ضربة نوعية لطيران التحالف تقتل شقيق زعيم المتمردين الحوثيين شمال صعدة

كان يشرف على تجهيز عمليات عسكرية تجاه الحدود السعودية

الدخان يتصاعد من مقر تابع للحوثيين بعد استهدافه من قبل قوات التحالف الجوية في صنعاء (رويترز)، و إبراهيم الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين اليمنين قتل بغارة لقوات التحالف أمس.
الدخان يتصاعد من مقر تابع للحوثيين بعد استهدافه من قبل قوات التحالف الجوية في صنعاء (رويترز)، و إبراهيم الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين اليمنين قتل بغارة لقوات التحالف أمس.
TT

ضربة نوعية لطيران التحالف تقتل شقيق زعيم المتمردين الحوثيين شمال صعدة

الدخان يتصاعد من مقر تابع للحوثيين بعد استهدافه من قبل قوات التحالف الجوية في صنعاء (رويترز)، و إبراهيم الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين اليمنين قتل بغارة لقوات التحالف أمس.
الدخان يتصاعد من مقر تابع للحوثيين بعد استهدافه من قبل قوات التحالف الجوية في صنعاء (رويترز)، و إبراهيم الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين اليمنين قتل بغارة لقوات التحالف أمس.

تلقى المتمردون الحوثيون، أمس، خسارة قوية، وذلك بمقتل أحد القيادات الميدانية الرئيسية في الحركة في إحدى غارات قوات التحالف، ليلقى شقيق زعيم المتمردين الحوثيين، إبراهيم بدر الدين الحوثي مصرعه، أمس، في غارة جوية لقوات التحالف في محافظة صعدة، بشمال اليمن.
وقالت مصادر محلية في صعدة لـ«الشرق الأوسط» إن إبراهيم الحوثي قتل مع نحو 8 آخرين، يعتقد أن بينهم قياديين ميدانيين، في غارة استهدفت منطقة آل الصيفي بشمال مدينة صعدة، قرب الحدود اليمنية – السعودية، أثناء إشرافه على عمليات عسكرية «عدائية» ضد السعودية، وفقا للمعلومات المتاحة.
ووفقا لمصادر يمنية، فإن إبراهيم بدر الدين الحوثي، كان شخصية تعمل بصمت ويعتبر أحد القيادات الميدانية الرئيسية في حركة التمرد الحوثية وكان مكلفا بالمهام العسكرية والاعتداءات على الحدود السعودية، وتشير المعلومات المتاحة إلى أنه، كبقية أشقائه، لم يكمل التعليم الرسمي ودرس في مدارس دينية في إيران، إلى جانب ما تعلمه من والده المرجع الشيعي الزيدي، بدر الدين الحوثي، الذي توفي عام 2010.
وتؤكد المعلومات تلقيه تدريبات عسكرية مكثفة في إيران ولبنان، وإلى جانب مهامه العسكرية الميدانية في صعدة، فقد كان إبراهيم الحوثي أحد المشاركين الرئيسيين في الانقلاب على الشرعية اليمنية واقتحام العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي والسيطرة عليها ومحاصرة مواقع سيادية كدار الرئاسة وغيرها.
وتحفظ الحوثيون على إعلان مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي المولود عام 1979. في صعدة، ضمن منهجها المتبع فيما يتعلق بالكثير من قياداتهم الذين يسقطون قتلى أو جرحى في الحرب، باستثناء من تتسرب الأنباء عن مقتله، حيث لم يصدر تأكيد أو نفي لمقتله.
وتعد صعدة، التي يمسك إبراهيم الحوثي بملفها الأمني والعسكري، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، ومنذ انطلاق عملية «عاصفة الحزم» ومواقع الميليشيات الحوثية، في صعدة كغيرها من المحافظات، تتعرض لغارات متواصلة من قوات التحالف، رغم التحصينات الشديدة التي يتخذها الحوثيون في معقلهم، من خلال الكهوف والأنفاق والجروف التي حفروها على مدى سنوات طويلة، بمساعدة من خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني.
وخلال العقد والنيف الماضي، وحتى اللحظة، يستخدم الحوثيون مناطق محافظة صعدة الحدودية بين اليمن والسعودية، لتنفيذ سلسلة هجمات على الأراضي السعودية، بدأت بتكثيف عمليات تهريب المخدرات، بشكل منظم، إلى أراضي السعودية، وتوجت بالاعتداءات العسكرية على قوات حرس الحدود السعودي عام 2009. وتشير الكثير من التقارير إلى أن الحوثيين، وقبل اندلاع الحرب الأخيرة، كانوا يخططون إلى تحويل صعدة إلى مركز عسكري ذي ثقل قرب حدود السعودية بالتعاون مع أطراف خارجية، وقد كشفت السلطات اليمنية في السنوات الماضية سلسلة من عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين والتي ثبت أن معظمها ذهب إلى مخازن خاصة بالحركة المتمردة في محافظة صعدة.
ومنذ مطلع عقد تسعينات القرن الماضي، بدأ الحوثيون في تثبيت أقدامهم وتوسيع رقعة نفوذهم في محافظة صعدة، بصورة كبيرة، وخلال العقد الماضي، نفذ الحوثيون حملة شرسة على خصومهم والمخالفين لآرائهم والرافضين لها في صعدة، حيث استهدفوا القيادات القبلية والشخصيات الدينية، وتنوعت أعمال الاستهدافات بين القتل والتهجير، إضافة إلى تهجيرهم ليهود آل سالم في صعدة، مطلع عام 2007. ثم استهدافهم لمنطقة دماج، التي كانت عبارة عن مدينة عملية للسلفيين، منذ أنشأها الشيخ الراحل مقبل الوادعي، أواخر سبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي، وتشير المعلومات الواردة من صعدة، إلى أنها باتت محافظة شبه مهجورة من سكانها الأصليين، إضافة إلى أن الميليشيات عمدت إلى توطين مواطنين أفارقة ممن يعملون معها في عمليات التهريب، والذين ثبت، مؤخرا، أن معظمهم يعملون كمقاتلين مرتزقة في صفوف الميليشيات، حسبما بينت المواجهات في مأرب، الشهر الماضي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.