أفاد شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن «الميليشيات الانقلابية أمطرت أهالي تعز، أمس، بقصفهم بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون في عدد من الأحياء من بينهم حي الدحي وجولة المرور. وذلك من أماكن تمركزها في تبة السلال وموقع المكلكل والكربة بالحرير شرقا، والدفاع الجوي غربا، وشارع الخمسين شمالا، ومعسكر اللواء 35 بالمطار القديم ونادي الصقر وجامعة تعز غربا، مخلفة وراءها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
لكن تمكنت القوات المشتركة التي تضم قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية من استعادة مواقع جديدة لها في جبهات القتال خاصة في مديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، وفي جبهة الضباب، الجبهة الغربية.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية بتعز لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة الشعبية في جبهة الضباب، تمكنوا من صد هجمات الميليشيات ومحاولاتهم التسلل إلى مواقع المقاومة وكبدوهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، بالإضافة إلى تمكن أبطال المقاومة والجيش الوطني من السيطرة الكاملة على جبل ورقة المطل على منطقة الأقروض والمطالي، وتطهير تبة القرقوز في قرية حدة».
وأضاف أن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح فشلوا في التقدم نحو منطقة العروس، وتفاجأوا بتقدم القوات المشتركة إلى ما بعد منطقة الشقب باتجاه دمنة خدير، غير أن الميليشيات تحاول أن تقنع الموالين لها بالتقدم إلى تلك المنطقة وما حصل هو عكس ذلك».
وشهد شارع جمال وعصيفرة اشتباكات متقطعة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني، من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح، من جهة أخرى، في حين كانت طائرات التحالف تحلق فوق سماء تعز».
وأكد الشهود أن «أهالي تعز صامدون بصمود أبطال المقاومة والجيش الوطني المسنودين من قوات التحالف، وهناك حملات دعم للمقاتلين المرابطين في جبهات القتال الشرقية والغربية، حيث يتم توزيع الكعك على جبهات المقاومة بجهود ذاتية من نساء تعز».
من جهتها، واصلت طائرات التحالف غاراتها المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في وسط مدينة تعز ومحيطها، مما كبدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن غارات التحالف تركزت على تجمعات للميليشيات الانقلابية في جامعة تعز وحبيل سلمان، غرب المدينة، وتجمعات أخرى أعلى مدرسة عقبة بالقرب من الإذاعة في حي ثعبات، ومنزل أحد القيادات الحوثية أسفل مركز مديرية المسراخ، ورأس النقيل بمدرسة عمر، حيث تتمركز فيها عربة صواريخ كاتيوشا، والقصر الجمهوري والجحميلة ومديرية دمنة خدر، شرق تعز، ومواقع للميليشيات في جبل النار بمدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر، وقصف آخر لمواقع الميليشيات بمديرية موزع، جنوب غربي تعز، يعتقد أن البوارج البحرية هي من قصفتهم.
في المقابل، حذرت اللجنة الطبية العليا في تعز من وقوع كارثة في مستشفيات مدينة تعز وبصورة تامة. وقالت اللجنة في بلاغ صحافي لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها «تحذر من نفاد مادة الأكسجين من مستشفيات تعز ومن العواقب الكارثية لانعدام أسطوانات الأكسجين بشكل كلي في مستشفيات المدينة، في حال استمر الحال على ما هو عليه، لأن الموت يهدد المرضى والجرحى في مستشفيات تعز، حيث تعد هذه التصرفات انتهاكا صارخا لكل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية».
وأضافت أن «ما تبقى من مستشفيات المدينة التي ما زالت تعمل وتقدم خدماتها الإنسانية للمواطنين داخل المدينة، قد أوقفت كل العمليات الجراحية، وأنها بحاجة طارئة للأكسجين، خصوصا في غرف العناية المركزة لاستمرار إجراء العمليات وإنقاذ الجرحى والمصابين جراء الحرب التي تشنها جماعة الحوثي وقوات صالح على محافظة تعز منذ أبريل (نيسان) الماضي».
واتهمت اللجنة الطبية العليا الميليشيات الانقلابية باحتجاز الكثير من شحنات الأكسجين في مداخل المدينة ومصادرة البعض الآخر. وقالت إن «الاستمرار في منع دخول مادة الأكسجين إلى مستشفيات تعز سيؤدي بالضرورة إلى وفاة الكثير من المرضى والمصابين، وهذه جريمة لا تقوم بها إلا ميليشيا منزوعة الضمير وفاقدة لكل القيم الإنسانية وخارجة عن القوانين والأعراف الدولية، حيث إن احتجاز الكثير من شحنات الأكسجين في مداخل المدينة ومصادرة البعض الآخر، وآخرها احتجاز شحنة في منطقة دمنة خدير، جنوب شرقي تعز، بشكل تعسفي وغير إنساني هو أمر يؤكد مدى تجرد هذه الميليشيات من أبسط القيم والمعايير الأخلاقية».
وطالبت اللجنة الطبية العليا «المنظمات المحلية والدولية والبرامج العاملة ورجال المال والأعمال وفاعلي الخير كافة، بالإسراع إلى الإسهام في مساعدة اللجنة لحل هذه المشكلة، ومنع توقف مستشفيات المدينة عن العمل جراء انعدام مادة الأكسجين».
على صعيد آخر، نفى مصدر حكومي في اللجنة العليا للإغاثة، في تصريح لوكالة الأبناء اليمنية (سبأ)، دخول أي مساعدات إنسانية إلى محافظة تعز وسط البلاد. وقال المصدر إن «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لا تزال تفرض حصارا خانقا على مدينة تعز من مختلف المنافذ وتمنع وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى المدينة، وإنها قامت باحتجاز مساعدات من برنامج الغذاء العالمي، بهدف تسخيرها لصالح مجهودها الحربي».
وأكد المصدر ذاته أن «الميليشيا الانقلابية تفرض حربا ممنهجة وسياسة تجويع بحق المدنيين الرافضين لوجودهم في المدينة وانقلابهم على الشرعية الدستورية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض وقرارات مجلس الأمن الدولي، خصوصا القرار رقم 2216»، داعيا «المنظمات الحقوقية العربية والدولية التحرك العاجل لوضع حد لمثل هذه الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية بحق المدنيين وملاحقة المتورطين ومحاسبتهم على جرائمهم التي يرتكبونها أمام مرأى ومسمع الجميع».
وكانت منظمات دولية، منها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، والصليب الأحمر، ومنظمة أطباء بلاحدود، اتهمت الميليشيات الانقلابية بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى تعز، وفرض حصار خانق لعشرات الآلاف من السكان المدنيين. وأصدرت المنظمات تقارير تكشف الوضع الإنساني المأساوي في تعز. وأكدت التقارير أن الميليشيات تفرض حصارا خانقا على مدينة تعز، وتمنع وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية والماء والدواء والأدوية والمستلزمات الطبية، بطريقة تتنافى مع عقيدتنا الإسلامية وقيمنا الأخلاقية والإنسانية.
الميليشيات الانقلابية تمطر أهالي تعز بالصواريخ
نفاد الأكسجين من مستشفيات المدينة ينذر بكوارث إنسانية
الميليشيات الانقلابية تمطر أهالي تعز بالصواريخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة