«الباسيج» تحتفل بذكرى تأسيسها الـ36 بانتشار واسع في العراق وسوريا

قوامها أكثر من 90 ألف متطوع.. وتعد أداة قمع النظام الإيراني لمعارضيه

صورة أرشيفية لعناصر من الباسيج أثناء أحد التدريبات في العاصمة طهران (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لعناصر من الباسيج أثناء أحد التدريبات في العاصمة طهران (أ.ف.ب)
TT

«الباسيج» تحتفل بذكرى تأسيسها الـ36 بانتشار واسع في العراق وسوريا

صورة أرشيفية لعناصر من الباسيج أثناء أحد التدريبات في العاصمة طهران (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لعناصر من الباسيج أثناء أحد التدريبات في العاصمة طهران (أ.ف.ب)

أحيت طهران أمس الذكرى الـ36 لإنشاء قوات التعبئة الإيرانية «الباسيج»، وسط إشادة القادة الإيرانيين بدورها في حماية النظام داخليا، وفي ظل انتشار واسع لتلك القوات في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد، وكذلك القتال إلى جانب قوات «الحشد الشعبي» في العراق.
تأسست «الباسيج» عام 1979 بطلب من الإمام الخميني لحماية نظام الجمهورية بعد الثورة الإسلامية. إلا أن عددا من الناشطين ممن شاركوا في احتجاجات عام 2009 قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن «تلك الجماعات المسلحة تعد ميليشيات النظام التي يستخدمها لقمع معارضيه».
وتتبع «الباسيج» الحرس الثوري الإيراني، الذي يقع بدوره تحت سلطة المرشد الأعلى، وهي قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين مدنيين، ذكورا وإناثا، وتضم مجموعات من رجال الدين وتابعيهم، ويزيد تعدادها على 90 ألف متطوع، بحسب تقارير إيرانية.
ووفقا للنظام الأساسي لهذه القوات، فإن كل مدينة في إيران تبعا لحجمها وعدد سكانها مُقسمة إلى «نطاقات مقاومة»، وهي مقسمة بدورها إلى «مناطق مقاومة» و«قواعد مقاومة» و«مجموعات فرعية».
وفي بيانه أمس، اعتبر «الحرس الثوري» أن قوات التعبئة تستخدم طاقاتها في مسار «تقديم الخدمات للشعب في مختلف المراحل». وأضاف: «لا شك أن تحول قوات التعبئة وظهور التعبئة الشعبية في بلدان دخلت ساحة المواجهة مع المؤامرات الصهيونية والإرهاب التكفيري، مهد إلى تغييرات ميدانية تصب لصالح الحكومتين والشعبين في العراق وسوريا، وهو ما يبشر باجتياز هذين البلدين للمؤامرات الكبرى التي يواجهانها».
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي أمس إن «اتهام الباسيج بالتطرف معاداة من قبل الأعداء».
ومنذ تأسيسها عام 1979 قامت تلك القوات بالعديد من عمليات القمع بحق المتظاهرين، والمشاركة في مناورات وعمليات عسكرية، لعل أبرزها الآتي:
بدأت قوات «الباسيج» في تعبئة المتطوعين خلال تلك الحرب (1980 - 1988)، وخلال 6 سنوات تمكنت تلك القوات من حشد 100 ألف متطوع على الجبهة، شكلوا «موجات بشرية» بهدف فتح الطريق في حقول الألغام. ونشرت جريدة «إيران» تقريرا عام 2007، تحدث عن نجاح تلك المجموعات في حشد مليوني شخص أثناء الحرب، تنوع عملهم بين المشاركة في الحرب وإسعاف الجنود ونقل المؤن إلى الجبهات.
ظهرت قوات «الباسيج» في الصفوف الأمامية لقمع المظاهرات التي نظمتها المعارضة عام 2009 احتجاجا على ما وصف بالتزوير لصالح الرئيس السابق أحمدي نجاد. وشنت تلك القوات عمليات قمع باستخدام الهراوات والأسلحة، وشنت حملات اعتقال بحق ما يزيد على 60 ناشطا إيرانيا.
ويقول معارضون إن دور «الباسيج» يكمن في الحفاظ على النظام حال حدوث اضطرابات أهلية، خاصة أن معظم عناصرها ينحدرون من طبقات فقيرة ووسطى، وغالبية عناصرها مدنيون يمكن تعبئتهم عند الحاجة.
وقال قائد «الحرس الثوري» في طهران عبد الله أراجي، في تصريحات صحافية سابقة: «توقعت قيادة فيلق الحرس الثوري اضطرابات ما بعد الانتخابات، وأمرت بإسناد جميع الجهود الأمنية في العاصمة إلى الحرس و(الباسيج)، إلا أنه في 15 يونيو (حزيران) 2009 أطلق أعضاء (الباسيج) النار وقتلوا متظاهرين في ساحة آزادي».
وتقسم «الباسيج» إلى ثلاثة مستويات للعضوية: العادية، وبالموقع، والخاصة أو الحرس الشرفي. ووفقا لقانون «لائحة العمل للحرس الثوري» الذي أقره البرلمان في 13 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1991، فإن أعضاء «الباسيج بالموقع» و«الباسيج الخاص» يتلقون رواتبهم من «الحرس الثوري»، حيث يتلقى أعضاؤه بالموقع أجرا، مقابل الوقت الذي يقضونه في مشاريع محددة، أي نحو 400 دولار يوميا، وهو ما يزيد عن الراتب الشهري للمُعلم. أما أعضاء «الباسيج الخاص» فهم موظفون بدوام كامل ويتلقون راتبا شهريا.
اقتحمت قوات «الباسيج» الحرم الجامعي في مدن طهران وشيراز وتبريز خلال عامي 2009 و2010، واشتبكت مع متظاهرين في «يوم الطلاب» الموافق 8 ديسمبر (كانون الأول). وتعرض الطلاب وهم يرددون شعارات «الموت لخامنئي» و«الموت للديكتاتور» إلى هجوم شنته القوات التي كانت تنتشر في أماكن قرب جامعة طهران. وقامت قوات «الباسيج» بتعبئة آلاف الأعضاء غير المنتسبين إلى الجامعات ودفعتهم في المواجهة، وقامت باعتقال عدد كبير منهم. واعتبر مراقبون سياسيون أن «كتائب عاشوراء» للأعضاء من الذكور، و«كتائب الزهراء» للإناث، هما المكونان الأساسيان لقوات «الباسيج»، واللذان تأسسا في الفترة من 1992 إلى 1993 لقمع الاحتجاجات.
بعد قيام ثورات الربيع العربي تظاهر عدد من الإيرانيين في شوارع طهران، احتجاجا على ما وصف بديكتاتورية النظام الحاكم، إلا أنه ومع تدخل قوات «الباسيج» قتل شخص وأصيب عشرات واعتقل آخرون. وإثر ذلك، شنت وزيرة الخارجية الأميركية وقتها هيلاري كلينتون هجوما لاذعا على طهران. وأعلنت الوزارة في مارس (آذار) 2011 فرض عقوبات على القيادي في «الباسيج» محمد نجفي، بتهمة التورط في قمع المظاهرات والتعرض للناشطين السياسيين المعارضين.
قامت عناصر من «الباسيج» بالهجوم على مقر السفارة البريطانية في طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، على خلفية فرض عقوبات دولية على إيران. وقاموا باحتجاز 6 دبلوماسيين بريطانيين وأخذوهم رهائن، وسرعان ما خرج خامنئي وانتقد الهجوم.
تشارك قوات «الباسيج» ضمن صفوف النظام السوري في العمليات العسكرية ضد المعارضة والجيش الحر. ونشرت وكالة «فارس» الإيرانية تصريحات لافتة لأحد قادة «الحرس الثوري» وهو الجنرال حسين همداني، قال فيها إن بشار الأسد «يقاتل نيابة عن إيران». وأكد استعداد بلاده إرسال 130 ألفا من عناصر «الباسيج» إلى سوريا. وتحدث عن تشكيل «حزب الله سوريا».
ولم تمض ساعات على نشر هذه التصريحات حتى سارعت الوكالة إلى حذف الخبر، الذي كانت نشرته على صفحة «المحافظات الإيرانية»، بحسب موقع «بي بي سي» الناطق بالفارسية. وقتل القائد في هذه القوات نادر حميد متأثرا بإصابته في اشتباكات بسوريا، في ظل تزايد أعداد المقاتلين الإيرانيين إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأفادت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية بوفاة حميد المسؤول في قوات «الباسيج»، بعد إصابته في اشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة في مدينة القنيطرة. وأضافت الوكالة أن حميد كان يقوم بدور تنسيقي بين قوات الدفاع الوطني في مواجهة ما سمته عصابات الإرهاب وجماعات التكفيريين، وأن مراسم التشييع ستجري في محافظة خوزستان (جنوب غربي البلاد) بعد وصول جثمانه من سوريا.
يدعم النظام الإيراني مشاركة قواته ضمن صفوف القوات العراقية، وأظهرت العديد من التقارير قوات «الباسيج» وهي تقاتل ضمن قوات الحشد الشعبي في مدينة سامراء العراقية.



مقتل 46 شخصاً غرقاً خلال مهرجان ديني هندوسي بالهند

مشاركون بمهرجان ديني هندوسي قضوا غرقاً خلال طقوس غطس داخل أنهر وبحيرات ارتفع منسوب المياه فيها جراء الفيضانات (أ.ف.ب)
مشاركون بمهرجان ديني هندوسي قضوا غرقاً خلال طقوس غطس داخل أنهر وبحيرات ارتفع منسوب المياه فيها جراء الفيضانات (أ.ف.ب)
TT

مقتل 46 شخصاً غرقاً خلال مهرجان ديني هندوسي بالهند

مشاركون بمهرجان ديني هندوسي قضوا غرقاً خلال طقوس غطس داخل أنهر وبحيرات ارتفع منسوب المياه فيها جراء الفيضانات (أ.ف.ب)
مشاركون بمهرجان ديني هندوسي قضوا غرقاً خلال طقوس غطس داخل أنهر وبحيرات ارتفع منسوب المياه فيها جراء الفيضانات (أ.ف.ب)

قضى 46 شخصاً على الأقل؛ ومعظمهم أطفال (37 طفلاً)، غرقاً خلال مشاركتهم في مهرجان ديني بشرق الهند، على ما أفاد به مسؤول حكومي محلي «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم الخميس.

وأوضح المسؤول في «هيئة إدارة الكوارث»، بولاية بهار، أن المشاركين في المهرجان قضوا في حوادث غرق متفرقة بالولاية، خلال المشاركة في طقوس تقوم على الغطس في أنهر وبحيرات ارتفع منسوب المياه فيها جراء فيضانات وقعت في المدة الأخيرة.

وقال المسؤول؛ الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن «هؤلاء الناس تجاهلوا الارتفاع الخطر في منسوب الأنهر والمسطحات المائية عندما غطسوا للاحتفال» بالمهرجان.

وقعت سلسلة حوادث الغرق يومي الثلاثاء والأربعاء في 15 منطقة بولاية بهار، بمناسبة «مهرجان جيتيا بارف» الهندوسي الذي تشارك فيه الأمهات من أجل رفاه أطفالهن.

ويقام «مهرجان جيتيا بارف» الديني على مدى أيام عدة، كما يُحتفل به أيضاً في ولايتي أوتار برادش وجارخاند المجاورتين، وفي أجزاء من نيبال.

وأعلنت ولاية بهار عن تخصيص تعويضات لعائلات الضحايا، وفق مسؤولين حكوميين.

والعام الماضي، ذكرت وسائل إعلام محلية أن 22 شخصاً غرقوا خلال 24 ساعة في بهار، معظمهم أثناء الاحتفال بالمهرجان نفسه.

وتعدّ الحوادث المميتة أمراً شائعاً خلال المهرجانات الدينية الكبرى في الهند، خصوصاً تلك التي يشارك فيها الملايين.

وقُتل ما لا يقل عن 116 شخصاً في يوليو (تموز) الماضي خلال تجمع ديني هندوسي بولاية أوتار برادش، في أسوأ مأساة من نوعها منذ أكثر من عقد.

وتتعرض الهند لأمطار غزيرة وفيضانات مباغتة كل عام خلال موسم الرياح والأمطار الموسمية من يونيو (حزيران) إلى سبتمبر (أيلول).

ويعدّ موسم الرياح حيوياً للزراعة وللملايين الذين يتعيشون من الزراعة، ولكنه يلحق أيضاً دماراً واسعاً بسبب الانهيارات الأرضية والفيضانات التي يتسبب فيها، وتؤدي إلى مقتل مئات الأشخاص في جميع أنحاء جنوب آسيا.

ولقي أكثر من 200 شخص حتفهم بولاية كيرالا جنوب الهند في يوليو الماضي، عندما تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة في حدوث انهيارات أرضية، أدت إلى طمر مزارع شاي تحت أطنان من التراب والصخور.

ويقول الخبراء إن التغير المناخي يؤدي إلى ازدياد الظواهر الجوية القصوى في جميع أنحاء العالم، فيما يؤدي بناء السدود وقطع أشجار الغابات ومشروعات التنمية في الهند إلى تفاقم الخسائر البشرية.

وأشارت دراسة أجراها «معهد بوتسدام» عام 2021 إلى أن الرياح الموسمية أصبحت منذ منتصف القرن العشرين أشد تقلباً وقوة.