يمثل متجر «ساليز» الأنيق الذي افتتح مطلع الشهر الماضي في غرب العاصمة الأردنية عمّان تجربة ناجحة لشابة لطالما عشقت صنع الحلويات. فبعد مثابرة ودراسة واجتهاد، استطاعت العشرينية سالي الحسيني تحقيق حلم طفولتها بنقل مشروعها من المنزل إلى متجر مميز للحلويات لتصنع اسما بين الرواد الأردنيين.
تؤكد سالي لـ«الشرق الأوسط» أنها ومنذ نعومة أظافرها، كانت أسيرة الحلويات بشتى أشكالها ورائحتها ومذاقها، إذ تقول: «تمرّ بخيالي صورٌ من الماضي، أبتسم لها عندما أتذكر سنواتي الأولى في الحضانة، وأنا أركض مهرولة خلف معلمتي إلى المطبخ، وهمي الوحيد التقاط عجينة وتكييفها حسب الشكل الذي أريد ولم أُعِر يومًا لاتساخ يدي اهتماما، فلا السكر ولا بقايا العجين كانت تزعجني». وتضيف سالي: «وبعد انتهاء عملية هندسة شكل العجين ووضعه في الفرن، كانت المعلمة تدخل إلى الصف والصينية بين يديها مليئة ببسكويت من صنع أيدينا، كم كان قلبي يخفق فرحًا ويذوب حبًا وافتخارًا بما أنجزته يداي».
واليوم، لا يزال ينتاب سالي الشعور ذاته كلما دخلت المطبخ لتحضير الحلويات وخبزها. إلا أن الفرق الوحيد يكمن في أنّها اكتشفت سر سعادتها الحقيقي المتمثل في ملامح وجوه متذوقي حلوياتها والبسمة تغمر شفاههم لحظة قضمها. وتقول: «الخليط بين حبي لصناعة الحلويات وبين إعجاب المقربين والأصدقاء بها، دفعني لاستغلال هذا الشغف لأبدأ مشروع (ساليز)».
ولم يكن درب سالي إلى النجاح معبدا بالسكر مثل معجناتها، إذ واجهت صعوبات كثيرة، ومتطلبات عدة لكن العامل الأساس الذي ساعدها في السير قدمًا هو المثابرة على تحقيق حلم الطفولة. وعند تخرجها من المدرسة، شرعت سالي في رحلتها الأكاديمية العليا لتنال شهادة جامعية في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم توجهت إلى فرنسا وتحديدًا إلى العاصمة باريس للالتحاق بمدرسة «لو نوتر» العريقة، للحصول على الخبرة اللازمة في تحضير الحلويات الفرنسية والأوروبية. وبعد ذلك قررت سالي العودة لموطئ قدمها لتوظيف الخبرات التي اكتسبتها في إدارة الأعمال و«لو نوتر» في حياتها المهنية.
وفي بادئ الأمر، انطلق مشروع «ساليز» من المنزل، وردًا على سؤال، كيف استطاعت نقله إلى متجر مستقل، قالت: «بعد عودتي إلى بلدي الأردن، باشرت تطوير خبراتي العملية بتحضير طلبيات من منزلي، لاكتساب مزيد من المهنية، حيث بدأت بتطبيق مختلف وصفات الحلويات الأجنبية، وتحديدًا الفرنسية منها، لامتلاك قدرة الإبداع في ابتكار وصفات جديدة».
واستطردت: «لم أبدأ المشروع فورا، بل تريثت وذهبت للعمل في أحد المتاجر المحلية المشهورة بصناعة الحلويات في عمان». وعن هذه التجربة تقول: «لعبت هذه التجربة دورًا مهمًا في تطوير قدراتي على تحضير الحلويات ولتزيد قناعتي في بدء مشروع الطفولة الخاص بي».
وبعد اكتساب الثقة الكافية وتطوير استيعاب لسوق الحلويات الأردنية إلى جانب القدرة على التفنن في الوصفات وتطويرها، بل وابتكار الجديد منها إرضاءً لجميع الأذواق، افتتحت الحسيني متجرها «ساليز». واستطاع في أقل من شهر جذب زبائن منتظمين وجدد.
ليس مشروع سالي الأول من نوعه في الأردن، لكن ما يميزه عن غيره بحسب سالي أن المتجر «يسعى إلى توفير النوعية الأفضل بأنسب الأسعار، أي بتقديم حلويات متنوعة وبجودة عالية». واستطاعت الحسيني تطوير حلويات تمزج بين المذاقات الأجنبية والعربية، عن طريق توظيف خبراتها في تحضير المعجنات الفرنسية، وبإضافة نكهات عربية تزيد حلوياتها تميزا واختلافا. ولذلك تبنت سالي عبارة «Making a sweet difference»، أو «إحداث تغيير في عالم الحلويات» لتكون شعار متجرها.
كما يتميز شعار «ساليز» بدوائر ملونة كحلوى «الماكارون» مرسومة تحت اسم المحل. ويشتهر «ساليز» بصنع تلك الحلويات الفرنسية بنكهات جديدة. كما تضم قائمة الحلويات حلوى «التارت» بمختلف أنواعها وقوالب الجاتو والمعجنات الصغيرة وحلويات غير اعتيادية مثل كعكة الشاي الأخضر «ماتشا» والشاي الأسود «إيرل غراي». ويوفر المتجر أيضا بعض المعجنات المالحة كالكروسان المحشي بالزعتر أو الجبنة.
وعن طموحاتها المستقبلية لمشروع «ساليز»، تقول الحسيني: «نحن على أمل أن يصبح متجر (ساليز) معروفًا على المستوى المحلي في الأردن أولّا، ثمّ في الشرق الأوسط، وأطمح أن يذاع سيطه في جميع أنحاء العالم، وأنا على يقين بذلك، وبمساعدة فريق العمل سنعمل بكد ومثابرة ليصبح علامة تجارية فارقة وسلسلة عالمية».
مطعم الاسبوع: «ساليز».. يعجن الغرب والشرق بحلوياته
متجر أنيق يحمل مذاق «لو نوتر» الباريسي إلى عمّان
مطعم الاسبوع: «ساليز».. يعجن الغرب والشرق بحلوياته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة