هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مواطني عرب إسرائيل (فلسطينيي 48)، الذين يغادرون البلاد ويلتحقون بتنظيم داعش، بسحب جنسيتهم ومنعهم من العودة.
وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث في بداية جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس، إن هناك بضع عشرات من الشباب العرب في إسرائيل يشكلون أقلية ضئيلة، يتسللون إلى الأراضي السورية للانضمام إلى «داعش». وفي هذا خرق للقوانين وطعن في مصالح الدولة. لذلك فإنهم لا يستحقون المواطنة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتطرق في حديثه، إلى الخلية التي اعتقلها جهاز الأمن العام (الشاباك)، الأسبوع الماضي، بتهمة الالتحاق بـ«داعش». وقال: «طلبت من المستشار القضائي للحكومة، البدء بإجراءات سحب الجنسية من كل من ينضم إلى داعش، ومن ينضم لهم ويخرج من البلاد لن يعود إليها أبدًا، ولتكن هذه عبرة لكل من يحاول الالتحاق بالإرهابيين».
وكان عدد من أعضاء الخلية المذكورة، باستثناء واحد، فشلوا في الوصول إلى سوريا وهم يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية حاليا، بانتظار محاكمتهم. وحسب لوائح الاتهام، فقد اجتاز الشاب نضال صالح (26 عاما)، من قرية جلجولية، حدود سوريا يوم الرابع والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، بواسطة منطاد شراعي في هضبة الجولان. في حينه، صدمت الأوساط الأمنية من دخول المنطاد إلى الأجواء السورية، خصوصا أن ذوي الشاب أعلنوا في أن ابنهم كان يتدرب على هوايته في مكان إسرائيلي منظم، لكنه ضل الطريق. وباشرت قوات الأمن تحقيقاتها لمعرفة هوية الشاب الذي اجتاز الحدود ولفهم أسباب توجهه إلى سوريا، علما بأنه وفي الليلة نفسها، جرى اعتقال الشقيقين جهاد نضال يوسف حجلة (26 عاما) وإيهاب نضال يوسف حجلة (23 عاما) من البلدة أيضا، بعد أن اتضح أنهما قدما له المساعدة في التوجه إلى سوريا. ويقول الشاباك إن الشقيقين معروفان له على خلفية دعمهما للتنظيم، وكانا تحت المراقبة.
وأضافت النيابة، أن «جهاد أقام في سوريا لنحو نصف عام في سنة 2013. وقاتل في صفوف داعش وتم اعتقاله بعد عودته إلى البلاد وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة سنة وأطلق سراحه قبل سنة، بالضبط في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2014. وقد تبين أن الشقيقين ساعدا نضال على الخروج إلى سوريا بهدف الانضمام إلى داعش. وكشفا خلال التحقيق معهما، أن نضال وجهاد تدربا في الأشهر الأخيرة على استخدام المظلة للتسلل إلى سوريا، وخططا لاجتياز الحدود من هضبة الجولان عن طريق الجو، خوفا من إيقاف جهاد على الحدود بسبب ماضيه الأمني وتوقعاتهما بعدم السماح له بالسفر خارجا»، حسبما زعم الشاباك في بيانه.
وأردفت أنه «خلال التحقيق تم التوصل إلى أربعة مشتبهين آخرين من جلجولية، وهم أنس نضال يوسف حجلة (19 عاما) وهو شقيق جهاد وإيهاب، وكذلك محمد أمين عودة (28 عاما)، ومحمد جميل سعادة (22 عاما)، وعدنان إسماعيل عثمان عناش (21 عاما)». وذكرت أنه «يستدل من التحقيقات، أن الخلية عملت منذ شهور برعاية جهاد حجلة، حيث اعتادوا على عقد لقاءات في بيته وإقامة دروس دينية والتي أكد جهاد خلالها لأعضاء الخلية على ضرورة تقديم المساعدة للتنظيم في سوريا، ثم قرروا بعدها إيجاد الطرق للسفر إلى سوريا للانضمام إلى داعش والقتال إلى جانبه»، حسبما جاء في بيان الشاباك. وسافر اثنان منهم إلى تركيا وحاولا الانتقال إلى سوريا لكنهما لم ينجحا في إقامة الاتصال مع الشخص الذي كلف بشأنهما من «داعش». والاثنان الباقيان، حسب البيان، تراجعا في آخر لحظة وعدلا عن الخطة.
ومددت محكمة الصلح في مدينة بيتح تكفا، يوم الأحد الماضي، للمرة الرابعة، اعتقال الشبان المذكورين. وأعلنت النيابة أنها ستقدم في المحكمة المركزية بمدينة اللد، لوائح اتهام ضدهم، وستطلب تمديد اعتقالهم حتى إنهاء الإجراءات القضائية بحقهم خلال أيام. وستشمل لوائح الاتهام، شبهات محاولة التسلل إلى سوريا، والاتصال مع عميل أجنبي، وتقديم خدمات، ومساعدة شاب بالتسلل إلى سوريا والالتحاق بتنظيم داعش. وكانت قوات من نحو مائة عنصر من الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك)، قد داهمت منازل الشبان وصادرت أجهزتهم المحوسبة وهواتفهم الذكية.
وحسب التقديرات الإسرائيلية، هناك أكثر من 50 عربيا من إسرائيل انضموا إلى «داعش»، خلال السنتين الأخيرتين. وقد قتل أربعة منهم خلال القتال. وعاد نحو عشرين، واعتقلوا ويمثلون أمام القضاء، أو انتهت محاكمتهم وفرضت عليهم أحكام بالسجن. ولم يوضح نتنياهو إن كان ينوي سحب جنسيتهم بأثر رجعي، أو البدء بهذه الإجراءات من الآن فصاعدا.
نتنياهو يهدد بسحب الجنسية الإسرائيلية من فلسطينيي 48 الذين التحقوا بـ«داعش»
تقديرات أمنها تفيد بأن هناك أكثر من 50 عربيًا انضموا إلى التنظيم المتطرف
نتنياهو يهدد بسحب الجنسية الإسرائيلية من فلسطينيي 48 الذين التحقوا بـ«داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة