أعرب محمد تقي مصباح يزدي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، عن أسفه تجاه تغيير موقف رجال الدين الإيرانيين من الغرب وأميركا، كما انتقد بشدة تزايد «تغلغل العلمانية» في بنية الثقافة والمجتمع الإيراني، معتبرا مواقف وتصريحات كبار المسؤولين في حكومة روحاني «اجترارا» لمواقف الإصلاحيين.
وهاجم عضو مجمع مدرسي حوزة قم العلمية سياسة حكومة روحاني الثقافية، معتبرا أداء وزارة الثقافة وعلى رأسها وزير الثقافة علي جنتي «نماذج» من تصريحات مسؤولين سابقين في حكومة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. وكان مكتب المرجع مكارم شيرازي قد وزع بيانا قبل أسبوع على وسائل الإعلام الإيرانية بيّن فيه رفض المرجع استقبال جنتي بسبب «إشكالات أساسية» في أداء وزارة الثقافة و«المنتجات الثقافية» وترخيص نشر بعض الكتب والأفلام والحفلات الموسيقية.
وفي كلمة ألقاها يزدي خلال لقائه أعضاء اللجنة المركزية في حزب «مؤتلفة» الراديكالي، اتهم روحاني، من دون أن يذكر اسمه، بتفسير الدين وفق «الثقافة الغربية»، ملحمًا إلى إقامة روحاني في بريطانيا وتأثره بالفكر الغربي. كما اتهم التيارات المقربة من الحكومة الحالية برفض مبدأ الولي الفقيه و«إشاعة» الأفكار العلمانية وتكرار مواقف الإصلاحيين.
ولفت يزدي الذي يرأس «مؤسسة الإمام الخميني» ويعتبر حاليًا الأب الروحي للتيارات المتشددة وندًا لهاشمي رفسنجاني، إلى أن بعض من ساهموا من خلال الكتابات والخطابات وتحملوا السجن والتعذيب دفاعا عن الثورة الإيرانية «انقلبوا عليها»، مضيفًا أن أول من استخدموا في خطاباتهم لقب الإمام في وصف الإمام الخميني تراجعوا اليوم عن ذلك.
من جانب آخر، حذر يزدي من دور «رجال الدين المزورين» وتقديم الدين إلى الآخرين وفق أهوائهم ووصف تصريحات الرئيس الإيراني بشأن النمو الاقتصادي بأنه «تقليد للقيم الأميركية»، من دون ذكر اسم روحاني، قبل أن يستطرد قائلا: «إذا كان الدين منحصرًا في الصلاة والصيام واللطم.. لماذا قمنا بالثورة؟ ألم يقم النظام السابق اللطم في القصور؟ ألم يبث القرآن في زمن الشاه؟».
وكان روحاني قد هاجم قبل أسبوعين من يضيقون على الحريات الفردية بحجة الدين، قائلا: «لا يمكن أن نأخذ الناس غصبًا بقوة السياط إلى الجنة».
إلى ذلك، شدد يزدي على أن هوية الثورة الإيرانية كانت ثقافية وليست اقتصادية. وقال: «إذا كانت مشكلاتنا الاقتصاد والقضايا المادية فإن عدم القيام بالثورة كان أفضل لنا لأننا لم نكن نواجه العقوبات ولا مشكلة النووي، وكان وضعنا أكثر تطورًا من الآن».
وفي سياق متصل، هاجم محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري، تلميع الصورة الأميركية من قبل كبار المسؤولين في الحكومة والبرلمان الإيراني، مؤكدًا ما قاله سابقًا في عدة خطابات بشأن «تغيير أساليب أعداء الثورة» وعدم تغيير مواقفهم من النظام الإيراني وفقًا لوكالة أنباء «الباسيج» التابعة للحرس الثوري.
ورد جعفري بشدة على رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الذي نفى الأسبوع الماضي وجود «مساعٍ غربية وأميركية» لتغيير نظام الحكم في إيران، وقال: «البعض يقول إن المواقف الأميركية ومناهج الهيمنة تغيرت تجاهنا، ليس من الواضح ما إذا كان هذا الرأي صائبا لأنه ما دام النظام قائما فإن العداوة الأميركية مستمرة لأن غايات الثورة تعارض مصالح السلطويين والأميركيين، ومن المستحيل أن يتغير الموقف منا إلا إذا كفت أميركا عن التصدي لنا»، مشددًا على أن الولايات المتحدة تتبع أساليب «معقدة وملتوية» لتغيير مسار وغايات النظام الإيراني في الوقت الذي يتطلع فيه المواطن الإيراني إلى تنفيذ الاتفاق النووي ورفع العقوبات والانفراج وإنقاذ البلد من حافة الهاوية.
انقسام في المؤسسات الدينية الإيرانية تجاه الموقف من الغرب
يزدي عضو مجلس خبراء القيادة يهاجم روحاني ووزارة الثقافة في مؤتمر للراديكاليين
انقسام في المؤسسات الدينية الإيرانية تجاه الموقف من الغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة