تلقى المتمردون الحوثيون، أمس، خسارة قوية، وذلك بمقتل أحد القيادات الميدانية الرئيسية في الحركة في إحدى غارات قوات التحالف، ليلقى شقيق زعيم المتمردين الحوثيين، إبراهيم بدر الدين الحوثي مصرعه، أمس، في غارة جوية لقوات التحالف في محافظة صعدة، بشمال اليمن.
وقالت مصادر محلية في صعدة لـ«الشرق الأوسط» إن إبراهيم الحوثي قتل مع نحو 8 آخرين، يعتقد أن بينهم قياديين ميدانيين، في غارة استهدفت منطقة آل الصيفي بشمال مدينة صعدة، قرب الحدود اليمنية – السعودية، أثناء إشرافه على عمليات عسكرية «عدائية» ضد السعودية، وفقا للمعلومات المتاحة.
ووفقا لمصادر يمنية، فإن إبراهيم بدر الدين الحوثي، كان شخصية تعمل بصمت ويعتبر أحد القيادات الميدانية الرئيسية في حركة التمرد الحوثية وكان مكلفا بالمهام العسكرية والاعتداءات على الحدود السعودية، وتشير المعلومات المتاحة إلى أنه، كبقية أشقائه، لم يكمل التعليم الرسمي ودرس في مدارس دينية في إيران، إلى جانب ما تعلمه من والده المرجع الشيعي الزيدي، بدر الدين الحوثي، الذي توفي عام 2010.
وتؤكد المعلومات تلقيه تدريبات عسكرية مكثفة في إيران ولبنان، وإلى جانب مهامه العسكرية الميدانية في صعدة، فقد كان إبراهيم الحوثي أحد المشاركين الرئيسيين في الانقلاب على الشرعية اليمنية واقتحام العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي والسيطرة عليها ومحاصرة مواقع سيادية كدار الرئاسة وغيرها.
وتحفظ الحوثيون على إعلان مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي المولود عام 1979. في صعدة، ضمن منهجها المتبع فيما يتعلق بالكثير من قياداتهم الذين يسقطون قتلى أو جرحى في الحرب، باستثناء من تتسرب الأنباء عن مقتله، حيث لم يصدر تأكيد أو نفي لمقتله.
وتعد صعدة، التي يمسك إبراهيم الحوثي بملفها الأمني والعسكري، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، ومنذ انطلاق عملية «عاصفة الحزم» ومواقع الميليشيات الحوثية، في صعدة كغيرها من المحافظات، تتعرض لغارات متواصلة من قوات التحالف، رغم التحصينات الشديدة التي يتخذها الحوثيون في معقلهم، من خلال الكهوف والأنفاق والجروف التي حفروها على مدى سنوات طويلة، بمساعدة من خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني.
وخلال العقد والنيف الماضي، وحتى اللحظة، يستخدم الحوثيون مناطق محافظة صعدة الحدودية بين اليمن والسعودية، لتنفيذ سلسلة هجمات على الأراضي السعودية، بدأت بتكثيف عمليات تهريب المخدرات، بشكل منظم، إلى أراضي السعودية، وتوجت بالاعتداءات العسكرية على قوات حرس الحدود السعودي عام 2009. وتشير الكثير من التقارير إلى أن الحوثيين، وقبل اندلاع الحرب الأخيرة، كانوا يخططون إلى تحويل صعدة إلى مركز عسكري ذي ثقل قرب حدود السعودية بالتعاون مع أطراف خارجية، وقد كشفت السلطات اليمنية في السنوات الماضية سلسلة من عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين والتي ثبت أن معظمها ذهب إلى مخازن خاصة بالحركة المتمردة في محافظة صعدة.
ومنذ مطلع عقد تسعينات القرن الماضي، بدأ الحوثيون في تثبيت أقدامهم وتوسيع رقعة نفوذهم في محافظة صعدة، بصورة كبيرة، وخلال العقد الماضي، نفذ الحوثيون حملة شرسة على خصومهم والمخالفين لآرائهم والرافضين لها في صعدة، حيث استهدفوا القيادات القبلية والشخصيات الدينية، وتنوعت أعمال الاستهدافات بين القتل والتهجير، إضافة إلى تهجيرهم ليهود آل سالم في صعدة، مطلع عام 2007. ثم استهدافهم لمنطقة دماج، التي كانت عبارة عن مدينة عملية للسلفيين، منذ أنشأها الشيخ الراحل مقبل الوادعي، أواخر سبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي، وتشير المعلومات الواردة من صعدة، إلى أنها باتت محافظة شبه مهجورة من سكانها الأصليين، إضافة إلى أن الميليشيات عمدت إلى توطين مواطنين أفارقة ممن يعملون معها في عمليات التهريب، والذين ثبت، مؤخرا، أن معظمهم يعملون كمقاتلين مرتزقة في صفوف الميليشيات، حسبما بينت المواجهات في مأرب، الشهر الماضي.
ضربة نوعية لطيران التحالف تقتل شقيق زعيم المتمردين الحوثيين شمال صعدة
كان يشرف على تجهيز عمليات عسكرية تجاه الحدود السعودية
ضربة نوعية لطيران التحالف تقتل شقيق زعيم المتمردين الحوثيين شمال صعدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة