ثلاثة قتلى بهجوم على معسكر للأمم المتحدة في شمال ماليhttps://aawsat.com/home/article/507846/%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D8%A8%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A
ثلاثة قتلى بهجوم على معسكر للأمم المتحدة في شمال مالي
مصادر أمنية ترجح أن يكون من تدبير الجماعات المتطرفة
باماكو:«الشرق الأوسط»
TT
باماكو:«الشرق الأوسط»
TT
ثلاثة قتلى بهجوم على معسكر للأمم المتحدة في شمال مالي
قتل جنديان غينيان من قوة الأمم المتحدة ومدني، وجرح 14 شخصا آخرون في هجوم بصواريخ أطلقت على معسكر تابع لبعثة المنظمة الدولية في مالي في كيدال (شمال شرق)، كما علم من هذه القوة وعضو في المجلس المحلي. وقال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «إرهابيين هاجموا معسكرنا في كيدال في وقت مبكر من صباح اليوم (أمس) واستخدموا صواريخ» أدت إلى مقتل «اثنين من جنود حفظ السلام من الجنسية الغينية ومتعاقد مدني». وبينما أكد مسؤول محلي هذه المعلومات، تحدث مصدر آخر في المنظمة الدولية عن سقوط 14 جريحا، بينهم ثلاثة في حالة حرجة، مؤكدا أن «أحدهم أصيب في بطنه، واثنين آخرين أصيبا في القدمين». وبدوره، اعتبر عضو في بلدية كيدال أن منفذي الهجوم «هم أعداء السلام». وتعد الخسائر البشرية في صفوف بعثة الأمم المتحدة للسلام في مالي، الأكبر لقوة تابعة للمنظمة الدولية منذ أحداث الصومال ما بين سنتي (1993 - 1995). وكانت منطقة شمال مالي قد سقطت في منتصف سنة 2012 في أيدي مجموعات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وذلك بعد هزيمة الجيش أمام المتمردين الطوارق الذين تحالفوا في البداية مع هذه المجموعات، ثم طردت المجموعات المتشددة من هذه المنطقة بعد التدخل العسكري الدولي في يناير (كانون الثاني) عام 2013 بمبادرة فرنسية، الذي لا يزال مستمرا. لكن مناطق بأكملها لا تزال تفلت عن سيطرة القوات المالية والأجنبية رغم التوقيع على اتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي أدانته بعثة الأمم المتحدة وحكومة مالي، لكن بعض المصادر الأمنية ترجح أن يكون من تدبير الجماعات المتشددة، كما حدث في الهجوم على فندق باماكو، الذي أعلنت جماعتان إسلاميتان تابعتان لتنظيم القاعدة المسؤولية عنه، الذي أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا في وقت سابق من هذا الشهر.
للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشادhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5090593-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%AF-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%AA%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%AF
للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.
اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.
الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.
بداية الرحيل
في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.
رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.
الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».
فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».
رحيل تدريجي
وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».
كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».
avec le départ définitif des avions de chasse Mirage et de l’avion ravitailleur , une première étape du désengagement des forces militaires françaises stationnées au Tchad a été réalisée
ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.
وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».
ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».
لجنة مشتركة
ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.
في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.
ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.