في الماضي، كان كل مرشح لرئاسة الجمهورية يؤسس لجنة، ويجمع تبرعات، ويلقي خطبا بعد خطب. في الوقت الحاضر، صار عليه أن يفعل أشياء إضافية: يؤسس «باك» (لجنة لجمع تبرعات)، أو «سوبرباك» (لجنة لجمع تبرعات من الأغنياء)، أو يتعاقد مع شركة إعلانات تلفزيونية، وربما أهم من ذلك كله، أن يؤلف كتابا.
تتشابه تقريبا كل هذه الكتب في أنها تحتوي على الآتي:
أولا: سبب تأليف الكتاب (لا يقولون الانتخابات).
ثانيا: سيرة ذاتية (كلهم تقريبا ولدوا في «عوائل فقيرة»).
ثالثا: تاريخ أميركا الناصع (بداية من الرئيس الأول جورج واشنطن).
رابعا: «الحلم الأميركي» (يكررون عبارة «أعظم دولة في التاريخ»).
خامسا: المشكلات (كلها سببها الحزب الآخر. هذه المرة، الرئيس باراك أوباما سبب كل المشكلات).
سادسا: عندما يصير المرشح رئيسا للجمهورية (وعود، ووعود، ووعود).
لحسن حظ الديمقراطيين، يوجد مرشحان فقط لرئاسة الجمهورية:
الأولى: هيلاري كلينتون، وكانت قد كتبت كتاب «هارد جويزز» (خيارات صعبة، عن سنواتها وزيرة للخارجية) الذي صدر في السنة الماضية. وفضلت ألا تكتب كتابا جديدا لأنها تراهن على تجاربها السياسية أمام مرشحين جمهوريين لا يملكون تجارب سياسية كثيرة.
الثاني: السيناتور بيرني ساندرز، الذي كتب كتاب «ماي أميركان فيجن» (تصوري لمستقبل أميركا). كتب كتبا أخرى عن نفسه. وركز في الكتاب الأخير على برنامجه الانتخابي، لكن، لم ينس أن يكتب عن نفسه أيضا.
* وسط الجمهوريين
وسط الجمهوريين، تكثر الكتب مثل كثرة المرشحين (11 مرشحا رئيسيا، و11 كتابا).
في الفترة الأخيرة، قال كارلوس لوزادا، مساعد رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست»، إنه «جمع كل كتب المرشحين، واطلع عليها، ووجدها لا تختلف كثيرا عن بعضها البعض، خاصة في المواضيع الوطنية والسياسية. لهذا، بحث عن جوانب شخصية. ووجد أن لكل مرشح «مزاجا خاصا» يؤثر على عائلته، وزملائه، ومستشاريه، ومعارضيه.
في كتاب المرشح السيناتور ماركو روبيو (من أصل كوبي، ويمثل ولاية فلوريدا في الكونغرس)، جاء في المقدمة: «أشكر ربي يسوع المسيح الذي مات من أجل خطاياي ليسمح لي بالاستمتاع بالحياة الأبدية. وأشكر أيضا محامي لسنوات، المحامي الحكيم جدا بوب بارنيت».
ثم أثنى على نورمان برامان، ملياردير عمره 83 عاما، وقال: «أشكرك بسبب نصائحك، وبسبب ملاحظاتك على هذا الكتاب، وبسبب صداقتك». ولم يقل إنه أكثر من تبرع له في حملته الانتخابية.
طبعا، شكر كل المرشحين زوجاتهم، وأولادهم وبناتهم، وأقرباءهم وأصدقاءهم. كما جاء في إهداء سيناتور بول: «إلى أبنائي: ويليام، ودنكان، وروبرت. آمل أن أكون أنا خير مثال لكم في حياتكم في المستقبل». وكأنه يقول لهم إن العمل السياسي نظيف وأخلاقي ومثالي.
وشكر السيناتور كروز والديه، وقال عنهما: «أميركيان رائعان، وفخوران». لكن، لم يقل إنهما من كندا في الأصل.
* الحرس الوطني
وبدل أن يعترف ووكر بأنه لا يعرف كثيرا في الشؤون الخارجية والعسكرية، أثنى على الحرس الوطني لولايته. وكتب: «أنا فخور بأني القائد الأعلى لكم».
وأشار بيري إلى زوجته، لكنه لم يشكرها. وقال: «لا أحتاج إلى تفكير كثير هنا». ولم يقل إنه لم يحتج لتفكير كثير عندما وضع برنامجه الانتخابي.
وافتخر كروز بخلفيته الكندية واللاتينية، قائلاً: «يستحيل أن يحدث في أي بلد غير أميركا ما حدث لي». لكن، هذه هي نفس الجملة التي كتبها باراك أوباما في كتابه عندما ترشح لرئاسة أميركا عام 2008.
ماذا عن الثناء على الذين ساعدوهم في كتابة كتبهم من خبراء ومستشارين؟
أثنى جيب بوش على اثنين من كبار المتخصصين في شؤون الهجرة، وأشاد ووكر بأربعة أساتذة في جامعة ويسكونسن، بينما مدح روبيو 45 شخصا، وكتب أسماءهم ووظائفهم كلهم.
وأثنى ووكر على عدد كبير من السياسيين، لكنه حذف اسم عضو الكونغرس بول رايان. وهو من المرشحين الجمهوريين لرئاسة أميركا مثل ووكر نفسه، وأيضًا من الولاية نفسها.
لا بد أن هناك سببا هاما جدا جعل ووكر لا يثني على رايان، خصوصا أن ووكر مدح أكثر من مائتي شخص (منهم رجل الأعمال جيم بيرغ، الذي تبرع له لصالح حملته الانتخابية).
وأشاد كل من فلورينا وروبيو بالصحافية جيسيكا غافورا، التي ساعدت كلا منهما في صياغة كتابه. فقالت الأولى إن الصحافية «ساعدتني في خطة الكتاب». لكن الثاني قال إنها ساعدته في «وضع خطة الكتاب، وتنظيم فصوله، وكتابة النسخة الأولى، وإجراء مقابلات مع عدد كبير من الناس»، وكأنها كتبت الكتاب بالنيابة عنه.
** قائمة بكتب المرشحين الجمهوريين
* راند بول: بوليس الحكومة: كيف تضايقكم الحكومة وتحرجكم وتسجنكم
* جيب بوش: حروب الهجرة: البحث عن حل أميركي
* ريك سانتورام: عمال محافظون: العودة إلى الأميركيين الذين يعملون
* بن كارسون: أمة واحدة: ماذا نقدر أن نفعل لإنقاذ مستقبل أميركا
* مايك هاكابي: البنادق والفريك والصلصة
* ماركو روبيو: أحلام أميركية: إعادة الفرص الاقتصادية لكل مواطن
* كارلي فيورينا: التفوق للتحدي: رحلتي نحو القيادة
* تيد كروز: وقت الحقيقة: إعادة صحوة الوعد الأميركي
*ريك باري: سئمنا: حرب إنقاذ أميركا من سيطرة واشنطن
* دونالد ترامب: وقت القسوة: إعادة أميركا لتكون الأولى
11. سكوت ووكر: ليس خائفا: قصة حاكم ولاية وتحدى أمة
كتب السياسيين الأميركيين في موسم الانتخابات
وعود متشابهة واختلاف في الخصوصيات
كتب السياسيين الأميركيين في موسم الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة