر (أيلول) 2014. أغلقت جميع القنصليات والسفارات والمنظمات الأجنبية، مكاتبها ومقراتها، بسبب الفوضى التي تسببت بها ميليشيات صالح والحوثيون وسيطرتها على مؤسسات الدولة، ما أجبرها على إجلاء طاقمها، كما تعرّضت السفارات في صنعاء لاعتداءات منها سفارات السعودية، والإمارات وقطر، وتعرض منزل السفير العماني إلى قصف بقذائف الهاون، وحاول الانقلابيون تضليل الرأي العام واتهام التحالف العربي، وهو ما نفاه في حينه العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف الذي أوضح أن منزل السفير العماني في صنعاء، لم يستهدف من قبل التحالف قطعًا، وقال: إنه يمكن التفريق بين قذيفة الهاون، وصواريخ الطائرات.
إلى ذلك هزت انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء أمس، بعد تعرض معسكرات المتمردين لغارات جوية لقوات التحالف العربي، وأكدت مصادر محلية أن الغارات استهدفت مواقع الحوثيين وقوات المخلوع صالح، على معسكرات ألوية الصواريخ في عطان، ومعسكرات الحماية الرئاسية في جبل النهدين، إضافة إلى مواقع للدفاع الجوي في جبل عيبان الواقع في جنوب وغرب صنعاء، كما قصف التحالف معسكرات المتمردين بضواحي صنعاء، ويعتقد أن الانقلابيين يخفون فيها آليات عسكرية وذخائر صواريخ تمكنوا من إخفائها هروبا من طائرات التحالف، في كل من منطقة حاز بديرية همدان، ومديرية بني مطر بمنطقة الصباحة، التي تتمركز فيها قوات النخبة التابعة للحرس الجمهوري الموالية لصالح.
في سياق آخر، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش الحوثيين باختطاف أكثر من مائة من أعضاء حزب الإصلاح المناهض للانقلاب؛ بينهم مُختفون قسرا، من أبرزهم القيادي في الحزب محمد قحطان، 57 سنة، الذي لا تعرف عائلته معلومات بشأن مكان احتجازه أو حالته حتى الآن.
وذكرت المنظمة في تقرير حديث نشرته أمس، أن الحوثيين أغلقوا عشرات المنظمات غير الحكومية، واحتجزوا الكثير من النشطاء تعسفا منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 2014.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي في هيومان رايتس ووتش لقسم الشرق الأوسط «يأتي إغلاق الحوثيين للمنظمات في خضم حملة احتجاز واختفاء قسري للنشطاء، ورموز المعارضة السياسية والصحافيين»، ووصفه «بأنه نهج قمعي إضافي للتضييق على مساحة الديمقراطية في المناطق التي يسيطرون عليها»، وطالبت المنظمة بالسماح فورا للمنظمات غير الحكومية بالعمل بحرية، وتعويضها ما نهب منها، وإطلاق سراح النشطاء المُحتجزين.
وذكرت أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن، رصدت إغلاق 33 منظمة في صنعاء منذ سبتمبر 2014، ونهب الأصول والمُعدات في الكثير من الحالات، ومُنعت أغلب هذه المنظمات من إعادة مُزاولة نشاطها؛ خاصة تلك المُوالية لحزب الإصلاح، بحسب مكتب المفوضية السامية.
ووثقت المنظمة شهادات لمن جرى اعتقالهم، كشفوا فيها مشاركة جنود من الحرس الجمهوري في عمليات الاقتحام والنهب للمؤسسات الخيرية والإنسانية، ونقلت عن هائل سعد محمد، نائب مدير فرع جمعية الإصلاح الاجتماعي في صنعاء؛ قوله «إن جنودا يرتدون زي الحرس الجمهوري برفقة مدنيين اقتحموا المبنى واختطفوا مدير الفرع، أحمد الحربي، 40 سنة، واحتجزوه في مركز شرطة لمدة أسبوع دون تهمة»، موضحا أن المسلحين تمركزوا في المبنى، ومنعوا العاملين من الدخول، وبعد مغادرتهم فوجئ بنهب أدوية ومعدات طبية ومواد إغاثية إنسانية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.