اعتبر وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق، أنّ «(بلدة) عرسال هي منطقة محتلّة»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «الهم الرئيسي اليوم هو عدم الدخول في أتون الحرب السورية». وفي حين أشاد الوزير بعمل الأمن العام أعلن أن «عملية تحرير العسكريين لم تكن بسيطة مع تداخل الشق العسكري والسياسي والأمني فيها، والخريطة السياسية لهذه العملية كانت واسعة جدا».
المشنوق قال في مؤتمر صحافي إثر لقائه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في مبنى المديرية العامة ببيروت «ما يجري في منطقة عرسال مرتبط ويدخل بالحرب السورية، وحتى الآن ما أصابنا من هذه الحرب هو القليل، وبدل التذمّر والاعتراض على صور المسلحين التي ظهرت على الشاشات أثناء تحرير العسكريين، يجب تحصين سياستنا بعدم الانخراط في الحريق السوري». وتابع: «لا مشكلة بيننا وبين النازحين السوريين، كما أن الحديث عن منطقة آمنة لا مبرّر له».
وحول عملية تحرير العسكريين، قال المشنوق: «لم تكن بسيطة، خصوصًا مع تداخل الشقّ العسكري والسياسي والأمني فيها، كما أن الخريطة السياسية لهذه العملية كانت واسعة جدًا ولم يكن ليتم هذا الأمر لولا جهود خلية الأزمة والرئيس تمام سلام بالإضافة إلى الجهد الذي قام به رئيس مجلس النواب نبيه بري». وأوضح وزير الداخلية أن «هذه العملية دخلت فيها قطر وتركيا والنظام السوري، كما المعارضة السورية، ولم تكن لتتمّ لولا الحنكة السياسية، وهذا النوع من العمليات لا يمكن أن ينفّذ لولا الصبر الطويل». وأشار إلى دور لحزب الله في عملية تحرير العسكريين، قائلا: «قام الحزب أيضًا بجهود كبيرة في تواصله مع النظام السوري». ثم أضاف: «بالتأكيد لا صلة سياسية بين تركيا والمعارضة والنظام السوري، ولا صلة سياسية بين قطر والتنظيم الذي كان يحتجز العسكريين، ولا صلة سياسية بين النظام السوري والمعارضة التي نفذت».
وعن قضية العسكريين التسعة المختطفين لدى تنظيم داعش، قال: «لا شيء جدّيًا إلى الآن لكننا سنكمل جهودنا بهذا الاتجاه والجهد سيكون أصعب وأكبر، واللواء إبراهيم سيقوم بواجبه أيضًا في هذا الملف»، مضيفًا: «كأنه يطلب منا، من خلال بعض المواقف، القيام بعملية عسكرية لإطلاق العسكريين، لكننا لا يمكننا ذلك».
وردا على الكلام عن «السيادة والسيادية»، ولا سيما لجهة ظهور المسلحين في منطقة جرود عرسال يوم عملية تحرير العسكريين، الثلاثاء الماضي، قال المشنوق: «منطقة عرسال، وليست قرية عرسال، هي منطقة محتلة، ومن يقل غير هذا الكلام يكن مخطئا أو لا يعرف طبيعة الوضع هناك. هذه المنطقة فيها 120 ألف لاجئ سوري وأكثر من عدد سكانها بمرة ونصف، وهناك منطقة جرد فيها الآلاف من المسلحين داخل القرية وخارجها، وعلينا أن نكون واضحين أكثر في هذا الأمر، ولكن ما هي خياراتنا في هذا المجال؟». وأضاف: «خيارنا الدائم الذي اعتمده قائد الجيش العماد جان قهوجي بسياسة حكيمة وواقعية ووطنية ومنطقية، هو عدم الدخول في أتون الحرب السورية والابتعاد عن الحريق السوري. فمن البساطة جدًا أن ندعو إلى عمليات عسكرية في منطقة عرسال، لكن العملية العسكرية في منطقة عرسال هي عملية داخل الحرب السورية.. سياسة الدولة اللبنانية منذ خمس سنوات حتى اليوم قائمة على عدم الانخراط أو عدم تعريض لبنان للحريق السوري، وهذا الأمر تم بنجاح كبير حتى الآن، بالسياسة من جهة وبالحكمة والوعي وبالمسوؤلية الوطنية التي حملها العماد قهوجي طوال هذه الفترة».
المشنوق: عرسال محتلة.. وسنكمل جهودنا لتحرير العسكريين لدى «داعش»
وزير الداخلية: يجب تحصين سياستنا بعدم الانخراط في الحريق السوري
المشنوق: عرسال محتلة.. وسنكمل جهودنا لتحرير العسكريين لدى «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة