شدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على أن بلاده ماضية في شراكة كاملة مع دول مجلس التعاون في التصدي لكل ما يستهدف أمن الدول الخليجية والعربية، مشيرا إلى أنه بناء على ذلك النهج المعلن كانت الإمارات من مؤسسي التحالف العربي الذي تقوده السعودية لنصرة الحق والشرعية في اليمن.
وأكد أن الإمارات شاركت في عملية «عاصفة الحزم»، وتشارك حاليا في عملية «إعادة الأمل»، بهدف حفظ استقلال اليمن وأمنه وسيادته ووحدته، ووضع الشعب اليمني على طريق البناء والتنمية والتقدم، مشيرا إلى أن السنة الماضية كانت مليئة بالتحديات والإنجازات التي تحققت بسواعد أبناء الوطن وإخلاصهم في خدمة وطنهم ومواصلة العمل على النمو والنهضة والتقدم.
وشملت كلمة الشيخ خليفة بن زايد في اليوم الوطني الإماراتي الرابع والأربعين عددا من القضايا الإقليمية والدولية، والتي أطلق فيها رؤية بلاده حيال تلك القضايا، حيث جدد دعوة الحكومة الإيرانية للتعامل بإيجابية مع قضية جزر الإمارات التي تحتلها إيران، والتجاوب مع دعوات الإمارات المتكررة لتسويتها عبر مفاوضات مباشرة بين البلدين أو اللجوء للتحكيم الدولي.
وأكد رئيس دولة الإمارات وقوف بلاده إلى جانب البحرين صونا لوحدتها، ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونها. وناشد المجتمع الدولي مساندة جهود مصر لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في مصر، داعيا إلى تكثيف الجهود الدولية لدعم الشرعية ومؤسساتها في ليبيا والصومال، وبذل مزيد من الجهد من قبل الفصائل السياسية في العراق ولبنان للتوافق حول الثوابت الوطنية.
وجدد أيضا الدعم الكامل للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة، مدينا الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، مبديا قلق بلاده مما آلت إليه الأوضاع في سوريا نتيجة عجز آليات الأمم المتحدة عن التصدي للأزمة في جذورها، داعيا في الوقت ذاته إلى تضافر الجهود الدولية لتأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين وحماية اللاجئين.
وأكد أن الإمارات ستعمل مع دول الخليج والدول العربية على تطوير آليات العمل في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، داعيا إلى تطوير هياكل الأمم المتحدة وإصلاح مجلس الأمن.
وأطلق الشيخ خليفة برنامجا وطنيا وفاء للشهداء من عشر نقاط، تشتمل على الأولوية القصوى لسعادة الإنسان الإماراتي، وتعظيم الموارد المالية الاتحادية المخصصة لتحسين نوعية الحياة، والحفاظ على نهج متوازن للاقتصاد الوطني، وبناء اقتصاد وطني بعيدا عن الاعتماد على موارد النفط، والتركيز على تطوير ممارسات تعميق الهوية الوطنية.
واشتملت نقاط البرنامج التي تم إطلاقه على هامش اليوم الوطني الإماراتي الرابع والأربعين على ضرورة الاهتمام بالمعلم والارتقاء بمفهوم المسؤولية المجتمعية وتكثيف الجهود لبناء إعلام وطني والاستثمار في شباب الوطن وتطوير التشريعات والسياسات والأولويات الوطنية لترسيخ استدامة الأمن في الدولة.
وأضاف رئيس الدولة أن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي الأخيرة كانت إنجازا مهما وخطوة مهمة على طريق استكمال برنامج التمكين، والذي أطلقه عام 2005 تعزيزا للمشاركة، وتطوير دور المجلس، حيث برهن شعب الإمارات على الوعي الشديد والحرص الكبير على المشاركة في تطوير مؤسسات الدولة.
وأكد رئيس دولة الإمارات سلامة التوجهات الاقتصادية للدولة في مواجهة الأزمات الاقتصادية، التي شهدتها الساحة الدولية خلال السنة الماضية، خاصة انخفاض أسعار النفط وتقلبات الأوضاع المالية العالمية، وتمكن الدولة من تفادي الآثار السلبية لهذه الأزمات.
وأشاد بما حققته الدبلوماسية الإماراتية النشطة من نجاحات وإنجازات متميزة، أثمرت شراكات وتفاهمات وتنسيقا على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدا حكمة ورشاد السياسة الخارجية الحريصة على العمل الجماعي ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتزام الحوار في تسوية النزاعات والخلافات.
من جهته، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات اختارت منذ تأسيسها الالتزام بمبادئ القانون الدولي وتوخي التعايش السلمي مع جيرانها، وتوسيع دائرة صداقاتها وتعاونها مع دول العالم كافة، إضافة إلى نبذ استخدام القوة أو التلويح بها لحل الخلافات وتسوية النزاعات.
وقال الشيخ محمد بن راشد، في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني الرابع والأربعين: «نحن أهل سلم وبناء تنمية، كنا وسنظل كذلك، لكن إذا استهدفنا أحد بالشر تصدينا له بكل إمكانياتنا، وإذا فرضت علينا الحرب فنحن أهل لها. إننا لم نبادر يوما أحدا بعداء، لكننا متأهبون دائما لمواجهة من يحاول الاعتداء علينا».
وأضاف أن «شهداء الإمارات الأبرار منحوا الاحتفال باليوم الوطني بعدا ساميا جديدا، وسيرتبط احتفال الدولة بهذه المناسبة باحتفائها بـ(يوم الشهيد)، مما يعطي معنى الانتماء الوطني تجلياته القصوى، ويصل بقيمة العطاء إلى ذراها العالية وقممها الشامخة، فلا عطاء يداني افتداء الوطن بالروح التي هي سر الحياة، ولا غاية في الحياة أسمى من غاية الجود بالنفس، ولا شرف في الدنيا يعادل شرف الاستشهاد».
وأكد أن أبناء الإمارات كما أثبتوا جدارتهم في بناء التنمية وتحقيق النهضة يثبتون في الحرب أنهم ذوو كفاءة وشجاعة وبأس وشكيمة وإقدام، وأن الرفاه الذي يعيشه المواطن لم يفتر عزيمته بل زادها قوة وتصميما، والمكتسبات التي تحققت في البلاد حفزت أكثر لصيانتها والدفاع عنها.
وأشار إلى أن الاهتمام بالتحديات الخارجية لم يكن على حساب الاهتمام بالشؤون الداخلية، بل كان مدعاة لمزيد من العمل والإنجاز في ميادين العمل الوطني كافة، إذ حققت الدولة تقدما في مؤشرات البحث والتطوير والابتكار كافة، وحافظت على مكانتها بين مجموعة الدول ذات الاقتصادات المبنية على الابتكار، والتي تشمل أقوى اقتصادات العالم، مثل الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا وسنغافورة.
إلى ذلك، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أن الإمارات كانت وما زالت داعية سلام ورمزا للتنمية والتسامح بين الشعوب والثقافات والحضارات. وقال إن الإرهاب أصبح آفة خطيرة تهدد أمن الدول والمجتمعات في العالم كله، وأن تصاعد العمليات الإرهابية واستهدافها المدنيين بصورة وحشية وهمجية يتطلب تحركا دوليا فاعلا لمواجهة القوى والجماعات الإرهابية، مشددا على أن المعركة ضد هذه الجماعات هي معركة الحضارة الإنسانية كلها.
وأوضح أن دولة الإمارات تنتهج استراتيجية للتصدي بكل قوة لتيارات العنف والتطرف والإرهاب، ترتكز على تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال وقبول الآخر من خلال مبادرات ومشاريع في هذا المجال، تحظى باحترام العالم وتقديره، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الفقيرة في مختلف دول العالم، إضافة إلى الانخراط القوي والفاعل في التحركات الدولية لمواجهة الجماعات الإرهابية والتصدي لمحاولاتها فرض السيطرة على الدول والمجتمعات بالقوة والإرهاب.
وأكد أن دولة الإمارات تؤمن بأن أمنها الوطني جزء من الأمن القومي العربي، وأن بناء موقف عربي قوي للتعامل مع متغيرات المنطقة وتحولاتها هو السبيل للحفاظ على المصالح العربية العليا وتحصين المنطقة ضد التدخلات الخارجية، ومن هنا يأتي حرص الإمارات على التنسيق والتعاون الكاملين مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى، خاصة السعودية ومصر، من أجل تعزيز قدرة العرب على حفظ أمنهم القومي في منطقة تعيش حالة من التحول الكبير وتعاني مصادر خطر متعددة.
وقال في كلمة له على هامش اليوم الوطني الإماراتي إن بلاده تمضي بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ومعاونة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحكام الإمارات، إلى الإمام من دون توقف، واضعة نصب أعينها رفاهية المواطن الإماراتي وأمنه وتقدمه باعتباره أولوية قصوى لكل خطط التنمية وبرامجها في الحاضر والمستقبل.
وضمن كلمة له، قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، إن بلاده أصبحت نتيجة التنمية الشاملة والازدهار الاقتصادي الذي حققته مقصدا للتسامح والانفتاح على الثقافات العالمية، وتبادل احترامها بالاحترام، وتعزز الأمن والأمان في ظل قوانين تحترم حرية الاختلاف والتنوع، ويعامل الجميع بإنصاف أمام القانون، الأمر الذي تجسد في وجود تنوع من مختلف دول العالم، حيث ينعم الجميع فيها بالاستقرار والحياة الكريمة.
وقال في كلمة له: «إننا نواصل تحركنا الدؤوب والمستمر لتمتين جسور التفاهم والتعاون مع جميع الدول في قارات العالم لخدمة مصلحتنا الوطنية وتعزيز حضورنا وتأثيرنا على المستويين الإقليمي والدولي»، مشيرا إلى إقامة شراكات استراتيجية مع مختلف دول العالم، والارتباط بعلاقات سياسية واقتصادية واستثمارية مميزة مع الدول الكبرى، والعمل مع الحلفاء والأصدقاء للمساعدة في تعزيز الاستقرار والتنمية في العالم. وأضاف: «الإمارات أصبحت تتمتع بمكانة دولية مرموقة يشهد لها الجميع».
رئيس دولة الإمارات: ماضون في شراكتنا بالتصدي لكل ما يستهدف أمن الدول الخليجية والعربية
الشيخ خليفة أطلق برنامجًا وطنيًا يتضمن 10 نقاط اقتصادية واجتماعية
رئيس دولة الإمارات: ماضون في شراكتنا بالتصدي لكل ما يستهدف أمن الدول الخليجية والعربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة