لافروف: روسيا مستعدة للمشاركة في محادثات بشأن سوريا في نيويورك

وزير الخارجية الإيطالي في لقائه دي ميستورا: نتوقع الكثير من مؤتمر المعارضة السورية

لافروف: روسيا مستعدة للمشاركة في محادثات بشأن سوريا في نيويورك
TT

لافروف: روسيا مستعدة للمشاركة في محادثات بشأن سوريا في نيويورك

لافروف: روسيا مستعدة للمشاركة في محادثات بشأن سوريا في نيويورك

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن بلاده مستعدة للمشاركة في محادثات بشأن الأزمة السورية بنيويورك في ديسمبر (كانون الأول) الحالي.. «مع تطبيق بعض الشروط». ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اقترح عقد المحادثات في نيويورك يومي 18 و19 ديسمبر.
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السعودي عادل الجبير الوضع في سوريا.
جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية، أمس، بحسب وكالة «سبوتنيك». وقال البيان: «ركز الجانبان خلال تبادل وجهات النظر على القضايا الإقليمية والوضع في سوريا. وأيد لافروف توفير تمثيل أكبر لاجتماع ممثلي المعارضة السورية، الذي يعقد في الرياض بهدف مساعدة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في تشكيل وفد معارضة موحد من أجل إجراء محادثات مع الحكومة السورية».
وقالت وكالة الأنباء الألمانية، إن الجانبين بحثا خطط العمل ضمن إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا، بما في ذلك عقد اجتماع جديد لمعالجة القضايا المتعلقة بتشكيل قائمة المنظمات الإرهابية على الأراضي السورية.
في روما، قال وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني: «إننا نتوقع الكثير من اجتماعات المعارضة السورية التي ستنطلق غدًا (اليوم) بالعاصمة السعودية الرياض، للبحث عن رؤية موحدة قد تفضي إلى مفاوضات محتملة مع النظام الحاكم في دمشق»، بحسب ما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية.
وذكر رئيس الدبلوماسية الإيطالية خلال مؤتمر صحافي مشترك في وزارة الخارجية مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن مباحثات الرياض ستكون «قاعدة لبدء مفاوضات مع الحكومة السورية، ويرتبط ذلك بوقف إطلاق النار، وهذا في حد ذاته بالنسبة لنا هدف عظيم». ونوه الوزير بأنه «في هذا السياق، يُعد دور السعودية مهمًا جدًا».
وبدوره، أشار المبعوث الأممي إلى سوريا إلى أن السعودية «تطوعت بمهمة صعبة»، وهي «توحيد كتلة حرجة وأكبر تمثيلا بقدر الإمكان للمعارضة السورية، المتنوعة، والتي وجدت صعوبات سابقًا في التحدث بصوت واحد». وأضاف أنه «جهد كبير» من طرف السعودية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.