الانقلابيون ينفذون حملة تجنيد إجباري للشباب في إقليم تهامة

المقاومة تتوعد قيادات ميليشيا الحوثي بالرد السريع

الانقلابيون ينفذون حملة تجنيد إجباري للشباب في إقليم تهامة
TT

الانقلابيون ينفذون حملة تجنيد إجباري للشباب في إقليم تهامة

الانقلابيون ينفذون حملة تجنيد إجباري للشباب في إقليم تهامة

ألزمت ميليشيا الحوثي وحليفهم علي عبد الله صالح سكان محافظة الحديدة والأرياف برفع كشوفات بأسماء من وصفتهم الميليشيا بـ«العاطلين عن العمل»، خلال فترة أقصاها 5 أيام من طلبهم الذي وزع على أعيان المحافظة، ورغم المحاولات الحثيثة لرفض إدراج أسماء شباب تلك الحارات تحت أي ظرف. إلا أن الميليشيا توعدت السكان بعقاب جماعي إن لم تدرج أسماء العاطلين خلال الفترة المحددة تمهيدا لإدراجهم في كشوفات الميليشيا وإرسالهم إلى مقار التدريب، ومن ثم خوض المعارك نيابة عن الحوثيين.
وأكدت مصادر أن ميليشيا الحوثي تسعى من خلال هذا التحرك إلى توسيع نشاطاتها الإجرامية في الإقليم من خلال دفع مبالغ مالية كبيرة للمنتسبين إليها وإطلاقهم كعيون لهم (جواسيس) في محافظات الإقليم كافة.
وذكرت مصادر محلية في مديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة أن حملة تجنيد ميليشيا الحوثي وعلي صالح يقوم بها عضو مجلس النواب عن حزب علي صالح، إذ يرسلهم إلى جبهة تعز للقتال ودعما الحوثيين لقتل أبناء تعز الأبرياء بينما يقوم عضو المجلس السابق بتقديم الدعم اللوجيستي والأموال لتسهيل عملية انتقال المجندين من موقع إلى آخر.
في سياق متصل، توعدت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة قيادات ميليشيا الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح «أبو خرفشة وحمدين» ورئيس جهاز الأمن في الحديدة، بالرد سريعا على الانتهاكات المستمرة وعمليات القتل العشوائي لأبناء الحديدة بشكل مباشر. وقالت المقاومة الشعبية «إن مقار وممتلكات هذه العصابة أصبحت هدفا مشروعا للمقاومة، وإن الرد سيكون مزلزلا لكل عنصر من هذه العناصر الإجرامية، ولن يكون هناك فرد بمنأى عن العقوبة، للرد على سفك الدماء وانتهاك حرمات البيوت ونهب الحقوق الخاصة والعامة».
وأكدت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة أن الرد سيكون بالمثل، ولن يكون هناك تحفظ على أي شخصية تتبع الميليشيا أو الحرس الجمهوري، بعد أن ضاق المجال لتحكيم العقل والمنطق في حل النزاعات الداخلية لتجنيب أبناء تهامة المآسي والحروب، إلا أن هذه العصابة لم تترك للعقل ولا للحكمة مجالا للحوار أو التفاهمات الجانبية.
ودعت المقاومة الشعبية ميليشيات الحوثي وحليفهم في الحرب على أبناء تهامة لإطلاق سراح المختطفين فورا والتوقف عن ملاحقة المواطنين وإعادة الممتلكات والمنهوبات إلى أصحابها، ما لم تفعل ذلك فإنها تكون قد استوجبت الرد، موضحة بحسب البيان الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط» أنها «تعرف مسبقا أولئك الخونة ممن باعوا أنفسهم ومبادئهم وأبناء عشيرتهم وجيرانهم وتحولوا إلى جواسيس وقادوا عصابات الميليشيا الحوثية إلى أعمال القتل والنهب والمداهمات لبيوت الأحرار، فإن عقاب هؤلاء سيكون عسيرا، وإن المقاومة سبق أن نشرت أسماءهم وتحتفظ بقائمة العار من هؤلاء الخونة».
وفي السياق ذاته، قال عبد الحفيظ الخطامي ناشط اجتماعي: «إن المقاومة الشعبية أدانت ما سمته الممارسات القمعية والبربرية التي تطال أبناء الحديدة عاصمة الإقليم في الريف والمدينة وحذرت المقاومة من استمرارية هذه الانتهاكات الوحشية التي يتحمل مسؤوليتها في الأساس قيادات الميليشيا».
وأشار الخطامي إلى أن المقاومة الشعبية تبنت أمس استهداف نقطة لميليشيات الحوثي والحرس الجمهوري، في مثلث «الضحي الكدن» بباجل شمال الحديدة بصاروخ «لو» قبيل الفجر، سقط فيه قتلى وجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع، كما أعلنت المقاومة تبنيها استهداف طقم لميليشيا الحوثي بقنبلة يدوية، في شارع الأربعين بالقرب من جولة الحفرة بالحديدة، سقط فيه عدد من عناصر ميليشيات الحوثي جرحى بحسب شهود عيان، كما تبنت المقاومة استهداف أحد عناصر ميليشيا الحوثي بالقرب من جولة النخيل وسط مدينة الحديدة، وشهود عيان يؤكدون مصرعه.
من جهة أخرى، رفض وكيل محافظة الحديدة، المعين من قبل ميليشيا الحوثي لإدارة المحافظة، إعطاء أكثر من 350 عاملا في المؤسسة العامة للكهرباء بالحديدة أجورهم من خلال عدم اعتماده على تعزيز الأجور اليومية، تحت ذريعة مطالبة المحافظة للمؤسسة بدفع قيمة المازوت.
وقال مصدر يمني مطلع: «إن هذه الإجراءات ظالمة وتنتهك حقوق عمال وموظفي الكهرباء، وقد لاقت هذه الإجراءات استياء واسعا لدى موظفي المؤسسة، الذين باتوا مع أسرهم مهددين بالنزوح إلى رصيف البطالة وفقدان دخلهم»، لافتا إلى أن وكيل المحافظة هدد في عدد من المواقف، بتسريح جميع موظفي الأجور اليومية، بدعوى عدم وجود الكهرباء، ووصف العمال أن سياسة الميليشيات المسلحة ضد أبناء إقليم تهامة زادت عن حدها، وأصبحت عقابا جماعيا تفرضه على العمال والموظفين ونهب حقوقهم، وأصبح واقعا يوميا تمارسه الميليشيا بشكل مباشر على أبناء المحافظة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».