استمرت صدامات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، أمس، في جميع أنحاء الضفة الغربية، خصوصا داخل المدن الكبرى التي اقتحمتها هذه القوات، وسقط ثلاثة شهداء فلسطينيين بينما أصيب العشرات بجراح.
وأعلن صائب عريقات، أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة المفاوضات، إن عملية السلام قد انهارت تماما، وحمل حكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو مسؤولية ذلك.
وبدأت الصدامات، صباح أمس، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت الليلة قبل الماضية مواطنا فلسطينيا من قرية لُبّن، بحجة أنه نفذ عملية دهس أربعة ضد جنوده بالقرب من القرية، مما أدى إلى إصابتهم جميعا بجراح. ووفقا لبيان صادر عن الناطق العسكري، فإن قوات من الشاباك والجيش، ووحدة المستعربين «دوفدوفان» والشرطة الإسرائيلية شاركت في اعتقال محمد عبد الحليم عبد الحميد سالم (37 عاما)، وقال إن سالم، الذي خضع سنة 2001 للاعتقال الإداري لستة أشهر، ينتمي لحركة حماس، وإنه اعترف خلال تحقيق أولي أنه منفذ عملية الدهس، احتجاجا على الوضع في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وقتل الأطفال الفلسطينيين.
وفي التفاصيل، كانت قوات الاحتلال قد أجرت عمليات تفتيش واسعة في عدة أماكن في المنطقة في أعقاب عملية دهس الجنود، وعثرت على سيارة سالم ثم عليه شخصيا. وبحسب بيان الجيش، فإنه تم العثور بحوزة سالم على بندقية من طراز «إم 16»، وقنبلة صوتية يعتقد أنها مسروقة من الجيش الإسرائيلي. وقد أدى هذا الصدام إلى خروج عشرات ومئات الفلسطينيين في عدة مواقع في القدس والضفة الغربية من جنين وحتى الخليل، واشتبكوا مع قوات الجيش.
وفي مدينة الخليل، استشهد الشاب عدي جهاد حسين أرشيد (24 عاما) جراء إصابته بالرصاص خلال اشتباكات في حي رأس الجورة. وفي حلحول استشهد شاب آخر برصاص الاحتلال بادعاء أنه حاول تنفيذ عملية دهس. وقالت تقارير صحافية إسرائيلية إن الشاب الفلسطيني حاول استهداف عدد من أفراد وحدة حرس الحدود في شرطة الاحتلال.
وقبل ذلك بوقت قصير، أصيب شاب فلسطيني بنيران أطلقتها عليه قوات الاحتلال عند حاجز الجلمة، شمالي مدينة جنين، وادعى الجيش أن الشاب الفلسطيني حاول تنفيذ عملية إطلاق نار، بينما قالت تقارير إسرائيلية أخرى إنه أطلق النار من داخل المنطقة الفلسطينية، وفي جميع الأحوال لم يصب أحد باستثناء الشاب الفلسطيني. وبحسب هذه التقارير، فإن أفراد شرطة فلسطينيين أخذوا الشاب الفلسطيني الجريح، بينما لم تتضح خطورة جراحه بعد.
كما أصيب خمسة فلسطينيين، فجر أمس، بإصابات متفاوتة خلال مواجهات وقعت في وسط مدينة رام الله، عندما اقتحمتها قوات الاحتلال وراحت تتجول فيها بطريقة استفزازية. وتبين أن أحد المصابين أصيب بعيار ناري في اليد اليسرى، بينما أصيب آخرون بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط في مختلف أنحاء الجسم خلال مواجهات تلت اقتحام قوات الاحتلال لوسط مدينة رام الله.
كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من سكان مخيم قلنديا للاجئين أثناء وجوده وسط مدينة رام الله خلال هذا الاقتحام. وقال مصدر أمني فلسطيني إن المواجهات تركزت وسط المدينة، وإن القوات الإسرائيلية خلعت أبواب مختبر مكتبة علمية وصادرت كاميرات المراقبة، قبل أن تنسحب من المكان. وأوضح المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن الجرحى الذين أصيبوا خلال هذه المواجهات في وضع مستقر، وقد تم نقلهم إلى مجمع فلسطين الطبي في المدينة لتلقي العلاج.
وفي بيت لحم، اندلعت مواجهات عنيفة، مساء أمس، أصيب خلالها ستة فلسطينيين، بينما اعتقلت قوات الاحتلال في جنين القيادي في الجهاد الإسلامي الشيخ عبد الحليم عز الدين (أبو القسام) (48 عامًا)، الذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 20 سنة، وأطلق سراحه قبل خمسة أشهر فقط.
وفي قطاع غزة استشهد المواطن سامي شوقي ماضي برصاص قوات الاحتلال، وأصيب 10 آخرين شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية بأن المواطن ماضي أصيب برصاصة مباشرة في الصدر، مما أدى إلى استشهاده. كما أشارت المصادر إلى إصابة 10 مواطنين بأعيرة الاحتلال النارية خلال المواجهات شرقي البريج.
وفي السياق ذاته، أصيب 11 مواطنا برصاص الاحتلال في الأجزاء السفلية خلال المواجهات المندلعة شرقي قطاع غزة. وفي بيت حانون شمالي القطاع، كما أصيب 9 مواطنين بينهم 7 بأعيرة نارية خلال المواجهات المندلعة قرب حاجز بيت حانون. أما في خان يونس جنوب القطاع، فقد أصيب 5 مواطنين، بينهم ثلاثة بالرصاص الحي، واثنان بحالات اختناق خلال المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال في منطقة الفراحين شرق المدينة.
رصاص الاحتلال الإسرائيلي يعدم 3 فلسطينيين بالخليل وغزة
عريقات يحمل نتنياهو مسؤولية انهيار عملية السلام
رصاص الاحتلال الإسرائيلي يعدم 3 فلسطينيين بالخليل وغزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة