تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم (الجمعة)، ببذل كل ما بوسعه «لتدمير جيش المتطرفين» الذي نفذ اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) في باريس.
وفي كلمة ألقاها في حفل نُظّم في مجمع ليزينفاليد، تكريمًا لضحايا اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلاً وأكثر من 350 جريحًا، ندّد هولاند بـ«زمرة من القتلة» يتحركون «باسم قضية مجنونة وإله يخذلونه».
وفي السياق نفسه، تحدث لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي للمرة الأولى اليوم، لإذاعة «أر تي إل»، عن إمكانية مشاركة قوات النظام السوري في مكافحة تنظيم داعش. قائلاً: «من أجل مكافحة التنظيم، هناك مجموعتان من الإجراءات: عمليات القصف.. والقوات البرية التي لا يمكن أن تكون قواتنا، بل ينبغي أن تكون قوات الجيش السوري الحر وقوات عربية سنية، ولم لا؟ قوات للنظام وأكراد كذلك بالطبع».
وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، قال فابيوس لاحقًا إنّ إمكانية مشاركة قوات الرئيس بشار الأسد في مكافحة تنظيم داعش لا يمكن طرحها إلا «في إطار الانتقال السياسي»، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة ممكنة «في سياق الانتقال السياسي وفي سياقه حصرًا».
لكنه أكد مرة جديدة لإذاعة «أر تي إل» أنّ الأسد «لا يمكن أن يمثل مستقبل شعبه».
كما أفاد فابيوس أنّ الهدف العسكري «الأول» في مسألة محاربة تنظيم داعش يبقى الرقة، معقل المتطرفين الواقع في شمال سوريا، الذي يتعرض لحملة قصف جوي مركزة من الطائرات الحربية الروسية والفرنسية منذ أيام. وتابع أنّ الرقة هي «بنظرنا أحد الأهداف العسكرية الأولى إن لم يكن الهدف الأول لأنه المركز الحيوي لـ(داعش) الذي انطلقت منه الاعتداءات ضد فرنسا».
واستهدفت الطائرات الحربية الروسية في الأسابيع الأخيرة هذه الفصائل المعارضة، مما أثار انتقادات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه فرنسا ضد «داعش».
كما أوضح فابيوس اليوم، أنّ «الرئيس بوتين طلب منا وضع خريطة للقوى غير الإرهابية التي تقاتل (داعش)»، و«تعهد ما إن نرفع إليه هذه الخريطة، وهو ما سنقوم به، بعدم قصفها، وهذا في غاية الأهمية».
ولزم فابيوس الحذر في حديثه عن مسألة تهريب النفط من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، غداة تجديد موسكو اتهام تركيا بعدم القيام بأي مساع لوقف حركة التهريب هذه عبر حدودها، مما يسمح للمتطرفين بالحصول على تمويل.
وفي ذلك قال الوزير الفرنسي: «ثمة شاحنات تنطلق من مجموعة من المواقع التي يسيطر عليها (داعش) وتذهب حسبما لاحظنا في اتجاهات مختلفة»، ذاكرًا منها تركيا. وتابع أنّ الحكومة التركية تقول لنا: «لسنا على علم بذلك».
واستطرد فابيوس: «يقال أيضًا إنّ قسمًا من هذا النفط يعاد بيعه إلى بشار الأسد»، مضيفًا: «لدينا شكوك».
وعلى صعيد متصل، أعلن الكرملين اليوم، غداة زيارة هولاند لموسكو أنّ الدول الغربية غير مستعدة للعمل مع روسيا في ائتلاف موحد ضد تنظيم داعش.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين، إنّ «شركاءنا للأسف غير مستعدين حاليًا للعمل معًا ضمن ائتلاف موحد». وأضاف: «البارحة، قال الرئيس بوتين إنّه على الرغم من هذا، علينا أن نبقي الباب مفتوحا ونحن على استعداد للتعاون ضمن أي صيغة يمكن لشركائنا القبول بها».
وكان بوتين قد طرح في أواخر يونيو (حزيران)، فكرة تشكيل «ائتلاف واسع» يضم كل من يحارب المتطرفين، وتقدم بها هولاند بعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر.
والاجتماع بين بوتين وهولاند الذي استغرق نحو تسعين دقيقة؛ لم يسفر عن تقدم في تجسيد فكرة «الائتلاف الواسع» في ظل استمرار الخلافات بشأن مصير الأسد في أي تسوية للنزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات ومشاركة جيش النظام السوري في المعركة ضد المتطرفين.
واتفق البلدان على الرغم من ذلك على «تنسيق» الضربات الجوية في سوريا ضد «داعش»، لتستهدف بشكل أساسي نقل المنتجات النفطية، وتتجنب الفصائل التي تقاتل التنظيم المتطرف ودمشق.
8:2 دقيقة
هولاند يتوعد بتدمير جيش «داعش»
https://aawsat.com/home/article/506876/%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB
هولاند يتوعد بتدمير جيش «داعش»
الكرملين: الغرب غير مستعد للمشاركة في ائتلاف ضد التنظيم
هولاند يتوعد بتدمير جيش «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة