مصير الأسد ومستقبل الحل السوري يهيمنان على قمة الدول المصدرة للغاز

موسكو تكشف عن اهتمام بمشاركة الأردن في «التنسيقي» ببغداد

مصير الأسد ومستقبل الحل السوري يهيمنان على قمة الدول المصدرة للغاز
TT

مصير الأسد ومستقبل الحل السوري يهيمنان على قمة الدول المصدرة للغاز

مصير الأسد ومستقبل الحل السوري يهيمنان على قمة الدول المصدرة للغاز

يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أعمال قمة الدول المصدرة للغاز في طهران، حيث من المتوقع أن يجري محادثات اليوم في طهران مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في لقاء هو الثالث بين الرئيسين، وكذلك المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بعد ثماني سنوات على آخر لقاء بينهما خلال مشاركة بوتين عام 2007 في قمة دول قزوين في إيران. هذا في الوقت الذي يلتقي فيه الرئيس فلاديمير بوتين، غدا، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في سوتشي على ضفاف البحر الأسود التي يصل إليها في زيارة عمل قصيرة.
وفي وقت سابق قال يوري أوشاكوف معاون الرئيس الروسي إن بوتين سيبحث في طهران علاقات التعاون الثنائي، والاستثمارات والتعاون في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية، وكذلك التعاون التقني العسكري بين البلدين، بينما سيتم تركيز الاهتمام على المشكلات الدولية الملحة وفي مقدمتها تسوية الأزمة السورية، وتنفيذ الاتفاق الشامل حول أزمة الملف النووي الإيراني، والتصدي للإرهاب، وتحديدًا لجماعة تنظيم داعش الإرهابي، حسب قول أوشاكوف الذي لم يستبعد أن يجري بوتين محادثات ثنائية في طهران مع قادة عدد من الدول المشاركة، مثل رؤساء تركمانستان وبوليفيا وفنزويلا. ويشارك في القمة وفود عن 12 دولة مصدر للغاز هي روسيا والجزائر وقطر وبوليفيا ومصر وإيران وليبيا ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة.
ويصف الخبراء مشاركة بوتين في أعمال مجموعة الدول المصدر للغاز في طهران بأنها «فاتحة أسبوع آخر سوري بامتياز»، ذلك أن بوتين وبعد طهران التي سيهمين الموضوع السوري على أجواء المحادثات فيها، سيستقبل يوم غد في روسيا العاهل الأردني عبد الله الثاني، ومن ثم سيستقبل يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والموضوع السوري دومًا موضوع بحث رئيسي إن لم يكن الوحيد على جدول أعمال اللقاءات المذكورة.
ويرى مراقبون روس أن أهمية القمة الحالية للدول المصدرة للغاز لا تنبع من الطبيعة الاقتصادية فقط لقمة كهذه، بل وقد يكون الجانب السياسي هو الأهم لا سيما في ما يخص الحرب على الإرهاب والوضع في سوريا. حيث ستلتقي على هامش قمة الغاز وفود من دول يسود التفاهم بين بعضها في الشأن السوري، بينما ما زالت الخلافات قائمة بين البعض الآخر، وتحديدًا بين روسيا وإيران من جانب، وقطر من جانب آخر، كما برزت خلافات مؤخرًا بين موسكو وطهران ودوما مصير الأسد حجر الأساس في هذه الخلافات. ومن المتوقع أن يكون «مصير الأسد» واحدًا من المواضيع الرئيسية التي سيبحثها بوتين مع آية الله علي خامنئي، سيما وأن الجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية قد بلغت مرحلة متقدمة مقارنة بالجهود التي بذلها المجتمع الدولي في المراحل السابقة. وتعمل روسيا ومعها كل الدول المعنية بالأزمة السورية على تذليل العقبات لإطلاق مفاوضات سورية - سورية، في ظل مخاوف من أن تتعثر هذه الجهود لأسباب عدة ليس الخلاف على مصير الأسد بين الدول المشاركة في لقاءات فيينا حول الأزمة السورية آخرها.
إلى ذلك، قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، إن «الزيارة تأتي في الوقت المناسب، خصوصا في ظل احتدام الأجواء في المنطقة على خلفية التطورات الأخيرة التي تشهدها الأزمة السورية التي ستكون الموضوع الرئيسي لمباحثات الجانبين».
ومن اللافت أن أوشاكوف توقف تحديدا عند الرغبة التي تساور موسكو من أجل محاولة استمالة الأردن إلى التعاون مع المركز التنسيقي العسكري في بغداد الذي تشارك في أعماله كل من روسيا والعراق وسوريا وإيران. وفي ما يتعلق بالتعاون مع الأردن، كشف أوشاكوف عن «تشكيل آلية ثنائية للتنسيق بين العسكريين الأردنيين والروس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وعن أن موسكو تطرح التنسيق بين نشاط هذه الآلية الثنائية والمركز التنسيقي الموجود في بغداد وتشارك فيه روسيا وإيران وسوريا والعراق».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.