بلاتيني يغيب عن حفل قرعة نهائيات يورو 2016

رغم المحاولات الحثيثة لتبرئته قبل نهاية هذا الشهر

بلاتيني سيكون الغائب الحاضر خلال سحب قرعة «يورو 2016» («الشرق الأوسط»)
بلاتيني سيكون الغائب الحاضر خلال سحب قرعة «يورو 2016» («الشرق الأوسط»)
TT

بلاتيني يغيب عن حفل قرعة نهائيات يورو 2016

بلاتيني سيكون الغائب الحاضر خلال سحب قرعة «يورو 2016» («الشرق الأوسط»)
بلاتيني سيكون الغائب الحاضر خلال سحب قرعة «يورو 2016» («الشرق الأوسط»)

رغم المحاولات الحثيثة التي يقوم بها فريق الدفاع عن الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لإثبات براءته من الحصول على أموال من الفيفا دون أي وثائق، فإن الرجل الذي فتح الباب أمام زيادة عدد منتخبات بطولة أمم أوروبا 2016 سيغيب عن حفل سحب قرعة النهائيات الأسبوع المقبل.
وكان بلاتيني المرشح الأوفر حظا لخلافة السويسري جوزيف بلاتر في رئاسة الفيفا، لكنه عوقب بالإيقاف لمدة 90 يوما من لجنة القيم التابعة للفيفا، بينما يخضع للتحقيق في خضم فضيحة الفساد التي تعصف بالاتحاد الدولي. ومن المنتظر صدور قرار نهائي بشأن بلاتيني نهاية الشهر الحالي. وأكد محاموه أن لجنة القيم أوصت بالفعل بإيقافه مدى الحياة.
ويترقب الفيفا انتخاب رئيس جديد ليخلف بلاتر في 26 فبراير (شباط) المقبل، وسجل بلاتيني نفسه ضمن المرشحين قبل أن يعاقب بالإيقاف، لكنه قد يعود لسباق الترشح إذا ثبتت براءته.
ويتعلق التحقيق بمزاعم حصول القائد السابق لمنتخب فرنسا على مليوني فرنك سويسري (مليوني دولار) من الفيفا في 2011 لتنفيذ عمل ما خلال الفترة ما بين 1998 و2002. وقال بلاتر الموقوف أيضا إن الاتفاق على هذه المهمة مع بلاتيني حدث بشكل شفهي، بينما أكد بلاتيني الذي تولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في 2002 أن الدفع تأجل بسبب مشاكل مالية في الاتحاد الدولي.
ونشرت صحيفة «لوجورنال دو ديمونش» مذكرة قالت إنها قدمت لأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي للعبة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1998، تفيد بأن بلاتيني بصدد الحصول على مليون فرنك سويسري سنويا مقابل القيام ببعض الأعمال لحساب الفيفا. وأشارت الصحيفة إلى أن المذكرة قدمت خلال اجتماع في استوكهولم برئاسة لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة في هذه الفترة، وبحضور الألمانيين ايغيديوس براون وغيرهارد ايغنر، والإيطالي أنطونيو ماتاريزي والتركي سينيش ارزيك والنرويجي بير رافن أومدال. وقال توماس كلاي محامي بلاتيني: «منذ اللحظة التي نملك فيها الإثبات على وجود اتفاق بين الفيفا وبلاتيني بمعرفة مسؤولي الاتحاد الأوروبي سينتهي تحقيق لجنة القيم. هذا دليل مهم بالنسبة لنا على أن بلاتيني كان يقول الحقيقة دائما». وأقر كلاي بأنه شاهد الوثيقة لكنه لا يعرف من أين حصلت عليها الصحيفة وسبب تأخر ظهورها، ولم يتسن الحصول على تعليق من الصحيفة، كما رفضت لجنة القيم التعليق. وتابع: «هذا يثبت أن الاتفاق لم يتخذ أي شكل من أشكال السرية، وأن العديد من الأشخاص ومن بينهم مسؤولون في الفيفا والاتحاد الأوروبي كانوا على علم به منذ 1998». وأكد: «هذا التقرير يخالف الفرضية التي يرتكز عليها الاتهام، ويكشف أن عقد بلاتيني مع الفيفا ليس له طابع سري، وأن المسؤولين في الاتحادين الأوروبي والدولي على علم به منذ 1998».
لكن رغم هذه التطورات سيغيب بلاتيني عن حفل قرعة بطولة أوروبا مطلع الأسبوع المقبل لأنه ممنوع عن ممارسة أي نشاط رياضي لحين تبرئته. ولذلك فعندما يجتمع 24 مدربا للمنتخبات المتأهلة لبطولة أوروبا في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في باريس فإن بلاتيني سيتابع ذلك عبر شاشات التلفزيون بدلا من الوجود في قلب الحدث.
وفاز بلاتيني (60 عاما) مع فرنسا كلاعب ببطولة أوروبا 1984 على أرضها، وتولى رئاسة اللجنة المنظمة لكأس العالم 1998 عندما توجت بلاده باللقب في باريس، بينما تعرض لانتقادات عندما قرر الاتحاد الأوروبي للعبة زيادة عدد المنتخبات من «العدد المثالي» وهو 16 منتخبا إلى 24 منتخبا منذ ست سنوات. وقوبل هذا القرار بانتقادات واسعة لبلاتيني بداعي أنه جعل المهمة أسهل لكبار أوروبا من أجل التأهل، لكن هكذا انقلب الحال وفشلت هولندا - التي بلغت قبل نهائي كأس العالم 2014 - في التأهل لبطولة أوروبا بعد الخسارة ذهابا وإيابا أمام آيسلندا في التصفيات.
وقال بلاتيني في يونيو (حزيران) الماضي: «اتخذنا قرار زيادة عدد المنتخبات من أجل مصلحة ترويج وتطوير كرة القدم عبر أوروبا.. نحن نشعر بالسعادة من الآثار الإيجابية للشكل الجديد في القارة. لقد تابعنا مجموعات قوية تضم العديد من المنتخبات التي تصارع على التأهل وتقدم مستويات رائعة من كرة القدم وسط حماس كبير بين الدول التي لم يسبق لها التأهل أو تأهلت في مرات نادرة لبطولة كبرى».
وتابع: «حققت التصفيات نجاحا، ونحن متأكدون أن نهائيات البطولة في فرنسا في العام المقبل ستكون الأكثر تنافسية». ومن ضمن المنتخبات المتأهلة لأول مرة ألبانيا وآيسلندا وويلز، التي تعود للمشاركة في بطولة كبرى منذ ظهورها في كأس العالم 1958، وكذلك آيرلندا الشمالية والمجر بعدما ظهرتا لآخر مرة في بطولة كبرى عند مشاركتهما في كأس العالم 1986 بالمكسيك.
وباستثناء هولندا، نجحت كل المنتخبات الكبيرة الأخرى في التأهل إلى النهائيات، بينما ستتطلع إسبانيا إلى رقم قياسي بإحراز اللقب الأوروبي للمرة الثالثة على التوالي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».