وصل الرئيس السنغالي ماكي سال، أمس (الأحد)، إلى عاصمة مالي باماكو، في مستهل زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لرئيس دولة إلى مالي منذ الهجوم الدامي على فندق «راديسون بلو» يوم الجمعة الماضي، الذي أودى بحياة 22 شخصا أغلبهم سياح ومستثمرون أجانب.
وتأتي زيارة الرئيس السنغالي إلى باماكو من أجل تقديم واجب العزاء إلى نظيره المالي إبراهيم بابكر كيتا، بالإضافة إلى تقديم دعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي يتولى الرئيس سال رئاستها الدورية، وتضم هذه المجموعة 15 بلدا من غرب أفريقيا من ضمنها مالي والسنغال.
وأجرى الرئيس السنغالي، الذي فقدت بلاده أحد مواطنيها في الهجوم، مباحثات مع نظيره المالي أمس في باماكو، فيما كان قد أبدى في برقية بعث بها بعيد الهجوم قلقه من تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل، وتزايد قوة الحركات الإرهابية، واعتبر أن مواجهة الإرهاب تتطلب تنسيقا وتضامنا بين مختلف الدول المهددة.
من جهة أخرى، أعلن في العاصمة الموريتانية نواكشوط الحداد لمدة ثلاثة أيام على عموم التراب الموريتاني، بعد الهجوم الذي تعرضت له العاصمة المالية على يد مقاتلين من جماعة «المرابطين» بقيادة الجزائري مختار بلمختار، الملقب بـ«بلعور»، وبتنسيق مع إمارة الصحراء التي يقودها جزائري آخر يدعى يحيى أبو الهمام، وتتبع مباشرة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وجاء في مرسوم صادر أمس عن رئاسة الجمهورية الموريتانية الإعلان عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام على عموم التراب الوطني، على ضحايا العمل الإرهابي الذي تعرض له فندق «راديسون» بباماكو يوم الجمعة الماضي، وفق نص المرسوم.
كما أجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اتصالا هاتفيا أمس مع نظيره المالي، وذلك بعد برقية وصف فيها الهجوم على فندق «راديسون بلو» بالعمل الإرهابي الجبان، معتبرا أن قتل المدنيين واحتجاز رهائن مسالمين عمل ينافي الإسلام، على حد وصفه.
في غضون ذلك، تواصل أجهزة الأمن في مالي ملاحقة ثلاثة أشخاص متهمين بالتورط في الهجوم، فيما كشف مصدر قريب من التحقيقات، لـ«الشرق الأوسط»، أن المحققين متأكدون من وجود مجموعة وفرت الدعم لمنفذي الهجوم، وهذه المجموعة تتكون من ثلاثة أشخاص هم في حالة فرار. وأضاف المصدر الذي فضّل حجب هويته أن المحققين يجرون عملية مسح واسعة النطاق داخل الفندق بحثا عن أدلة جديدة قد تكشف ملابسات الهجوم وتقود إلى اعتقال المتهمين الفارين، مشيرا إلى أن هنالك مؤشرات مبشرة، رافضا إعطاء تفاصيل أكثر خوفا على مجريات التحقيق.
ويخشى المحققون من أن تتسلل خلية الدعم التي تتم ملاحقتها منذ يوم الجمعة إلى بلدان مجاورة لمالي، خاصة النيجر التي تتكون أغلب مساحتها من صحراء شاسعة تتصل مباشرة بالجنوب الليبي حيث يتزايد نفوذ التنظيمات الإرهابية.
وكان الهجوم، الذي وقع فجر الجمعة الماضي واستمر حتى المساء، قد انتهى بتدخل القوات الخاصة المالية مدعومة بقوات خاصة فرنسية وأميركية، فيما كانت الحصيلة مقتل 19 شخصا من أصل 170 كانوا في الفندق وقت الهجوم، من ضمنهم 140 من النزلاء و30 من الموظفين؛ وكان من ضمن الضحايا ستة مواطنين روس وثلاثة صينيين وبلجيكيان وأميركي وسنغالي.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن إسرائيليا قتل في الهجوم، بحسب ما أعلنت عنه بلدية تسور حداسا، المدينة الواقعة قرب القدس، فيما لم تتمكن وزارة الخارجية الإسرائيلية التي ليست لديها أي اتصالات دبلوماسية بمالي من تأكيد مقتل هذا الإسرائيلي في الهجوم، لكنها أكدت نجاة إسرائيلي آخر كان في الفندق.
تضامن إقليمي مع مالي بعد الهجوم الدامي على فندق «راديسون بلو»
المحققون يفتشون الفندق بحثًا عن أدلة جديدة.. وحملة لتعقب متورطين محتملين في العملية
تضامن إقليمي مع مالي بعد الهجوم الدامي على فندق «راديسون بلو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة