مصادر أمنية ومحلية: 10 أحياء سكنية ما زالت تحت سيطرة «داعش» في الرمادي

تفجير 14 سيارة مفخخة يقودها انتحاريون كانت تستهدف القطعات العسكرية

جانب من مواجهة بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» في بلدة حصباية شرقي الرمادي أمس (أ.ف.ب)
جانب من مواجهة بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» في بلدة حصباية شرقي الرمادي أمس (أ.ف.ب)
TT

مصادر أمنية ومحلية: 10 أحياء سكنية ما زالت تحت سيطرة «داعش» في الرمادي

جانب من مواجهة بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» في بلدة حصباية شرقي الرمادي أمس (أ.ف.ب)
جانب من مواجهة بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» في بلدة حصباية شرقي الرمادي أمس (أ.ف.ب)

لم يتبق أمام القوات العراقية المشتركة سوى 10 أحياء سكنية لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. ورغم الانتصارات المتحققة للقوات العراقية إلا أن بعض المسؤولين المحليين والخبراء العسكريين يرون أن عملية تحرير الرمادي، التي بدأت بشكل فعلي منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تبدو بطيئة إلى درجة كبيرة. ويقاس مستوى التقدم، وفق البيانات العسكرية، بالأمتار ونادرا ما يعلن عن تحرير حي كبير.
نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي برر هذا البطء بالقول إن «القوات الأمنية تسير وفق خطط مدروسة أعدت من أجل استنزاف تدريجي لخطوط تنظيم داعش الدفاعية عبر التقدم البطيء الذي يضمن النصر بأقل الخسائر، فضلا عن صعوبة تخطي القوات الأمنية للسيارات المفخخة والألغام في طريقها إلى مركز الرمادي». وتابع: «كما أن الهجوم من أربعة محاور وبنفس التوقيت أمر يتطلب دقة في التنسيق». وأضاف العيساوي أن قيادة العمليات المشتركة رسمت الخطة لتحرير الرمادي بشكل علمي وعملي مدروس، ومن ثم تم تطبيقها حرفيًا على الأرض ونحن متأكدون من النتائج».
وأشار العيساوي إلى أن «القوات العراقية تمكنت من تحرير مناطق وأحياء سكنية عدة في داخل المدينة وخارجها ولم يتبق سوى 10 أحياء سكنية يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، أبرزها حي الحوز والأندلس والبكر، فضلا عن مركز الرمادي، فيما نشر التنظيم المتطرف عددًا من الانتحاريين، إلى جانب قناصين من بينهم عدد من النساء في المناطق التي تمت استعادتها من قبل القوات العراقية».
إلى ذلك، قال أحد الخبراء العسكريين في محافظة الأنبار: «إن تأخر الحسم في معركة تحرير مدينة الرمادي تعود أسبابه للخطة العسكرية التي وضعها المستشارون الأميركيون، فهي تتطلب دقة متناهية في التنفيذ مع تأن كبير في عمليات التقدم وتحرير الأراضي، خصوصًا في الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين المحاصرين داخل تلك الأحياء، وعدم حدوث أخطاء قد تتسبب في قتل المدنيين وحدوث خسائر كبيرة في صفوف القوات المحررة». وأضاف الخبير الذي كان يعمل ضابطًا في الجيش العراقي السابق: «إن القوات العراقية المنتشرة على أطراف مدينة الرمادي ومن جهاتها الأربع تحتاج إلى إدامة التقدم في المعركة عن طريق تفعيل الزخم الناري عبر إطلاق قذائف المدفعية، وهذا الأمر غير متوفر لديها، ويتم تعويضه في تقدم القوات العراقية عبر طائرات التحالف الدولي عبر الضربات الجوية المكثفة والمركزة، لكنها لا تحرز التقدم الكبير والسريع، على أرض الواقع».
وكانت القوات الأميركية قد عطلت العمليات العسكرية لتحرير مدينة الرمادي لمدة شهرين لأسباب وصفها بعض المسؤولين في الأنبار بأنها مناورات عسكرية. من ناحية ثانية، أعلن قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، أن القوات الأمنية المشتركة تمكنت من قتل 40 مسلحًا من تنظيم داعش خلال العمليات التي تنفذها العمليات المشتركة بإسناد من طيران التحالف الدولي والطيران العراقي والمدفعية والقطعات الأرضية المساندة الأخرى في الرمادي، مضيفًا أنه «تم تفجير 14 مركبة مفخخة يقودها انتحاريون، كانت في طريقها لتنفيذ هجمات انتحارية تستهدف قواتنا المتقدمة باتجاه مركز المدينة».
من جانبه، قال المستشار العسكري في محافظة الأنبار دلف الكبيسي: «إن القطاعات الأمنية المتمثلة بقوات مكافحة الإرهاب والشرطة المحلية، فرضت خط صد في حي التأميم، الذي كان أحد أبرز معاقل التنظيم في الرمادي، لكون الحي يبعد مسافة نصف كيلومتر من المجمع الحكومي وسط المدينة». وأضاف الكبيسي: «جثث القتلى من عناصر التنظيم الإرهابي الذين تمت تصفيتهم في اليومين الماضيين ما زالت ملقاة في شوارع التأميم وداخل المنازل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.