نتنياهو يهدد بسحب الجنسية الإسرائيلية من فلسطينيي 48 الذين التحقوا بـ«داعش»

تقديرات أمنها تفيد بأن هناك أكثر من 50 عربيًا انضموا إلى التنظيم المتطرف

بنيامين نتنياهو (رويترز)
بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

نتنياهو يهدد بسحب الجنسية الإسرائيلية من فلسطينيي 48 الذين التحقوا بـ«داعش»

بنيامين نتنياهو (رويترز)
بنيامين نتنياهو (رويترز)

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مواطني عرب إسرائيل (فلسطينيي 48)، الذين يغادرون البلاد ويلتحقون بتنظيم داعش، بسحب جنسيتهم ومنعهم من العودة.
وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث في بداية جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس، إن هناك بضع عشرات من الشباب العرب في إسرائيل يشكلون أقلية ضئيلة، يتسللون إلى الأراضي السورية للانضمام إلى «داعش». وفي هذا خرق للقوانين وطعن في مصالح الدولة. لذلك فإنهم لا يستحقون المواطنة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتطرق في حديثه، إلى الخلية التي اعتقلها جهاز الأمن العام (الشاباك)، الأسبوع الماضي، بتهمة الالتحاق بـ«داعش». وقال: «طلبت من المستشار القضائي للحكومة، البدء بإجراءات سحب الجنسية من كل من ينضم إلى داعش، ومن ينضم لهم ويخرج من البلاد لن يعود إليها أبدًا، ولتكن هذه عبرة لكل من يحاول الالتحاق بالإرهابيين».
وكان عدد من أعضاء الخلية المذكورة، باستثناء واحد، فشلوا في الوصول إلى سوريا وهم يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية حاليا، بانتظار محاكمتهم. وحسب لوائح الاتهام، فقد اجتاز الشاب نضال صالح (26 عاما)، من قرية جلجولية، حدود سوريا يوم الرابع والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، بواسطة منطاد شراعي في هضبة الجولان. في حينه، صدمت الأوساط الأمنية من دخول المنطاد إلى الأجواء السورية، خصوصا أن ذوي الشاب أعلنوا في أن ابنهم كان يتدرب على هوايته في مكان إسرائيلي منظم، لكنه ضل الطريق. وباشرت قوات الأمن تحقيقاتها لمعرفة هوية الشاب الذي اجتاز الحدود ولفهم أسباب توجهه إلى سوريا، علما بأنه وفي الليلة نفسها، جرى اعتقال الشقيقين جهاد نضال يوسف حجلة (26 عاما) وإيهاب نضال يوسف حجلة (23 عاما) من البلدة أيضا، بعد أن اتضح أنهما قدما له المساعدة في التوجه إلى سوريا. ويقول الشاباك إن الشقيقين معروفان له على خلفية دعمهما للتنظيم، وكانا تحت المراقبة.
وأضافت النيابة، أن «جهاد أقام في سوريا لنحو نصف عام في سنة 2013. وقاتل في صفوف داعش وتم اعتقاله بعد عودته إلى البلاد وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة سنة وأطلق سراحه قبل سنة، بالضبط في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2014. وقد تبين أن الشقيقين ساعدا نضال على الخروج إلى سوريا بهدف الانضمام إلى داعش. وكشفا خلال التحقيق معهما، أن نضال وجهاد تدربا في الأشهر الأخيرة على استخدام المظلة للتسلل إلى سوريا، وخططا لاجتياز الحدود من هضبة الجولان عن طريق الجو، خوفا من إيقاف جهاد على الحدود بسبب ماضيه الأمني وتوقعاتهما بعدم السماح له بالسفر خارجا»، حسبما زعم الشاباك في بيانه.
وأردفت أنه «خلال التحقيق تم التوصل إلى أربعة مشتبهين آخرين من جلجولية، وهم أنس نضال يوسف حجلة (19 عاما) وهو شقيق جهاد وإيهاب، وكذلك محمد أمين عودة (28 عاما)، ومحمد جميل سعادة (22 عاما)، وعدنان إسماعيل عثمان عناش (21 عاما)». وذكرت أنه «يستدل من التحقيقات، أن الخلية عملت منذ شهور برعاية جهاد حجلة، حيث اعتادوا على عقد لقاءات في بيته وإقامة دروس دينية والتي أكد جهاد خلالها لأعضاء الخلية على ضرورة تقديم المساعدة للتنظيم في سوريا، ثم قرروا بعدها إيجاد الطرق للسفر إلى سوريا للانضمام إلى داعش والقتال إلى جانبه»، حسبما جاء في بيان الشاباك. وسافر اثنان منهم إلى تركيا وحاولا الانتقال إلى سوريا لكنهما لم ينجحا في إقامة الاتصال مع الشخص الذي كلف بشأنهما من «داعش». والاثنان الباقيان، حسب البيان، تراجعا في آخر لحظة وعدلا عن الخطة.
ومددت محكمة الصلح في مدينة بيتح تكفا، يوم الأحد الماضي، للمرة الرابعة، اعتقال الشبان المذكورين. وأعلنت النيابة أنها ستقدم في المحكمة المركزية بمدينة اللد، لوائح اتهام ضدهم، وستطلب تمديد اعتقالهم حتى إنهاء الإجراءات القضائية بحقهم خلال أيام. وستشمل لوائح الاتهام، شبهات محاولة التسلل إلى سوريا، والاتصال مع عميل أجنبي، وتقديم خدمات، ومساعدة شاب بالتسلل إلى سوريا والالتحاق بتنظيم داعش. وكانت قوات من نحو مائة عنصر من الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك)، قد داهمت منازل الشبان وصادرت أجهزتهم المحوسبة وهواتفهم الذكية.
وحسب التقديرات الإسرائيلية، هناك أكثر من 50 عربيا من إسرائيل انضموا إلى «داعش»، خلال السنتين الأخيرتين. وقد قتل أربعة منهم خلال القتال. وعاد نحو عشرين، واعتقلوا ويمثلون أمام القضاء، أو انتهت محاكمتهم وفرضت عليهم أحكام بالسجن. ولم يوضح نتنياهو إن كان ينوي سحب جنسيتهم بأثر رجعي، أو البدء بهذه الإجراءات من الآن فصاعدا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.