واشنطن تحرز تقدمًا في دفع قوات عربية وكردية سورية لمكافحة «داعش»

الأمين العام للناتو: على المسلمين أن يكونوا على خط الجبهة لأن معظم الضحايا منهم

واشنطن تحرز تقدمًا في دفع قوات عربية وكردية سورية لمكافحة «داعش»
TT

واشنطن تحرز تقدمًا في دفع قوات عربية وكردية سورية لمكافحة «داعش»

واشنطن تحرز تقدمًا في دفع قوات عربية وكردية سورية لمكافحة «داعش»

قال مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»، إن واشنطن تعمل منذ فترة مع شركاء محليين لتمكينهم من قتال «داعش» واستعادة الأراضي التي يسيطر عليها. وأضاف المسؤول لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم تعزيز قدرة الولايات المتحدة على التعاون مع هذه القوى وتقديم المشورة لها ومساعدتها في تسهيل الأنشطة القتالية، وتوفير الدعم الجوي للهجمات على أرض الواقع وتجهيزهم بشكل مباشر ليكونوا أكثر فاعلية.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد خلال الاجتماع الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون الأخير في براغ، أن جزءا أساسيا من الاستراتيجية الأميركية ضد «داعش» هو الاعتماد على شريك فعال على أرض الواقع. وشدد المسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، على وجود تقدم في دعم القوات البرية لمكافحة «داعش» وقال: «نحن نحرز تقدما وفي الشهر الماضي طردت القوات الكردية (داعش) من مدينة سنجار وقامت القوات العربية والكردية بتحرير (الأهوال) في شمال شرقي سوريا من سيطرة (داعش)».
وأضاف: «كل من سنجار و(الأهوال) كانتا من المراكز الهامة للانتقال والاتصالات لدى (داعش)، وهذه الهزائم تجعل من الصعب على قوات (داعش) العثور على ملاذ آمن وتصعب إعادة تنظيم صفوفهم والتخطيط لهجمات خارجية».
وحول تشكيل القوات البرية ومدى استعداد دول بالمنطقة المساهمة بهذه القوات لمكافحة «داعش»؟ قال المسؤول الأميركي: «(داعش) يعد تهديدا عالميا يجب هزيمته ويتطلب استجابة عالمية، ونحن نرحب بأي جهد حقيقي من أي شركاء في مكافحة (داعش) في سوريا والعراق، وكما قلنا دائما إن هذا سيتطلب معركة طويلة وليس هناك شك في أننا سنواصل العمل مع شركائنا وبشكل أكثر قربًا».
أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع الماضي في العاصمة الصربية بلغراد إلى ضرورة تشكيل قوات برية «سورية وعربية» لتحقيق هزيمة «داعش» على الأرض، والإسراع في تحقيق عملية انتقال سياسي في سوريا. وجاءت تلك التصريحات التي تعد الأولى من نوعها في إطار المساعي لمكافحة «داعش» وحل الأزمة السورية «لتلقي الضوء على ضرورة وجود قوات دولية على الأرض وتطرح تساؤلات حول كيفية تشكيل وتدريب وتسليح تلك القوة البرية العربية السورية».
وأبدت دولة الإمارات العربية المتحدة استعدادها للمشاركة في أي جهد دولي يتطلب تدخلا بريا لمحاربة الإرهاب. بينما استبعد ينس شتولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إرسال قوات برية إلى سوريا لمكافحة «داعش»، وقال في حوار لصحيفة سويسرية: «هذه ليست حربا بين الغرب والعالم الإسلامي، لكنها ضد التطرف والإرهاب، وعلى المسلمين أن يكونوا على خط الجبهة في هذه الحرب لأن معظم الضحايا هم من المسلمين».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».