البرازيل: المحكمة العليا ترفض الطعون في مساءلة رئيسة البلاد

روسيف تتعهد باللجوء لمختلف الوسائل القانونية لمقاومة عزلها

البرازيل: المحكمة العليا ترفض الطعون في مساءلة رئيسة البلاد
TT

البرازيل: المحكمة العليا ترفض الطعون في مساءلة رئيسة البلاد

البرازيل: المحكمة العليا ترفض الطعون في مساءلة رئيسة البلاد

بينما تعهدت رئيسة البرازيل ديلما روسيف أمس باللجوء لمختلف الوسائل القانونية المتاحة لمقاومة عملية عزلها، التي بدأت هذا الأسبوع في البرلمان، وقالت إنها لا تزال تملك الكثير الذي تريد أن تفعله من أجل الشعب، رفضت المحكمة العليا في البرازيل أمس الطعون التي قدمها حلفاء للرئيسة روسيف بوقف عملية المساءلة، مما يزيد من احتمال نشوب معركة سياسية طويلة في البلاد.
ورفض سيلسو دي ميلو وجيلمار مينديس، القاضيان بالمحكمة العليا، طعنين من أعضاء في البرلمان ينتمون للائتلاف الحاكم، أحدهما طعن قدمه نواب من حزب العمال، الذي تتزعمه روسيف، وقالت متحدثة باسم المحكمة إن طعنا ثالثا قدمه الحزب الشيوعي البرازيلي ينتظر صدور قرار بشأنه.
وفيما تقول المعارضة إن روسيف انتهكت قوانين الميزانية أثناء حملة إعادة انتخابها في العام الماضي، تنفي الرئيسة التي تتولى السلطة منذ عام 2011 ارتكاب أي أخطاء. وقد قال ميشيل تيمر، نائب الرئيسة، الذي سيتولى مهام الرئاسة في حالة مساءلة روسيف، إنه يتوقع أن «تهدئ» عملية المساءلة الساحة السياسية في البرازيل.
ورغم أنها قد لا تؤدي إلى خلع روسيف في نهاية المطاف، إلا أن هذه العملية تضيف عقبة أمام حكومة تعاني أيضًا من الجمود، وتسعى لدعم البرلمان لسياساتها التي تستهدف استعادة النمو الاقتصادي.
ومن المتوقع أن تنجو روسيف من العزل بفارق ضئيل، نظرا لسيطرة حزبها وحلفائه على مقاعد كافية في البرلمان لهزيمة الذين يدعمون عملية المساءلة، وقد بدأ معسكر الرئيسة البرازيلية العمل من أجل إفشال إجراءات إقالتها التي بدأها مجلس النواب قبل يوم واحد، حيث عقدت روسيف اجتماعا لكل حكومتها في برازيليا من أجل حشد الوزراء من مختلف الأحزاب المشاركة في التحالف، الذي تقوده «للدفاع عن الديمقراطية والمؤسسات»، وفي هذا السياق قال مدير مكتبها جاك فاغنر إن «الرئيسة تبذل جهودا كبيرة.. وهي على عجلة من أمرها لأنها قلقة ليس على حكومتها فحسب، بل على كل البلاد»، لأن هذه العملية يمكن أن تشل البرازيل التي تشهد أيضًا انكماشا اقتصاديا حادا.
وخلال زيارته إلى ريو دي جانيرو، هب الرئيس السابق ايناسيو لولا دا سيلفا للدفاع عن وريثته السياسية، مشددًا على «نزاهتها»، ومنتقدا بشدة إدواردو كونيا رئيس مجلس النواب وخصم روسيف الشرس، وقال لولا إن «إجراء الاتهام لا أساس قانونيا له على الإطلاق والبرازيل لا تستحق ذلك».
ويتهم اليمين روسيف بأنها تعمدت حجب حسابات الدولة خلال إعادة انتخابها سنة 2014، وكذلك في 2015 لإخفاء حجم الانكماش والعجز العام. ولا تشكك المعارضة في النزاهة الشخصية للرئيسة، لكنها تعتبر أنها ارتكبت «جريمة متعلقة بالمسؤولية عن الميزانية»، التي تعد من الأسباب التي ينص عليها الدستور لبدء إجراءات الإقالة.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.