أجرى فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي ورئيس حكومة الوفاق المعين، أمس، في العاصمة المغربية الرباط، مباحثات مع صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، تناولت تطورات البحث عن تسوية سياسية للأزمة الليبية، وذلك من خلال استكمال مسار حوار الصخيرات، على أرضية المخرجات التي تم التوصل إليها.
وجاءت مباحثات السراج مع مزوار في إطار زيارة أخوة وتشاور يقوم بها المسؤول الليبي إلى المملكة المغربية تدوم يومين، حسبما ذكر بيان صدر عن وزارة الخارجية المغربية أمس.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة السراج تأتي في إطار المشاورات المستمرة لاستكمال الحلقات الأخيرة من مسلسل حوار الصخيرات، الذي حقق في ظرف زمني لا يتجاوز سبعة أشهر، تقدمًا كبيرًا، كانت آخر نتائجه التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق سياسي شامل يحدد المؤسسات التي ستقوم بتدبير الشأن الليبي خلال مرحلة انتقالية مدتها 12 شهرا، كما توج بتعيين السراج رئيسا للمجلس الرئاسي.
واستحضر السراج ومزوار عزم الموفد الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر بدء مهامه من حيث انتهى سلفه برناردينو ليون، وقالا إنه سيبني مهامه على التراكمات المحققة من أجل استكمال الحلقات الأخيرة للحوار، مؤكدين ضرورة تجاوز المرحلة الراهنة في أسرع وقت ممكن، وذلك بتنزيل مخرجات حوار الصخيرات على أرض الواقع، حفاظًا على استقرار ليبيا وسيادتها ووحدتها الوطنية والترابية.
وأشاد السراج بالجهود الجادة والدؤوبة للملكة المغربية من أجل حل الأزمة الليبية، وذلك عبر استضافتها لجولة الحوار الوطني الليبي، كما عبر عن تطلع بلاده للاستفادة من خبرات المملكة المغربية، خصوصا في مجال بناء القدرات. كما ثمن المسؤول الليبي الجهود المتواصلة للمملكة المغربية في سبيل تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء الليبيين، ودعمها لدولة ليبيا حتى تتمكن من بناء مؤسساتها الديمقراطية، واستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في الطمأنينة والتنمية والعيش الكريم.
وبدوره، جدد الوزير مزوار التأكيد على أن المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، ستستمر في مواكبة ليبيا على كل المستويات لرفع التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية التي تواجهها، حتى تتمكن ليبيا من استعادة وضعها الطبيعي ولعب دورها في محيطها الإقليمي والدولي. كما ناشد الوزير المغربي الأطراف الليبية تغليب الحكمة والمصلحة العليا، والانخراط بمسؤولية في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، داعيا الشعب الليبي إلى الالتفاف حول حكومة الوفاق الوطني في هذه الظرفية الدقيقة.
في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصدر وثيق الاطلاع أن الأيام والأسابيع المقبلة ستعرف استكمال حوار الصخيرات لتدبير النقط العالقة والمتبقية، نظرا لأن الوضع في ليبيا وفي المنطقة ككل، لا يحتمل التأخير، خصوصًا أمام التصاعد الخطير للممارسات الإرهابية التي تعمل على استغلال كل مواطن الضعف للانتشار، والمس بسلامة الأفراد والجماعات من دون تمييز.
مباحثات ليبية - مغربية في الرباط بشأن استكمال حوار الصخيرات
السراج ومزوار: كوبلر سيبدأ مهامه من حيث انتهى ليون
مباحثات ليبية - مغربية في الرباط بشأن استكمال حوار الصخيرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة