تونس تقلل ساعات حظر التجول الليلي في العاصمة

إقالة وزير الدولة المكلف بالأمن.. والكشف عن ثالث مخزن لأسلحة المتشددين في سوسة

تونس تقلل ساعات حظر التجول الليلي في العاصمة
TT

تونس تقلل ساعات حظر التجول الليلي في العاصمة

تونس تقلل ساعات حظر التجول الليلي في العاصمة

قررت تونس أن تخفض ثلاث ساعات مدة حظر التجوال الليلي المفروض في العاصمة، منذ مقتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي في هجوم انتحاري، استهدف حافلتهم وتبناه تنظيم داعش المتطرف قبل أسبوع.
وقال معز السيناوي، الناطق الرسمي باسم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، إن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أعلن بعد حديثه مع قائد السبسي «تخفيف حظر التجوال في تونس الكبرى (العاصمة)، الذي سيصبح من منتصف الليل إلى الخامسة صباحا»، وذلك بعدما كان يبدأ التاسعة ليلا وينتهي الخامسة صباحا.
وتضم تونس الكبرى أربع ولايات هي، تونس، وأريانة، وبن عروس، ومنوبة.
والثلاثاء الماضي هاجم التونسي حسام العبدلي (26 عاما)، الذي كان يحمل حزاما ناسفا يحوي وفق السلطات 10 كيلوغرامات من المتفجرات، حافلة للأمن الرئاسي في شارع قالت السلطات إنه يبعد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية، مما أسفر عن مقتل 12 وإصابة 20 من عناصر الأمن الرئاسي وفق حصيلة رسمية. وخلال اليوم نفسه، فرض الرئيس التونسي حالة الطوارئ لمدة 30 يوما في البلاد، وحظر تجوال ليلي إلى أجل غير مسمى في العاصمة تونس، وغلق الحدود لمدة 15 يوما مع ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى. ويعود آخر حظر تجوال ليلي في العاصمة تونس إلى سنة 2012.
وعلى صعيد متصل، أعلنت الحكومة التونسية أمس أن الحبيب الصيد قرر «إعفاء» رفيق الشلي، وزير الدولة المكلف الأمن «من مهامه» من دون ذكر الأسباب.
وأوردت الحكومة في بيان أن الشلي (71 عاما) الذي يشغل منذ فبراير (شباط) 2015 منصب كاتب دولة (وزير دولة) مكلف الشؤون الأمنية لدى وزير الداخلية ناجم الغرسلي «سيدعى إلى تحمل مهام أخرى» لم توضحها.
ويأتي هذا القرار بعد أسبوع من مقتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم في قلب العاصمة تونس، وتبناه تنظيم داعش المتطرف، الذي سبق له تبني هجومين سابقين هذا العام في تونس أسفرا عن مقتل 59 سائحا أجنبيا.
إلى ذلك، خلال أسبوع أعلنت وزارة الداخلية أمس الكشف عن مخزن ثالث للأسلحة بمدينة سوسة، كان متشددون ينوون استخدامها في عمليات إرهابية بالجهة. وأفادت الوزارة في بيان لها أمس أن وحدات أمنية خاصة تمكنت ليلة أول من أمس من الكشف عن مخزن ثالث للمتفجرات والأسلحة المختلفة بمدينة أكودة التابعة لولاية سوسة.
ويضم مخزن السلاح حزاما ناسفا جاهزا للاستخدام، وأخرى بصدد التحضير، وعبوات ناسفة لاصقة وموجهة عن بعد، وكمية من المتفجرات ورمانات يدوية.
وصادر الأمن أيضا كمية من الذخيرة، تتمثل في 700 طلقة لسلاح نوع كلاشنيكوف، وتجهيزات فنية وتقنية لصنع المتفجرات والعبوات الناسفة وملابس عسكرية.
ويعتبر هذا ثالث مخزن للسلاح يتم كشفه خلال أسبوع واحد في المدينة التي شهدت أسوأ هجوم إرهابي في نزل إمبريال بالمنتجع السياحي بالجهة في يونيو (حزيران) الماضي مخلفا 38 قتيلا من السياح الأجانب أغلبهم بريطانيون. وكانت الداخلية أعلنت يوم الجمعة الماضي عن تفكيك خلية تطلق على نفسها كتيبة «الفرقان»، تضم 31 عنصرا تكفيريا كانوا يخططون لعمليات إرهابية واغتيالات في مدينة سوسة، كما حجزت كميات ضخمة من الأسلحة في مخزنين بالمدينة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.