الأزمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في العراق تطيح جلسة الأنبار الطارئة

برلماني: غياب القائد العام للقوات المسلحة استهانة بدماء العراقيين

الأزمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في العراق تطيح جلسة الأنبار الطارئة
TT

الأزمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في العراق تطيح جلسة الأنبار الطارئة

الأزمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في العراق تطيح جلسة الأنبار الطارئة

فشل البرلمان العراقي في عقد جلسته الطارئة بخصوص أزمة الأنبار التي مضى عليها أكثر من شهرين والتي نتج عنها طبقا لأحد نواب البرلمان العراقي عن الأنبار أكثر من 2000 ضحية بين قتيل وجريح من المدنيين وعدد لا يعرف بين الجنود ونحو 750 ألف نازح. وبسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة بسبب عدم حضور غالبية نواب التحالف الوطني وفي المقدمة منهم دولة القانون وعدم حضور رئيس الوزراء نوري المالكي وقادته الأمنيين فقد قرر رئيس البرلمان أسامة النجيفي تأجيل الجلسة حتى إشعار آخر. وبينما تم الأسبوع الماضي تأجيل جلسات البرلمان الاعتيادية إلى إشعار آخر حتى يجري إدراج الموازنة في جدول الأعمال فإنه من الناحية الواقعية بات البرلمان العراقي معطلا بينما لم يبق من عمره الانتخابي سوى أقل من شهرين (تنتهي الدورة البرلمانية الحالية منتصف شهر أبريل/نيسان المقبل).
وكان من المفترض أن يعقد البرلمان جلسة استثنائية أمس استنادا إلى إعلان النجيفي قبل ثلاثة أيام وذلك لمناقشة الأزمة التي تشهدها محافظة الأنبار، متوقعا «حضور نواب كتلة متحدون لمناقشتها».
لكن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي أكد أن نوابه لن يحضروا الجلسة التي ستعقد لمناقشة أزمة الأنبار أو أي جلسة لا تعرض فيها الموازنة. ورجحت دولة القانون أن يسود جلسة مناقشة أزمة الأنبار «الخطابات الانتخابية التي تشتم من خلالها الحكومة والقيادات الأمنية».
من جهته حمل ائتلاف متحدون الذي يتزعمه النجيفي القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي إرجاء جلسة البرلمان لتغيبه عن مناقشة أزمة الأنبار. وقال رئيس كتلة «متحدون» في البرلمان سلمان الجميلي في مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان أمس أن «إرجاء الجلسة كان لعدم حضور المالكي والقادة الأمنيين باستثناء رئيس مجلس محافظة الأنبار وسؤالنا لماذا لم يحضروا للجلسة، هل هو هروب واستهانة بدماء أبناء العراق من القوات الأمنية وأبناء الأنبار». وأضاف أن «هناك عدم توضيح الصورة للشعب العراقي فيما يجري من أحداث بالأزمة علما أن هناك 750 ألف مهجر ونحن لا نعرف ولا نعلم بعدد شهداء القوات الأمنية ومقابل ذلك لم نسمع عن انتصارات القوات الأمنية والجيش العراقي من خلال قيادات العمليات». وأعتبر أن «هناك هروبا للوعود التي قطعها المالكي أثناء زيارته للأنبار»، متسائلا «هل هي حسابات لتجديد الولاية الثالثة أو أنه دعاية انتخابية؟».
وأوضح الجميلي أن «المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم وأصبحت تهدد أمن كل العراق وليس للأنبار والفلوجة فقط بالمقابل لا يوجد حل سياسي لهذه الأزمة كما أن المالكي سلك طريق الحرب دون الرجوع أو التشاور مع أي طرف حول ما يحدث وهناك سياسة أزمات والعراق أصبح يعيش في دوامة أزمات». وطالب ائتلاف متحدون «بإصدار عفو لمن حمل السلاح دفاعا عن النفس ولم يقاتل، كما نطالب بعقد اجتماع طارئ للكتل السياسية لبحث ما يجري في هذه الأزمة».
في السياق ذاته أبدى عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار خالد العلواني أسفه لعدم قدرة البرلمان على عقد جلسة طارئة لمناقشة أزمة الأنبار. وقال العلواني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أزمة الأنبار مضى عليها أكثر من شهرين ونتج عنها خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات بالإضافة إلى البنية التحتية فضلا عن كون هناك غموض كبير يحيط بهذه الأزمة ومع ذلك لم نتمكن من عقد جلسة لممثلي الشعب لإطلاعهم على ما يجري».
وأضاف العلواني أن «هناك حقيقة غائبة في الأنبار قد لا يعرفها إلا أهالي الأنبار حيث إن الجيش والقائد العام يتحدث عن حصول انتصارات في بعض مناطق مدينة الرمادي مثل الملعب وشارع 60 بينما الدلائل والمؤشرات تقول إن الوضع الأمني في مثل هذه المناطق يسير نحو الأسوأ يضاف إلى ذلك الأعداد المتزايدة في أعداد النازحين الذين تخطوا الـ750 ألفا وكذلك الخسائر بأرواح المدنيين التي تجاوزت الـ2000 بين قتيل وجريح»، مشيرا إلى «إننا لا نعرف حصيلة الضحايا في الجيش العراقي وهم أبناؤنا أيضا كما أن هناك مناطق جديدة بدأ يزحف عليها المسلحون بالإضافة إلى الفلوجة وهي الكرمة والصقلاوية والخالدية».
من جهته أكد الشيخ حميد الكرطاني أحد شيوخ عشيرة كرطان في الأنبار أسفه على ما يجري قائلا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مما يؤسف له أن لا يتمكن السياسيون من عقد جلسة للبرلمان لمناقشة أزمة خطيرة يمر بها البلد». وأضاف «أكاد أن أقول إننا غسلنا أيدينا من السياسيين ولا بد أن يتنبه الشعب إلى أن هذه الطبقة السياسية لم تعد قادرة على مواجهة الأزمات مهما كبرت أو صغرت في البلاد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.