المغرب يرفض إنشاء مؤسسات موازية للجنة القدس لتحقيق مكاسب سياسية

السلطة الفلسطينية ترفض مقارنة قضية فلسطين بنزاع الصحراء المفتعل

المغرب يرفض إنشاء مؤسسات موازية للجنة القدس لتحقيق مكاسب سياسية
TT

المغرب يرفض إنشاء مؤسسات موازية للجنة القدس لتحقيق مكاسب سياسية

المغرب يرفض إنشاء مؤسسات موازية للجنة القدس لتحقيق مكاسب سياسية

أعرب صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، عن رفض بلاده لمحاولات إنشاء مؤسسات موازية للجنة القدس من أجل تحقيق مكاسب سياسية، مذكرا بأن المغرب ما فتئ يجدد نداءه لكي يكون هناك انخراط أقوى للدول العربية والإسلامية من أجل إطلاق مشاريع، وتنفيذها بشكل ذاتي في القدس الشريف.
ولفت مزوار، الذي كان يتحدث أمس في مؤتمر صحافي مشترك عقده في الرباط، عقب مباحثات أجراها مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، إلى أنه و«بدل الانخراط والمساهمة الفعالة في عمل بيت مال القدس، بدأنا نسجل للأسف محاولات حثيثة لخلق مؤسسات موازية للجنة القدس في محاولة للحصول على مكاسب سياسية، وكأن القضية الفلسطينية أصبحت اليوم تستغل لتحقيق مصالح سياسية ودبلوماسية». وأضاف موضحا: «نحن نرفض هذا المنطق، ونرفض أن يتم السير في هذا الاتجاه.. وسنبقى أوفياء للمبادرات التي أعلن عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس بهذا الخصوص، بتنسيق مع الرئيس محمود عباس، لدعم القدس والمقدسيين».
وأوضح مزوار أن جميع المشاريع المبرمجة، والتي توجد قيد الإنجاز التي ينفذها بيت مال القدس لفائدة المقدسيين، ممولة من قبل المغرب، معربا عن أسفه «لغياب الدعم بشأن تنفيذ هذه المشاريع». وأضاف مزوار: «لقد طرحنا على كل المساهمين فكرة التقدم وحمل مشاريع في إطار بيت مال القدس ولجنة القدس، لكن للأسف ليس هناك لحد الآن أي تفاعل إيجابي بهذا الخصوص». وأشار إلى أن «المهم والأساسي في موقف المغرب وفلسطين فيما يخص عمل بيت مال القدس هو أن ما نقوم به، ليس من أجل الحصول على مكسب سياسي ودبلوماسي، ولكن من أجل دعم القدس الشريف والمقدسيين، لأن صمود المقدسيين هو صمود للقدس أيضا في وجه الاحتلال الإسرائيلي».
وفي سياق متصل، أعرب مزوار والمالكي، عن رفضهما لما تشهده حاليا الأراضي الفلسطينية المحتلة «من تصاعد لأعمال العنف جراء الممارسات الاستفزازية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين العزل، وإزاء استمرار الانتهاكات الشنيعة وغير المقبولة للمسجد الأقصى والقدس الشريف، تمهيدا لتنفيذ مخططها الخطير الرامي إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا».
وأكد الوزيران في بيان مشترك صدر عقب مباحثات أجرياها أول من أمس بحضور أعضاء الوفدين المغربي والفلسطيني، أن «الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة تعد انتهاكا سافرا لقرارات الشرعية الدولية، واستخفافا بالمواثيق الدولية ذات الصلة»، داعين المجتمع الدولي إلى «ضرورة تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والضغط على إسرائيل من أجل وضع حد لعبثها بالقرارات الدولية وبالقانون الدولي والقانون الإنساني، وإلى تأمين حماية الشعب الفلسطيني واحترام حرمة المقدسات الدينية».
وشدد الوزيران المغربي والفلسطيني على أهمية تهيئة الظروف المواتية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تمر عبر وضع حد للاعتداءات التي تقترفها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وضد المسجد الأقصى. كما شدد الجانبان على «رفضهما وإدانتهما للتطرف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله، ومهما كانت مبرراته ووسائله وأيا كانت تجلياته، وأكدا على أهمية تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، والقضاء على مسبباتها وعدم ربطها بأية ثقافة أو حضارة أو دين».
من جهته، نوه الجانب الفلسطيني بالدور الذي يضطلع به الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وبالمقاربة العملية التي ينهجها والمتمثلة في المزاوجة بين المساعي السياسية والدبلوماسية والعمل الميداني.
وبالنسبة لنزاع الصحراء، ومن منطلق موقف دولة فلسطين الذي يؤمن بمبدأ ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة كل الدول العربية، أكد الجانب الفلسطيني موقفه الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، ودعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لتسوية هذا النزاع الإقليمي، وذلك باعتباره حلا جديا وواقعيا وذا مصداقية، وعبّر الجانب الفلسطيني أيضا عن رفضه المطلق لكل المقارنات المغلوطة والمشبوهة بين القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، وبين نزاع الصحراء الإقليمي المفتعل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.