الكبار «يلتهمون» الصغار في كأس المحترفين الإنجليزية

أتليتكو مدريد يفلت من فخ «رويس» المغمور بكأس إسبانيا.. وتورينو يضرب موعدًا مع يوفنتوس في إيطاليا

كليتشي إيهيناتشو لاعب سيتي يحتفل بهدفه بينما حارس ومدافع هال على الأرض يندبان حظهما (رويترز)
كليتشي إيهيناتشو لاعب سيتي يحتفل بهدفه بينما حارس ومدافع هال على الأرض يندبان حظهما (رويترز)
TT

الكبار «يلتهمون» الصغار في كأس المحترفين الإنجليزية

كليتشي إيهيناتشو لاعب سيتي يحتفل بهدفه بينما حارس ومدافع هال على الأرض يندبان حظهما (رويترز)
كليتشي إيهيناتشو لاعب سيتي يحتفل بهدفه بينما حارس ومدافع هال على الأرض يندبان حظهما (رويترز)

عادت فرق الدرجة الثانية لأرض الواقع عقب تأهل مانشستر سيتي وإيفرتون وستوك سيتي إلى قبل نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية لكرة القدم بعد أن بددت آمال المنافسين المغمورين الذين أطاحوا بأندية أكثر شهرة من الدور السابق.
وكان مانشستر سيتي بعيدًا للغاية عن أفضل مستوى له وهو يلعب على أرضه ضد هال سيتي لكنه نجح مع ذلك في الفوز 4 - 1 بينما تغلب إيفرتون 2 - صفر على مضيفه ميدلزبراه، وفاز ستوك على ضيفه شيفيلد ونزداي بالنتيجة ذاتها.
وهدأت أعصاب سيتي بعد أن سجل ويلفريد بوني في الدقيقة 12 لكن دفاع هال العنيد أبقى الأمور متقاربة قبل أن تحسم أهداف متأخرة من كليتشي إيهيناتشو وكيفن دي بروين النتيجة لأصحاب الأرض.
وكان هال الذي هبط للدرجة الأولى قد أطاح بمفاجأة الدوري الإنجليزي الممتاز ليستر سيتي في مباراته السابقة بالكأس، لذا لم يستهن به المدرب مانويل بليغريني مدرب سيتي ودفع بتشكيلة قوية.
ودفع سيتي بعدد من الذين شاركوا في الفوز على ساوثهامبتون في الدوري يوم السبت الماضي وتشكيلته مليئة بالمواهب ومن بينهم صانع اللعب ديفيد سيلفا، الذي كان يخوض مباراته الأولى أساسيًا منذ نحو شهرين بعد تعافيه من الإصابة.
وبدت الأمور صعبة على هال بعدما افتتح بوني التسجيل مبكرا إثر متابعة كرة دي بروين المرتدة من القائم. وكان من المفترض أن يكون الهدف بمثابة نقطة انطلاق لمهرجان أهداف لسيتي، لكن هال دافع بتصميم أمام متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز ولم يخترق دفاعه مجددا حتى الدقيقة 80.
وأرسل رحيم سترلينغ تمريرة من اليسار حولها إيهيناتشو إلى الشباك من مدى قريب ليتنفس سيتي الصعداء قبل أن يسجل دي بروين الهدف الثالث ثم أكمل الرباعية بتسديدة من ركلة حرة من عند حافة منطقة الجزاء. وقلص هال النتيجة قرب النهاية بهدف عن طريق اندرو روبرتسون.
وقال بليغريني مدرب سيتي الذي تأهل فريقه أيضًا لدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا: «كان أمامنا 72 ساعة فقط للراحة بعد الفوز 3 - 1 على ساوثهامبتون، لذلك كان الرد جيدا جدا من كل اللاعبين».
وأضاف: «أهم شيء هو المشاركة في جميع البطولات في هذه المرحلة. نحن في غاية الصلابة ولم نسمح بأي فرص لهال للتسجيل».
وفي المباراة الثانية نفد حظ ميدلزبراه، الذي أخرج مانشستر يونايتد من الدور الرابع، بسقوطه أمام إيفرتون على استاد ريفرسايد. وتقدم إيفرتون بهدفه الأول إثر مجهود فردي رائع من جيرار دولوفو في الدقيقة، حيث انطلق اللاعب الإسباني داخل نصف ملعب ميدلزبراه قبل أن يتفوق على اثنين من المدافعين ويطلق تسديدة منخفضة في الشباك من حافة منطقة الجزاء. ثم صنع دولوفو الهدف الثاني للمهاجم روميلو لوكاكو بعد ثماني دقائق أخرى بتمريرة عرضية رائعة من اليمين تابعها المهاجم البلجيكي القوي برأسه في الشباك.
وأشاد روبرتو مارتينيز مدرب إيفرتون بلاعبه دولوفو البالغ من العمر 21 عاما، والمنضم للفريق بشكل نهائي قادما من برشلونة قبل انطلاق الموسم الحالي بعدما قضى أيضًا موسم 2013 - 2014 ضمن صفوف الفريق الإنجليزي على سبيل الإعارة.
وقال مارتينيز: «نضج دولوفو أسعدني. منذ عامين عندما كان يلعب معنا كنا ندرك أنه صاحب موهبة طبيعية رائعة لكن الآن ورغم أنه لا يزال شابا فإنه أصبح أكثر نضجا».
وأضاف: «إنه يؤدي دورا كبيرا معنا ويلعب بثبات كبير وهو الأمر الصعب بالنسبة للاعب جناح مثله. هذا أكثر ما أسعدني». ووجه مارتينيز أيضًا إشادة بخط الدفاع بعدما حافظ على نظافة شباكه أمام ميدلزبراه عقب ظهوره بشكل متواضع في لقاء الدوري الأخير أمام بورنموث الذي انتهي بالتعادل 3 - 3.
وقال مارتينيز: «سجلنا هدفين رائعين.. لكن بعد التقدم 2 - صفر، فإن الحفاظ على نظافة الشباك أكثر ما جعلني أشعر بالسعادة».
وفي المباراة الثالثة وقف ستوك ضد طموح شيفيلد ونزداي قاهر آرسنال. وفجر ونزداي أكبر مفاجأة في الدور السابق حين سحق آرسنال 3 - صفر لكن لم يكن له أمل في تكرار ذلك بـ«استاد بريطانيا» حيث افتتح إبراهيم افيلاي التسجيل لستوك في الدقيقة 30. واكتمل الانتصار قبل 15 دقيقة على النهاية عندما أطلق فيل باردسلي تسديدة منخفضة من ركلة حرة في الشباك ليصل ستوك إلى قبل نهائي كأس رابطة المحترفين لأول مرة منذ نال اللقب في 1972.
وفي إسبانيا قطع أتليتكو مدريد، الفائز باللقب 10 مرات آخرها عام 2013، شوطا كبيرا نحو الدور ثمن النهائي من مسابقة كأس الملك بفوزه على مضيفه رويس من الدرجة الثالثة 2 - 1 في ذهاب دور الـ16.
ولم يكن فوز فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني سهلا، إذ وجد نفسه متخلفا بهدف، لكن أتليتكو حول تأخره لفوز 2 - 1 ليتجنب بداية محرجة أمام أحد أندية إقليم كتالونيا المغمورة.
وتقدم ريوس بهدف مفاجئ بعد مرور 30 دقيقة من المباراة التي أقيمت على ملعبه الصغير بعدما استغل المهاجم فران كاربيا خطأ للوكاس هرنانديز مدافع أتليتكو ليسجل في شباك الحارس ميجيل أنخيل مويا.
وكافح أتليتكو من أجل السيطرة على المباراة أمام مضيفه الذي ترك لوسيانو فيتو دون رقابة ليسجل هدف التعادل من ضربة رأس في الدقيقة 37. ووضع ساؤول نيجيز الضيوف في المقدمة عندما حول ركلة ركنية نفذها كوكي برأسه في الشباك في الدقيقة 63 ليمنح أتليتكو الأفضلية قبل مباراة العودة بملعبه في كالديرون بالعاصمة مدريد بعد أسبوعين.
وقال المهاجم الأرجنتيني فيتو عقب المباراة: «هذا ملعب صعب. إنهم يقدمون أداء قويا ولم يخسروا منذ نحو عام. مباراة العودة ستكون مماثلة لما حدث». وأضاف: «سيقدمون كل ما بوسعهم لقلب النتيجة في الإياب ونحن سنفعل ذلك للتأهل للدور التالي».
ويرى منتقدون أن بطولة كأس الملك تفتقد لصبغة الرومانسية التي تتمتع بها المسابقات المشابهة في الدول الأخرى، حيث تخوض أندية دوري الدرجة الأولى الإسباني مباريات العودة على أرضها إذا ما واجهت أندية من درجات أدنى في الأدوار الأولى من البطولة.
وهذا الأمر جعل من المستبعد للغاية إقصاء الأندية الكبيرة من الأدوار الأولى، رغم أن ذلك حدث عام 2009 عندما تأهل الكوركون أحد أندية الدرجة الثالثة آنذاك بالفوز على ريال مدريد 4 - 1 في مجموعة مباراتي الذهاب والعودة لدور 32.
وفي إيطاليا تأهل فريق تورينو إلى دور الستة عشر للكأس المحلية بعد فوزه على ضيفه تشيزينا 4 / 1 في الدور الرابع ليضرب موعدًا مع جاره اللدود يوفنتوس حامل اللقب وبطل الدوري.
وسجل اليساندور غاتزي في الدقيقة الثالثة وإميليانو موريتي (14) والأرجنتيني ماكسي لوبيز (51) وماركو بيناسي (84) أهداف تورينو، فيما سجل إيمانيول كاتشيوني في الدقيقة (67) هدف تشيزينا. وسيتواجه تورينو مع جاره يوفنتوس الذي يبدأ مشواره من ثمن النهائي، كما حال الأندية الأخرى التي حلت بين المركز الأول والثامن في الموسم الماضي من الدوري. وسبق لتورينو أن تواجه مع يوفنتوس في الدوري هذا الموسم وخرج الأخير فائزا 2 - 1 على ملعبه الذي سيحتضن مواجهة الكأس أيضًا.
وبلغ الدور ذاته سبيزيا من الدرجة الثانية بفوزه على ضيفه سالرنيتانا (ثانية أيضًا) 2 - صفر.
وعلى ملعب «سان سيرو»، احتاج ميلان الذي يبحث عن لقبه الأول في المسابقة منذ 2003، إلى وقت إضافي لكي يتخطى عقبة ضيفه كروتوني من الدرجة الثانية بثلاثة أهداف للبرازيلي لويز أدريانو في الدقيقة (47) وجاكومو بونافنتورا (105) والفرنسي مباي نيانغ (115)، مقابل هدف للكرواتي أنتي بوديمير في الدقيقة 68.وضرب ميلان موعدا في ثمن النهائي مع سمبدوريا في مباراة ستضع مدربه الصربي سينيسا ميهايلوفيتش في مواجهة فريقه السابق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».