لقاء ثلاثي أميركي ـ إماراتي ـ سعودي يبحث تشكيل المعارضة السورية

كيري التقى محمد بن زايد وعبد الله بن زايد وعادل الجبير في أبو ظبي

وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعضو في الأمن الدبلوماسي الأميركي يلبسان حذائيهما بينما ينتظرهما وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وذلك بعد جولة في جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعضو في الأمن الدبلوماسي الأميركي يلبسان حذائيهما بينما ينتظرهما وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وذلك بعد جولة في جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي أمس (أ.ف.ب)
TT

لقاء ثلاثي أميركي ـ إماراتي ـ سعودي يبحث تشكيل المعارضة السورية

وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعضو في الأمن الدبلوماسي الأميركي يلبسان حذائيهما بينما ينتظرهما وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وذلك بعد جولة في جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعضو في الأمن الدبلوماسي الأميركي يلبسان حذائيهما بينما ينتظرهما وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وذلك بعد جولة في جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي أمس (أ.ف.ب)

أجرى جون كيري وزير الخارجية الأميركي مباحثات، يوم أمس، في العاصمة الإماراتية، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أطلعه على نتائج المحادثات التي عقدت مؤخرا في فيينا حول الأزمة السورية، والاتصالات التي أجرتها واشنطن مع حلفائها بشأن الأفكار والحلول التي تهدف إلى وضع حد لهذه الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية. وتتزامن مع جولة كيري زيارة الجنرال بول سيلفا، نائب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة لتركيا، لمناقشة الجهود المشتركة لمكافحة تنظيم داعش، وبحث إقامة «منطقة خالية من الإرهاب».
وتطرق الحديث بين الشيخ محمد بن زايد وجون كيري، الذي يزور أبوظبي ضمن جولة يقوم بها في منطقة الشرق الأوسط، إلى جهود التحالف الدولي في محاربة التطرف والإرهاب الذي تشارك فيه الإمارات، حيث أكدا في هذا الصدد أهمية التنسيق والتعاون والتشاور بخصوص تكثيف الجهود في محاربة التنظيمات الإرهابية بآليات فاعلة ومؤثرة وتحقق أهدافها.
وأكد الجانبان في ختام اللقاء، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، أهمية مواصلة دعم الجهود الإقليمية، خصوصا في اليمن وسوريا وليبيا وعملية السلام في الشرق الأوسط والمساعي الدولية في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وجرى خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون والشراكات الاستراتيجية القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، وتناول اللقاء الذي حضره الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أبرز قضايا المنطقة وتبادلا الرأي ووجهات النظر حولها.
وشهدت زيارة كيري اجتماعًا مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، وعادل الجبير وزير الخارجية السعودي، أبرز الملفات الإقليمية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن زيارة وزير الخارجية الأميركي تأتي ضمن سياق مساع لتشكيل وفد من المعارضة السورية المدعومة من دول غربية وعربية، للمشاركة في مباحثات مع النظام.
ونقلت عن مسؤول أميركي إفادة في وقت سابق أن كيري يأمل في لقاء مسؤولين سعوديين في زيارته إلى الإمارات، التي تأتي بعد أيام من إعلانه أن سوريا التي تشهد نزاعا داميا متعدد الأطرف منذ مارس (آذار) 2011، قد تبدأ مرحلة «انتقال سياسي كبير» في غضون «أسابيع».
وأطلق كيري تصريحاته عن الانتقال السياسي في سوريا إثر توصل دول كبرى معنية بالنزاع السوري إلى اتفاق في فيينا منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، ينص على وقف لإطلاق النار وإجراء انتخابات يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج وصياغة دستور جديد للبلاد.
كما تأتي مباحثات الإمارات في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة لإنهاء النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص؛ إذ من المقرر أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران، أمس، بينما يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند واشنطن وموسكو الثلاثاء والخميس.
ومن المقرر أن تستضيف السعودية في ديسمبر (كانون الأول) مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية، بشقيها السياسي والفصائل المسلحة التي تصنف بأنها «معتدلة» بهدف توحيد مواقفها قبل مفاوضات مرتقبة مع النظام، بحسب ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.
ويعد الاتفاق على أسماء وتشكيلة وفد المعارضة السورية المفترض مشاركته في المحادثات هي أولى العقبات التي تواجهها واشنطن في ظل الانقسام الداخلي في صفوف المعارضة من جانب، وفي ظل رفض أطراف دولية لبعض الأسماء المقترحة من المعارضين السوريين واتهامات لمساندتهم لجماعات إرهابية من جانب آخر.
وفي سياق الحديث عن مكافحة «داعش»، ألمح وزير الخارجية الأميركي لبرنامج «عرض اليوم» الأميركي، لخطوات إضافية تقوم بها واشنطن لمكافحة التنظيم المتطرف. وقال: «نحن نسرع الخطوات والرئيس أوباما قبل وقوع هجمات باريس اتخذ قرارات بوضع قوات خاصة على الأرض والقيام بخطوات إضافية بعضها لا أستطيع التحدث عنها، لكن الرئيس اتخذ بالفعل خطوات إضافية». وأشار كيري إلى محادثاته مع المسؤولين الإماراتيين والسعوديين. وقال: «هناك تركيز واضح من قبل الجميع وهناك جبهة موحدة، وأنا مقتنع تماما أنه سيتم هزيمة (داعش)، وأننا ذاهبون إلى اتخاذ خطوات للقيام بذلك ولدينا استراتيجية، وسنقوم بكل ما في وسعنا لتسريع هذه المرحلة».
وبعد أبوظبي، من المقرر أن ينتقل كيري إلى القدس وبعدها رام الله للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، سعيا لوضع حد للتوتر بين الطرفين، ومنذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) أسفرت الهجمات وعمليات الطعن ومحاولات الهجوم والمواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود إسرائيليين، إضافة إلى أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون، عن مقتل أكثر من مائة شخص غالبيتهم من الفلسطينيين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.