وفد زامبي يقدم جملة من المحفزات للمستثمرين السعوديين في القطاع الزراعي

تشمل حق الشركات المستثمرة في تحويل أرباحها للخارج وخفض القيمة الضريبية وإعفاء المعدات الزراعية

محمد الحمادي رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض
محمد الحمادي رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض
TT

وفد زامبي يقدم جملة من المحفزات للمستثمرين السعوديين في القطاع الزراعي

محمد الحمادي رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض
محمد الحمادي رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض

طرح وفد زامبي جملة من المحفزات على المسؤولين والمستثمرين السعوديين في القطاع الزراعي وفي قطاعات الصناعة والتعدين والسياحة، لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأكد تشاندا كاسولو رئيس الوفد الزائر استعداد زامبيا لتقديم تسهيلات كافية للمستثمرين السعوديين، مشيرا إلى توافر الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة في بلاده في قطاعات الصناعة والتعدين والزراعة والسياحة.
جاء ذلك لدى اللقاء الذي عقدته اللجنة الزراعية مع الوفد الزامبي الزائر أول من أمس في الرياض، لبحث سبل الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في عدد من القطاعات الاقتصادية وأوجه التعاون بين البلدين في تلك المجالات.
وقدم الوفد الزامبي خلال اللقاء عرضا للفرص الاستثمارية في مجالي الزراعة والتعدين والمزايا التي تتمتع بها البلاد وموقعها الجغرافي الذي يجعل منها سوقا استراتيجية للكثير من الدول الأفريقية، وقدم معلومات حول المنتجات الزراعية والوضع الاقتصادي وما تقدمه الحكومة من تسهيلات للمستثمرين الأجانب.
وفي هذا السياق، قال محمد الحمادي رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض «إن زامبيا تتمتع بفرص استثمارية كبيرة في أكثر من قطاع وعلى رأسها قطاع الزراعة، الأمر الذي يحفزنا لمتابعة إخراج مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي إلى حيز الوجود من خلال عدد من الدول الأفريقية ومن بينها هذه البلاد». وأضاف: «إن المعلومات التي توافرت لدينا عن زامبيا تؤكد أنها يمكنها أن تلعب دورا رئيسا في تحقيق الهدف الأساسي للجنة الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي في بلادنا، باعتبارها إحدى الدول المنتجة للكثير من المحاصيل الزراعية الغذائية المهمة».
ولفت الحمادي إلى أن قانون الاستثمار في زامبيا محفز لقطاع الأعمال السعودي، لما يتمتع به من مزايا تجاه المستثمر الأجنبي، حيث يحق له التمتع بكل الضمانات التي تحمي استثماراته.
وأكد أن زامبيا توفر للمستثمرين مميزات وحوافز مهمة، مثل حق الشركات المستثمرة في تحويل أرباحها للخارج بكل سهولة ويسر، بالإضافة إلى خفض القيمة الضريبية وإعفاء المعدات الزراعية.
وأوضح أن هذا اللقاء يأتي امتدادا لمخرجات لقاء سابق، مع وفد زامبي ضم كلا من سيزونجو سيكلينج وزير الزراعة، وفريدسون يامبا وزير المالية وعددا من المسؤولين الزامبيين.
يشار إلى أن اللقاء بحث أوجه التعاون بين قطاع الأعمال بالبلدين في المجالات الزراعية والاقتصادية والوسائل الكفيلة للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في اقتصاد الدولتين، بهدف تأمين عدد من المحاصيل الزراعية المهمة للسعودية.
وتعهد الوفد الزامبي الزائر، بتوفير الإمكانات كافة التي تساعد على نجاح الاستثمارات السعودية في القطاع الزراعي، داعيا رجال الأعمال السعوديين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الزراعية في بلاده.
ولفت الوفد الزائر إلى توفير الكثير من المزايا الأخرى للمستثمرين وحماية استثماراتهم، مشيرا إلى أن زامبيا تتمتع باستقرار أمني تام يجعلها مهيأة لجذب المزيد من الاستثمارات.
وقدم الوفد شرحا للمميزات في قطاعي الصناعة والتعدين وتوافر المقومات اللازمة لزراعة الكثير من المحاصيل الغذائية، واستعرض الوفد مجموعة التسهيلات التي تقدمها الدولة للمستثمرين، وذلك بحضور سفير زامبيا بالرياض إبراهيم ممبا.



هل سيحصل ترمب على «تريليونات الدولارات» من اليابان وكوريا لتفعيل خط أنابيب ألاسكا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس بمبنى الكابيتول في واشنطن (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس بمبنى الكابيتول في واشنطن (د.ب.أ)
TT

هل سيحصل ترمب على «تريليونات الدولارات» من اليابان وكوريا لتفعيل خط أنابيب ألاسكا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس بمبنى الكابيتول في واشنطن (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس بمبنى الكابيتول في واشنطن (د.ب.أ)

روَّج الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعمل إدارته على «خط أنابيب عملاق للغاز الطبيعي في ألاسكا»، في إشارة إلى جهوده لتنشيط مشروع متوقف منذ فترة طويلة بقيمة 44 مليار دولار، لنقل الغاز الطبيعي عبر الولاية وتصديره إلى الخارج.

ويُمثل هذا تحولاً كبيراً بالنسبة للمشروع الذي طال انتظاره، والذي عانى من تكاليف مرتفعة، وتحديات لوجيستية.

وقال ترمب خلال خطابه المشترك أمام الكونغرس: «تعمل حكومتي على مشروع خط أنابيب ضخم في ألاسكا من بين الأكبر في العالم، يمكن لليابان وكوريا ودول أخرى أن تكون شريكة فيه معنا (...) كل شيء جاهز»، مدعياً أنهم سوف يستثمرون «تريليونات الدولارات».

وجاءت تصريحات ترمب بعد أسابيع من المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والحلفاء الآسيويين، بهدف جذب دولارات الاستثمار واتفاقيات الإمداد لمشروع الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا.

وكان ترمب قد أعطى الأولوية للمشروع، ووعد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أيام من انتخابات 2024 بأنه سيضمن «بناءه لتوفير الطاقة بأسعار معقولة لألاسكا والحلفاء في جميع أنحاء العالم». كما وقَّع على أمر تنفيذي لـ«إطلاق العنان لإمكانات الموارد غير العادية في ألاسكا»، وإلغاء حماية المناخ في عهد جو بايدن، التي قيدت تطوير النفط والغاز في الولاية.

وسبق للرئيس الأميركي أن طرح مشروع خط أنابيب الغاز هذا بحضور رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا مطلع فبراير (شباط)، وأكد ترمب حينها أن اليابان تعهدت بشراء «كميات قياسية» من الغاز الطبيعي الأميركي. وأضاف: «نناقش مشروع خط أنابيب غاز من ألاسكا، وهي النقطة الأقرب» لتسليم الغاز إلى اليابان.

الرئيس الأميركي يصافح رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا في البيت الأبيض (رويترز)

وكانت وزارة الشؤون الاقتصادية في تايوان قالت في بيان إن شركة النفط والغاز العامة «سي بي سي كوربوريشن» أعربت عن «اهتمامها الكبير بالغاز الطبيعي من ألاسكا، وستواصل الشركة تقييم جدوى ذلك، وهي مستعدة لزيادة مشترياتها».

وقالت وزارة التجارة الكورية الجنوبية، الثلاثاء، إنها تجري محادثات بشأن هذا المشروع. وأفاد مسؤول في الوزارة، «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نظراً لاهتمام الولايات المتحدة الكبير، نجري محادثات نشطة، لكن حتى الآن ما من شيء ملموس يمكن إعلانه».

كذلك، تُخطط الفلبين لشراء الغاز الطبيعي المسال من ألاسكا، ويعتزم الرئيس فرديناند ماركوس الابن مناقشة الأمر مع ترمب، وفق ما قال سفير الأرخبيل لدى الولايات المتحدة، خوسيه مانويل روموالديز الشهر الماضي على منصة «إكس».

وقد أبدى الحلفاء الآسيويون اهتماماً، في الوقت الذي يبحثون فيه عن طرق لتفادي الرسوم الجمركية التي هدد بها ترمب. ويُقدم المشروع وعداً بمسافة شحن أقصر إلى آسيا من بدائل ساحل الخليج الأميركي، بالإضافة إلى تجنب قناة بنما التي شهدت اختناقات شديدة في عام 2023 بسبب الجفاف.

ما هو مشروع خط غاز ألاسكا؟

هو خط أنابيب بطول 800 ميل (1298 كيلومتراً) يربط حقول النفط في خليج برودو شمال ألاسكا، الولايات المتحدة، بالميناء في فالديز، أي أنه ينقل الغاز الطبيعي من الحقول الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية إلى الجزء الجنوبي من الولاية الأميركية، والذي سيتم الشحن منه بشكل أساسي إلى اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى في آسيا.

وقال الرئيس المشارك لمجلس هيمنة الطاقة الوطنية في البيت الأبيض، وزير الداخلية دوغ بورغوم، يوم الأحد، إن خط أنابيب الغاز الطبيعي المسال سيسمح للولايات المتحدة ببيع الطاقة لحلفائها و«جمع الأموال لوزارة الخزانة الأميركية».

ويُمثل المشروع أكثر من مجرد فرصة اقتصادية، إذ إنه أداة جيوسياسية لتعزيز التحالفات بين الولايات المتحدة وآسيا للتصدي للنفوذ الروسي في أسواق الطاقة العالمية. ومع ذلك، يظل تأمين الاستثمار أمراً حاسماً لتحقيق تأثيره المحتمل على أمن الطاقة والعلاقات التجارية، فالمشروع خضع لعشر سنوات من التخطيط، ولكنه لم يجتذب بعد داعمين من الشركات الكبرى أو التمويل الخاص؛ حيث إنه يواجه رياحاً معاكسة بسبب سعره الكبير وحجمه الضخم، بما في ذلك التحدي المتمثل في بناء خط أنابيب بطول 807 أميال عبر الولاية، وفق «بلومبرغ».

أما إذا تم بناؤه، فمن المقدر أن يصدر 20 مليون طن سنوياً، ليصبح عامل تغيير محتمل في توريد الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى آسيا.

وشركة تطوير خطوط الغاز في ألاسكا هي الوحيدة التي تسعى إلى تطوير المشروع بعد انسحاب «بي بي» و«كونوكو فيليبس» و«إكسون موبيل» عام 2016، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

ويرى منتقدو المشروع أنه ما هو إلا نسخة معاد صياغتها من جهد مضى عليه عقود من الزمان ولم يكتسب أي زخم. وتشمل العقبات التكلفة -ما يُقدر بنحو 44 مليار دولار لخط الأنابيب والبنية الأساسية المرتبطة به- والمنافسة من مشروعات أخرى، والأسئلة حول جدواه الاقتصادية. وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ في الولاية إن ألاسكا أنفقت نحو مليار دولار على مر السنين في محاولة بناء خط الأنابيب.

وسيحتاج ترمب إلى بذل مزيد من الجهد لإقناع منتجي النفط والغاز بتعزيز الاستثمار في الولاية، إذ انخفض إنتاج النفط في ألاسكا من نحو مليوني برميل يومياً في ذروته عام 1988 إلى 426 ألف برميل يومياً في 2023، وهو أدنى مستوى منذ عام 1976، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وفي حين أن هناك مشروعين كبيرين -مشروع «ويلو» التابع لشركة «كونوكو فيليب» الذي تبلغ تكلفته 8 مليارات دولار ومشروع «بيكا» التابع لشركة «سانتوس»- قيد التطوير، فمن المتوقع أن يرفع الإنتاج إلى 650 ألف برميل يومياً فقط، وفقاً لشركة الاستشارات «وود ماكنزي».

هذا ويمثل المشروع أكثر من مجرد فرصة اقتصادية، إذ إنه أداة جيوسياسية لتعزيز التحالفات بين الولايات المتحدة وآسيا للتصدي للنفوذ الروسي في أسواق الطاقة العالمية. ومع ذلك، يظل تأمين الاستثمار أمراً حاسماً لتحقيق تأثيره المحتمل على أمن الطاقة والعلاقات التجارية.

سباق الزلاجات في أنكوريغ بألاسكا (رويترز)

مكاسب ألاسكا

هناك مكاسب لألاسكا، فمن شأن المشروع أن يفتح أسواقاً جديدة لاحتياطات الغاز الضخمة العالقة الآن في المنحدر الشمالي لألاسكا. وعلى المدى القصير، سوف يستورد المشروع الغاز الطبيعي لتزويد ألاسكا بالغاز الطبيعي، ما يعوض انخفاض الإنتاج في كوك إنليت بالولاية التي تستغلها الولاية منذ فترة طويلة.

ويدعم المشروع الآن وكالة تديرها الولاية، تدعى مؤسسة «ألاسكا» لتطوير خطوط الغاز في ألاسكا، وشركة «غلينفارن» المملوكة للقطاع الخاص، وهي شركة تقترح بناء مصنعين للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، ولكنها لم تطلق أياً منهما بعد.