في خطوة رأى فيها المقدّم في «الجيش الحر» مهنّد الطلاع أنّ من شأنها أن تشكّل تمهيدا لـ«الخلاص من (داعش) والنظام السوري» في محافظة دير الزور (شرق سوريا) الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف، أعلن «جيش سوريا الجديد» عن توليه مهمة التنسيق عسكريًا مع التحالف الدولي ضدّ «داعش» في المنطقة الشرقية. وبينما أشارت معلومات إلى تشكيل الفصيل الجديد قبل أسابيع، أعلن يوم أمس رسميًا عن تأسيسه، «وذلك بعد أسبوع على نجاحنا في تنفيذ عملية قتالية مهمة بالتنسيق مع التحالف في منطقة التنف، وفق ما أوضح الطلاع.
وكانت العملية الحدودية قد استهدفت عبر إنزال جوي مستودعات لتنظيم داعش على معبر التنف الحدودي بين سوريا والعراق أسفرت عن تدميرها بشكل كامل، وفق ما ذكرت مواقع معارضة، وهي المنطقة التي كان التنظيم فرض سيطرته عليها في شهر مايو (أيار) الماضي. وفي حين أشار الطلاع إلى أن «جيش سوريا الجديد» يتكوّن من مئات العناصر الذين يتمركزون في مناطق قريبة من دير الزور، لفت بيان تأسيسه إلى أنّه «يتكون من عناصر سوريين مدرّبين ويفتح باب الانتساب إليه أمام جميع السوريين الوطنيين».
ولفت الطلاع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التحضير لتأسيس هذا الفصيل كان قد بدأ قبل نحو ثمانية أشهر، نافيًا أي ارتباط بين توقيت الإعلان عنه والحراك السياسي الدولي، ولا سيما قبل اجتماع المعارضة حيث يجري التحضير لاختيار الفصائل المشاركة فيه. وأشار في الوقت عينه إلى أن ممثلين للمبعوث الدولي ستافان دي ميستورا كانوا قد تواصلوا مع بعض قيادات الفصيل، مضيفًا: «إذا دعينا إلى المشاركة في المؤتمر فلن يكون لدينا مانع».
وبعدما كانت فصائل عدّة في «الجيش الحر» قد رفضت التعاون مع «التحالف الدولي» لرفض الأخير قتال النظام و«داعش» في الوقت عينه، أكد الطلاع أن أهداف الفصيل الذي لا يزال جزءا من «الجيش الحر» هي قتال التنظيم والنظام على حدّ سواء، نافيًا في الوقت عينه وجود أي خلافات في صفوف الفصائل، وقال إن هناك تنسيقًا دائمًا مع الفصائل الموجودة في الشمال والجنوب، إضافة إلى محاولة إعادة استقطاب مقاتلي «الحر» الذين تركوا المنطقة بعد سيطرة «داعش» وانتقلوا إلى مناطق أخرى أو حتى انتسبوا إلى التنظيم. وأوضح كذلك أن «الوضع اليوم بات مختلفًا، نتلقى الدعم العسكري اللازم من دون أي تبعية لأي طرف، وسنكون قادرين على قتال (داعش) بعدما وضعنا خطّة كاملة للوصول إلى تحرير دير الزور».
من جهتها، أكدت مصادر في «الجيش الحر» أن لا وجود لخلافات مع «جيش سوريا الجديد» التابع لـ«جبهة الأصالة والتنمية» - التي هي جزء من «الحر» - لافتا إلى بعض التحفّظات تجاه ما وصفته بـ«تجزئة الصراع مع (داعش)». وقالت المصادر في حديثها إن «مشروعهم يهدف إلى استقطاب الشباب السوريين الذي تركوا المنطقة الشرقية رافضين القتال مع التنظيم، وهم ينجحون في هذا الأمر، كما أنه ونتيجة عمل جبهة الأصالة سجّل انشقاق بعض العناصر عن (داعش)»، مضيفة: «أما في ما يتعلّق بقتال التنظيم الذي نؤكد طبعًا ضرورة قتاله، فنحن نتحفظ على آلية العمل الأميركية ونعتبر أنّ وجوده في ريف حلب الشرقي وانتشاره في بعض الجيوب سيقف حاجزًا أمام نجاح أي محاولات للقضاء عليه، وبالتالي فإن المطلوب اليوم العمل على حصر وجوده في (محافظتي) دير الزور والرقة للبدء بخطط قتاله في المنطقتين بعد ذلك».
«جيش سوريا الجديد» يفتح رسميًا جبهة «دير الزور» ضدّ «داعش» بالتنسيق مع التحالف الدولي
أكد أن قتال النظام يبقى ضمن أهدافه الأساسية بعد أسبوع على تنفيذه عملية معبر التنف الحدودي

«جيش سوريا الجديد» يفتح رسميًا جبهة «دير الزور» ضدّ «داعش» بالتنسيق مع التحالف الدولي

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة