لم يتبق أمام القوات العراقية المشتركة سوى 10 أحياء سكنية لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. ورغم الانتصارات المتحققة للقوات العراقية إلا أن بعض المسؤولين المحليين والخبراء العسكريين يرون أن عملية تحرير الرمادي، التي بدأت بشكل فعلي منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تبدو بطيئة إلى درجة كبيرة. ويقاس مستوى التقدم، وفق البيانات العسكرية، بالأمتار ونادرا ما يعلن عن تحرير حي كبير.
نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي برر هذا البطء بالقول إن «القوات الأمنية تسير وفق خطط مدروسة أعدت من أجل استنزاف تدريجي لخطوط تنظيم داعش الدفاعية عبر التقدم البطيء الذي يضمن النصر بأقل الخسائر، فضلا عن صعوبة تخطي القوات الأمنية للسيارات المفخخة والألغام في طريقها إلى مركز الرمادي». وتابع: «كما أن الهجوم من أربعة محاور وبنفس التوقيت أمر يتطلب دقة في التنسيق». وأضاف العيساوي أن قيادة العمليات المشتركة رسمت الخطة لتحرير الرمادي بشكل علمي وعملي مدروس، ومن ثم تم تطبيقها حرفيًا على الأرض ونحن متأكدون من النتائج».
وأشار العيساوي إلى أن «القوات العراقية تمكنت من تحرير مناطق وأحياء سكنية عدة في داخل المدينة وخارجها ولم يتبق سوى 10 أحياء سكنية يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، أبرزها حي الحوز والأندلس والبكر، فضلا عن مركز الرمادي، فيما نشر التنظيم المتطرف عددًا من الانتحاريين، إلى جانب قناصين من بينهم عدد من النساء في المناطق التي تمت استعادتها من قبل القوات العراقية».
إلى ذلك، قال أحد الخبراء العسكريين في محافظة الأنبار: «إن تأخر الحسم في معركة تحرير مدينة الرمادي تعود أسبابه للخطة العسكرية التي وضعها المستشارون الأميركيون، فهي تتطلب دقة متناهية في التنفيذ مع تأن كبير في عمليات التقدم وتحرير الأراضي، خصوصًا في الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين المحاصرين داخل تلك الأحياء، وعدم حدوث أخطاء قد تتسبب في قتل المدنيين وحدوث خسائر كبيرة في صفوف القوات المحررة». وأضاف الخبير الذي كان يعمل ضابطًا في الجيش العراقي السابق: «إن القوات العراقية المنتشرة على أطراف مدينة الرمادي ومن جهاتها الأربع تحتاج إلى إدامة التقدم في المعركة عن طريق تفعيل الزخم الناري عبر إطلاق قذائف المدفعية، وهذا الأمر غير متوفر لديها، ويتم تعويضه في تقدم القوات العراقية عبر طائرات التحالف الدولي عبر الضربات الجوية المكثفة والمركزة، لكنها لا تحرز التقدم الكبير والسريع، على أرض الواقع».
وكانت القوات الأميركية قد عطلت العمليات العسكرية لتحرير مدينة الرمادي لمدة شهرين لأسباب وصفها بعض المسؤولين في الأنبار بأنها مناورات عسكرية. من ناحية ثانية، أعلن قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، أن القوات الأمنية المشتركة تمكنت من قتل 40 مسلحًا من تنظيم داعش خلال العمليات التي تنفذها العمليات المشتركة بإسناد من طيران التحالف الدولي والطيران العراقي والمدفعية والقطعات الأرضية المساندة الأخرى في الرمادي، مضيفًا أنه «تم تفجير 14 مركبة مفخخة يقودها انتحاريون، كانت في طريقها لتنفيذ هجمات انتحارية تستهدف قواتنا المتقدمة باتجاه مركز المدينة».
من جانبه، قال المستشار العسكري في محافظة الأنبار دلف الكبيسي: «إن القطاعات الأمنية المتمثلة بقوات مكافحة الإرهاب والشرطة المحلية، فرضت خط صد في حي التأميم، الذي كان أحد أبرز معاقل التنظيم في الرمادي، لكون الحي يبعد مسافة نصف كيلومتر من المجمع الحكومي وسط المدينة». وأضاف الكبيسي: «جثث القتلى من عناصر التنظيم الإرهابي الذين تمت تصفيتهم في اليومين الماضيين ما زالت ملقاة في شوارع التأميم وداخل المنازل».
مصادر أمنية ومحلية: 10 أحياء سكنية ما زالت تحت سيطرة «داعش» في الرمادي
تفجير 14 سيارة مفخخة يقودها انتحاريون كانت تستهدف القطعات العسكرية
مصادر أمنية ومحلية: 10 أحياء سكنية ما زالت تحت سيطرة «داعش» في الرمادي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة