أصدر مرصد الأزهر بمصر أول دراسة إحصائية لاعتداءات تنظيم داعش الإرهابي حول العالم منذ إعلان التنظيم عن نفسه قبل 18 شهرا. وأكد التقرير أنه «من الغريب أن إسرائيل لم تصب بأي أذي من قبل (داعش)، وأن اليمن وتونس ومصر والسعودية.. كانت من أكثر الدول العربية استهدافا من قبل التنظيم»، كاشفا عن أن يوم الجمعة أفضل الأيام لهجمات التنظيم، وذلك لاستهداف أكبر عدد من المسلمين ولتميزه في أوروبا حيث يسبق الإجازة الأسبوعية.
في حين رد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أمس، على الدعوات التي تطالبه بتكفير «داعش» قائلا: إنني أتعجب من هؤلاء الذين يطالبون بتكفير «داعش»، وماذا سيفيد تكفيرهم؟ إن الأهم من تكفيرهم هو تطبيق حكم الله فيهم وقتلهم والقضاء عليهم وتخليص العالم من شرورهم.
وكشفت دراسة الأزهر عن أن «داعش» استهدف دولا عربية وأفريقية بـ141 هجوما أودى بحياة 1664 شخصا، لافتة إلى أن التنظيم يمتلك 10 أذرع هي التي تولت تنفيذ الهجمات، بحسب زعم التنظيم، حيث قامت «الدولة» في سوريا والعراق بتنفيذ 84 هجوما أسقطت 454 قتيلا، وولاية السودان الغربي (بوكو حرام سابقا) نفذت 28 هجوما أسفرت عن مقتل 418، وولاية سيناء (مصر) قامت بتنفيذ 8 هجمات أودت بحياة 289 شخصا، وولاية صنعاء (اليمن) نفذت 7 هجمات استهدفت 250 قتيلا، وولاية الحجاز (السعودية) نفذت 7 هجمات أسفرت عن مقتل 88، وهجومان لولاية طرابلس (ليبيا) أسفرا عن مقتل 22، وهجوم واحد لكتائب عقبة بن نافع (تونس) أودى بحياة 22 قتيلا، وهجوم واحد لجند الخلافة (الجزائر) أسفر عن مقتل قتيل واحد، وهجوم واحد لولاية خراسان (أفغانستان) أسفر عن مقتل 48، وهجوم واحد لولاية نجد (الكويت) أسفر عن مقتل 27. أما مجلس شورى شباب الإسلام (ليبيا) فقد نفذ هجوما واحدا أسفر عن 45 قتيلا.
وتابعت الدراسة أن «بوكو حرام» تعد الذراع الأكثر دموية بين أذرع «داعش» نظرا لعدد الهجمات التي نفذتها التي عادة ما تستهدف الأماكن الأكثر ازدحاما كي تسقط أكبر عدد من الضحايا.
ودشن الأزهر في الثاني من يونيو (حزيران) الماضي مرصدا إلكترونيا بنحو 10 لغات أجنبية، لمواجهة الأفكار المتشددة والرد على الآراء الشاذة بطريقة علمية منضبطة لمواجهة الإرهاب الذي يجتاح العالم.
ورصدت الدراسة التي أعدها المرصد باللغات الأجنبية أكثر المدن العربية التي تعرضت لهجمات «داعش»، واحتلت كل من تونس والقاهرة وسيناء (حيث يعتبرها التنظيم دولة داخل مصر) الصدارة وكل منها تعرض لـ8 هجمات، فيما جاءت صنعاء في المركز الثاني بـ6 هجمات، والرياض في المركز الثالث بـ4 هجمات.. أما الدول الأفريقية فجاءت الرقة ومايدوجوري (نيجيريا) في المركز الأول بـ9 هجمات لكل منهما، وفوتوكول (الكاميرون) بـ8 هجمات.
وأضافت الدراسة: باستثناء القارة الأميركية الجنوبية فإن القارات الأربع الباقية تعرضت مرة واحدة على الأقل لهجمات «داعش» أو إحدى أذرعه ضد أهدافها الحيوية، مؤكدة أنه «من الغريب أن إسرائيل لم تصب بأي أذي من قبل (داعش)». وقال مصدر مطلع بمرصد الأزهر إن إسرائيل تحتل هضبة الجولان السورية، ومع ذلك «داعش» موجود في سوريا دون أن يوجه باتجاه إسرائيل، مؤكدا أن تنظيم داعش الإرهابي هو إحدى الأدوات لتقسيم المنطقة العربية.
ويذكر أنه في خطاب زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي عندما تم مبايعته من قبل أنصار للخلافة، تحدث عن الإرهاب الذي تتعرض له فلسطين.. مر عليها عرضا في معرض ذكره للإرهاب الذي يمارس ضد المسلمين في العالم، وكان موقف تنظيم «القاعدة» وزعيمه السابق أسامة بن لادن من قضية فلسطين مثارا للجدل.
وسبق أن قال تنظيم داعش في تغريدة على صفحة يستخدمها لنشر بياناته ومعلومات عملياته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في يوليو (تموز) عام 2014. إن الله في القرآن الكريم لم يأمرنا بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نقاتل المرتدين والمنافقين.. ولم يحدد التنظيم وقتها من هم «المرتدون والمنافقون»؟
وعن الأيام التي يفضلها «داعش» لتنفيذ هجماته، ذكرت الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن يوم الجمعة الأعلى تفضيلا لدى التنظيم وشهد هذا اليوم ما يقرب من 22 هجوما.. وأنه لم يتم اختيار الجمعة اعتباطا؛ لكن لاستهداف أكبر عدد من المسلمين في أثناء صلاة الجمعة بالمساجد، كما أنه يوم مميز لأوروبا حيث إنه اليوم السابق للعطلة الأسبوعية، وجاءت باقي أيام الأسبوع كالتالي، الأربعاء (14 هجوما)، السبت (12 هجوما)، فيما تساوت أيام الأحد والاثنين والثلاثاء والخميس بـ9 هجمات لكل منها.
وأضافت الدراسة أن العمليات الإرهابية لدى «داعش» تطورت بشكل سريع، سواء من ناحية الهدف أو من ناحية طرق القتل، فقد بدأ التنظيم منذ ظهوره الأول بقتل وذبح الرهائن ليصل في نهاية خلال الأشهر الأخيرة للمذابح الجماعية المدنية كتلك التي منيت بها فرنسا مؤخرا.
وشن «داعش» سلسلة هجمات إرهابية متزامنة في العاصمة الفرنسية باريس منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خلفت مئات القتلى والجرحى.
وتابعت الدراسة: كما يلاحظ أن الستة أشهر التي تلت إعلان - الخلافة المزعومة قد شهدت عمليات أسر متكررة، مع قليل من الهجمات داخل الدول الغربية، وقد شهد عام 2015 انخفاضا حادا في احتجاز الرهائن وتصاعدا في التفجيرات الانتحارية، كاشفة عن أن «داعش» لم يستخدم قط الأسلحة الكيميائية على أرض أجنبية.
وقال مرصد الأزهر في دراسته إنه منذ إعلان التنظيم عن نفسه في يوليو وأغسطس (آب) عام 2014 بدأ في القيام بعمليات إرهابية باستخدام القنابل والعبوات الناسفة فضلا عن إعدام الأسرى وتصويرهم لإرهاب العالم بملابس الإعدام، وفي أكتوبر (تشرين الأول) من نفس العام اتجه التنظيم لاستخدام السيارات المفخخة التي تستهدف أكمنة ومواقع حكومية وأفرادا وتبادل إطلاق النار، وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي لجأ لأسر الرهائن، وفي يناير (كانون الثاني) عام 2015 أدخل استخدام الأحزمة الناسفة لعناصره، وفي مارس (آذار) الماضي بدأ في استخدام الهجمات الانتحارية التي تستهدف تجمعات كبيرة، حتى وصلنا لنوفمبر الماضي ليستخدم «داعش» جميع أساليبه في القتل من أسر وهجمات انتحارية وإعدام لأسرى وأحزمة ناسفة وقنابل وسيارات مفخخة.
وحول الأشخاص والأماكن المستهدفة لدى «داعش»، تساءلت دراسة مرصد الأزهر ربما نتوقع أن اليهود على رأس قائمة أهداف «داعش»؟ لكن الواقع يقول غير ذلك حيث يأتي المسلمون على رأس هذه القائمة، أما عن الأماكن المستهدفة فهناك 20 مكانا مقدسا قد تم استهدافها، منهم معبد بكوبنهاغن وكنيسة بالمدينة اليهودية، أم الباقي فللأسف هي مساجد المسلمين «18 مسجدا في نيجيريا والكاميرون والسعودية واليمن...»، لافتة إلى أنه من الملاحظ أن العمليات الإرهابية تطورت من حيث المكان، فتحولت من مشاهد الإعدام في الصحراء إلى التفجيرات داخل الأحياء العامة.. كما نلاحظ التحول الذي فعلته «بوكو حرام» لدى «داعش»، حيث رفعت نسبة المساجد المستهدفة إلى الربع.
وتابعت الدراسة: الأماكن الأكثر استهدافا لدى التنظيم عند بدايته كانت الصحراء، وفي أكتوبر عام 2014 اتجه لاستهداف وسائل المواصلات والمعسكرات الحربية والمخيمات الأمنية، وفي فبراير (شباط) عام 2015 اتجه للأماكن الثقافية وحقول البترول والمعابد والمواقع الأثرية، وفي مارس الماضي بدأ باستهداف المساجد، وأبريل (نيسان) اتجه لتفجير الكنائس.
ورصدت الدراسة الهجمات التي تبناها «داعش» في الدول سواء التي أسقطت قتلى أو مصابين أو التي تم إحباطها من قبل سلطات الدول، وجاءت مصر في المقدمة بـ289 هجوما، والسودان بـ250. وفرنسا 130 (وجاء شهر نوفمبر بـ6 هجمات)، وليبيا بـ119. وتونس بـ96. والسعودية 90، ونيجيريا 56، ولبنان 43.
وعن سياسة تبني الهجمات لدى «داعش»، قال مرصد الأزهر في دراسته، بدأ «داعش» في بدايته بتعمد إظهار لوائه في الهجمات الموجهة ضد قوات الأمن في العراق.. ومن الملاحظ أن «داعش» لا يعلن مسؤوليته أبدا عن أي هجوم محبط مثل هجوم قطار «تاليس» بفرنسا.. وبالنسبة للذراع الأقوى لدى «داعش» في أفريقيا (بوكو حرام) فهي قلما تتبنى هجمات مسلحة أو تفجيرات، رغم ضخامة عدد الهجمات التي تقوم بها ورغم تكرار نفس سيناريو الهجمات في كل مرة (التفجير الذاتي الانتحاري أو القنابل)، مما يدفع السلطات النيجيرية لاتهامهم بها مباشرة في كل مرة. كما نرى أن الذراع الرئيسية (بالعراق وبغداد) تتبنى بعض الهجومات بنفسها، رغم أنها قد تكون نفذت من قبل أذرع فرعية أخرى.
في غضون ذلك، أوضحت مشيخة الأزهر في بيان لها أمس، بشأن مطالبة شيخ الأزهر بإصدار فتوى لتكفير تنظيم داعش الإرهابي، قال شيخ الأزهر إنني أتعجب من هؤلاء الذين يطالبون بتكفير «داعش»، وماذا سيفيد تكفيرهم؟ إن الأهم من تكفيرهم هو تطبيق حكم الله فيهم وقتلهم والقضاء عليهم وتخليص العالم من شرورهم. وأضافت المشيخة: إن شيخ الأزهر بين مرارا أن «داعش» بغاة محاربون لله ورسوله ومفسدون في الأرض، يجب على ولاة الأمر قتالهم ودحرهم وتخليص العالم من شرورهم، وحكم الشرع فيهم محدد في القرآن الكريم.
وتابعت بقولها: هؤلاء الذين يزعمون ويدعون زورا وبهتانا أنهم يحكمون بما أنزل الله ويكفرون الحكام والشعوب ويسعون في الأرض فسادا، هؤلاء حكمهم الشرعي قد حدده الله في قوله تعالى: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا».. فجزاؤهم حدده القرآن بالقتل في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة.
وأوضحت المشيخة، أن إجابة شيخ الأزهر تعد إجابة شرعية وسطية محكمة، انطلاقا من العقيدة الصحيحة التي لا تكفر أحدا من المسلمين بذنب حتى لو كان من الكبائر، حيث بين الدكتور الطيب أنه لا ينبغي أن نقع فيما وقع فيه «داعش» الإرهابي وأخواته من تكفير المجتمع حكاما ومحكومين حتى إذا ارتكبوا الذنوب والكبائر.
وأكد بيان المشيخة: أن شيخ الأزهر بين أن الإيمان يقوم على أركان هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأن الإيمان لا يرتفع عن صاحبه إلا بإنكاره ركنا من هذه الأركان، فإذا لم ينكر المؤمن بها واحدا منها، فهو لا يزال في دائرة الإيمان، حتى لو ارتكب الكبائر، ولا يخرجه من هذه الدائرة إلا جحد ما أدخله فيها.
الأزهر في أول دراسة عن اعتداءات «داعش»: لم ينفذ أي عملية إرهابية ضد إسرائيل.. ويمتلك 10 أذرع
الطيب ردًا على مطالبته بتكفير التنظيم: الأهم من تكفيرهم قتلهم
الأزهر في أول دراسة عن اعتداءات «داعش»: لم ينفذ أي عملية إرهابية ضد إسرائيل.. ويمتلك 10 أذرع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة