أطراف مباحثات سد النهضة تفشل في التوصل إلى اتفاق

وزير خارجية السودان: سنواصل المباحثات نهاية الشهر في الخرطوم

وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور خلال حضوره مباحثات سد النهضة التي احتضنتها الخرطوم أول من  أمس (غيتي)
وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور خلال حضوره مباحثات سد النهضة التي احتضنتها الخرطوم أول من أمس (غيتي)
TT

أطراف مباحثات سد النهضة تفشل في التوصل إلى اتفاق

وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور خلال حضوره مباحثات سد النهضة التي احتضنتها الخرطوم أول من  أمس (غيتي)
وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور خلال حضوره مباحثات سد النهضة التي احتضنتها الخرطوم أول من أمس (غيتي)

فشلت مباحثات اللجنة السداسية، المكونة من وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الفنية التي تختلف عليها بشأن سد النهضة، واضطر المجتمعون إلى تأجيل اجتماعهم إلى 27 من الشهر الحالي، دون أن يكشفوا عن فحوى الجلسات المغلقة التي أجروها، أو المشاورات الجانبية التي استمرت طوال الجمعة وصبيحة أمس السبت، بيد أنهم رفضوا وصم اجتماعهم بـ«الفاشل».
وتهدف المفاوضات، التي بلغت العاشرة في الترتيب، إلى التوصل لاتفاق ثلاثي بشأن آليات عمل المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي، المتعلقة بإجراء دراسات هيدروليكية وبيئية واقتصادية واجتماعية، وفقا للموقف المصري.
واختتمت الجولة، التي كان متوقعا أن تكون حاسمة بشأن الترتيبات الفنية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، دون إبلاغ أجهزة الإعلام بفحوى المباحثات التي جرت بالعاصمة السودانية الخرطوم. فيما أعلن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، في بيان ختامي مقتضب عقب الجولة العاشرة من تلك المفاوضات، عن الاتفاق على مواصلة الاجتماع في الخرطوم نهاية الشهر الحالي، بقوله «لقد اتفقنا على مواصلة اجتماعنا بنفس مستوى التمثيل يومي 27 و28 من الشهر الحالي هنا في الخرطوم».
ورفض غندور الإفصاح عن نقاط الاتفاق والخلاف في الاجتماع، بقوله: «لا يمكنني التحدث عن النقاط التي اتفقنا عليها، ولا يمكن وصف المباحثات بالفشل، وقد اتفقنا على أننا نحتاج أسبوعين لاستئناف اجتماعاتنا»، رافضا اعتبار بلاده وسيطا بين مصر وإثيوبيا، واعتبارها منحازة لطرف دون آخر.
وأعلنت إثيوبيا أن بناء السد سيكتمل في غضون عام 2017، وأنها أنجزت أكثر من 47 في المائة من الإنشاءات، وأنها ستبدأ في التخزين الجزئي للمياه ابتداءً من العام المقبل، وقطعت بأنه لن يضر بمصالح بلدان الحوض.
وتبدي مصر مخاوف من تأثير بناء السد على حصتها من مياه النيل، خاصة في أعوام ملء بحيرة الخزان، وتعتبر السعة التخزينية للسد المقدرة بـ74 مليار متر مكعب خصما من إيراداتها من المياه، وتصر على إبطاء عمليات الإنشاء لحين اكتمال الدراسات الفنية المتعلقة بتأثيرات السد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والهيدروليكية.
وكانت الأطراف الثلاثة قد اتفقت على تكليف مكتبين استشاريين، ووقع الاختيار على الشركة الفرنسية «بي آر إل»، وخصصت لها 70 في المائة من الدراسات، والهولندية «دلتاراس» 30 في المائة، بيد أن الشركتين اختلفتا، وزعمت شركة «دلتاراس» أن نسبتها وتدخلات الأطراف لا تمكنها من إجراء دراسة علمية مستقلة ومحايدة.
وتعتبر مصادر صحافية خلاف الشركتين الدوليتين «سياسيا» له علاقة بمواقف كل من مصر وإثيوبيا، وأن الشركة الهولندية ترى أن بناء السد لصالح كل من إثيوبيا والسودان دون الإشارة لمصر، وهذا هو الموقف المصري، فيما ترى الشركة الفرنسية أن بناء السد لا يلحق أي أضرار بأي من دول الحوض، وهو الموقف الإثيوبي.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد حسم موقف بلاده في مايو (أيار) 2013، أثناء احتفاله مع نظيره الإثيوبي هيلا ماريام ديسالين، بافتتاح شبكة الربط الكهربائي بين البلدين، وأعلن أن حكومته تساند إثيوبيا في إنشاء سد النهضة لأنها ستحظى بنصيب كبير من الكهرباء المولدة في السد، وجزم بأن تشييده لصالح كل الإقليم بما في ذلك مصر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.