باتت السعودية اليوم واحدة من أكثر دول العالم اهتماما بملف التغير المناخي، خاصة بعد أن احتضنت الرياض، الشهر المنصرم، المنتدى الريادي لفصل وعزل الكربون، الذي ينتظر أن تمثل توصياته النهائية خريطة طريق لما سيخرج به قادة العالم في باريس، خلال مؤتمر «الأمم المتحدة للتغير المناخي» الذي تنطلق أعماله اليوم.
وسجلت السعودية حضورًا لافتًا لدى عرض مبادرتها لخفض انبعاثات الكربون في المنتدى الريادي، ولاقى العرض الذي قدمه مدير مركز البحوث المتقدمة في أرامكو السعودية الدكتور علي المشاري خلال المنتدى الريادي، إشادات من شخصيات دولية بارزة، لا سيما أنه تحدث بالتفصيل عن تقدم واضح أنجزته السعودية على صعيد فصل وتخزين الكربون.
ويعتقد خبراء حماية البيئة أن ثمة حاجة لبذل مزيد من الجهود لطرح هذه التقنية في الأسواق، حيث يمكنها خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدلات كبيرة والمساعدة في التصدي لقضية تغير المناخ، وحسبما أفادت الوكالة الدولية للطاقة ضمن سيناريو تنخفض فيه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية إلى مستويات متوافقة مع هدف إبقاء متوسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون الدرجتين المئويتين وبأدنى تكلفة، يمكن لتقنية فصل وتخزين الكربون الإسهام بنسبة السدس تقريبًا في المعدلات المطلوبة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2050، وما يعادل 13 في المائة من معدلات خفض الانبعاثات التراكمية بين عامي 2015 و2050 بالمقارنة مع اتباع نهج «العمل كالمعتاد».
وبالتزامن مع الذكرى الثانية عشرة لبدء أعمال المنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، تجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى هو المنتدى الدولي الوحيد على مستوى الوزراء الذي يُعنى بفصل وتخزين الكربون في العالم، ورغم التقدم الكبير الذي أحرز بشكل واضح في هذا المجال، لا تزال هنالك مجموعة من التحديات التي يجب التغلب عليها. وضمت التوصيات النهائية للمنتدى الإجراءات الأساسية اللازمة لتطبيق تقنيات فصل وتخزين الكربون، على النحو الآتي: التأكيد على ضرورة وضع سياسات للطاقة النظيفة تدعم فصل وتخزين الكربون إلى جانب غيرها من تقنيات الطاقة النظيفة، مثل مصادر الطاقة المتجددة وتدابير كفاءة استخدام الطاقة، واستمرار تعزيز التعاون الدولي الهادف إلى دفع عجلة تطوير وتطبيق مشروعات كبرى تؤكد أهمية تقنيات فصل وتخزين الكربون، وترسخ ثقة الحكومات والمستثمرين فيها. كما ضمت التوصيات أهمية تنسيق الجهود الدولية لنشر مشروعات فصل وتخزين الكربون وبناء القدرات الفنية والتنظيمية في جميع أنحاء العالم، والعمل على توفير الفرص، وتذليل العقبات أمام استثمارات القطاع الخاص من أجل النهوض بتقنية فصل وتخزين الكربون وشحذ روح الابتكار، وأهمية منح فصل وتخزين الكربون الاهتمام اللازم ضمن خطط الطاقة النظيفة والالتزامات تجاه الموارد، مع دعم وضع أطر السياسات العامة والشاملة لفصل وتخزين الكربون.
توصيات الرياض ترسم خريطة طريق قمة المناخ
السعودية سجلت حضورًا لافتًا لدى عرض مبادرتها لخفض انبعاثات الكربون
توصيات الرياض ترسم خريطة طريق قمة المناخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة