بعد أسبوع من هجمات متطرفة على المسلمين من مرشحين جمهوريين لرئاسة الجمهورية، وخلال زيارته إلى ماليزيا، دافع الرئيس باراك أوباما، أمس، عن المسلمين، في أميركا وخارجها. وقال عن صبية مسلمة: «لا تختلف عن أي صبية في أميركا».
ودعا أوباما إلى مساعدة اللاجئين أثناء زيارته لمركز لاستقبال الأطفال المهاجرين في ماليزيا، وتنتمي أغلبيتهم إلى أقلية الروهينغيا المسلمة المضطهدة في بورما (ميانمار). صافح أوباما طفلة، وقربها منه، وقال إن أمثالها لا يمثلون فقط وجه لاجئي بورما، ولكن، أيضا، وجه الأطفال السوريين والعراقيين.
في الولايات المتحدة، حاول دونالد ترامب، ملياردير العقارات ومن مرشحي الحزب الجمهوري، التنصل من تصريحاته يوم الأربعاء عن وضع المسلمين في قائمة خاصة بهم لمراقبة تصرفاتهم حتى لا يقوموا بعمليات إرهابية. وقال مسؤول في حملة ترامب الانتخابية إن الصحافي الذي نشر الخبر، صحيح، قابل ترامب، وتحدث معه، لكن «تعمد الصحافي أن يقول ترامب ما لم يقل». وقال المسؤول إن ترامب كان يتحدث عن تسجيل المهاجرين غير القانونيين، وليس عن تسجيل المسلمين.
في نفس الوقت، تستمر المضايقات والإحراجات للمسلمين والعرب الذين يسافرون بالطائرات. خاصة مع زيادة عدد المسافرين مع اقتراب عيد الشكر الأميركي. ومنذ هجمات باريس، شهدت رحلات جوية داخلية في الولايات المتحدة مضايقات وإحراجات لمسافرين، وفي كل الحالات تقريبا، كان المسافرون من أصول شرق أوسطية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن مسافرين منعا، يوم الخميس، من أن يستقلا طائرة في رحلة من شيكاغو إلى فيلادلفيا، وذلك لأنهما كانا يتحدثان باللغة العربية. وأضافت أن هذا يعكس التوتر السائد في الولايات المتحدة المرتبط بالهجمات في باريس قبل أسبوع تقريبا.
المسافران هما: ماهر خليل، وأنس عياد، أميركيان فلسطينيان. وكانا ينتظران السفر في طائرة تابعة لشركة طيران ساوثويست، عندما قال لهما موظف مراجعة التذاكر، معتذرا، أنهما لن يستقلا الطائرة لأن مسافرا آخر سمعهما يتحدثان بالعربية، ويشعر بالخوف من السفر معهما.
في الحال، وصلت شرطة أمن مطار شيكاغو، واستجوبت خليل وعياد لفترة قصير من الزمن، ثم سمحت لهما بالصعود إلى الطائرة.
في وقت لاحق، قال خليل لتلفزيون «إن بي سي» في شيكاغو إنهما، بعد أن دخلا الطائرة، طلبت منه مضيفة الطائرة فتح علبة بيضاء كان يحملها. وفعل ذلك. وقال ساخرا: «عندها تقاسمت البقلاوة التي كانت في داخل العلبة مع المسافرين». وردا على سؤال من وكالة الصحافة الفرنسية، قالت متحدثة باسم شركة طيران ساوثويست، في بيان مقتضب: «لجأ إلينا، خلال إجراءات دخول الطائرة، مسافر عبر عن قلق عن موضوع معين. ثم غادرت الطائرة المطار بكل المسافرين فيها، ووصلت إلى هدفها في سلام». ورفضت المتحدثة إضافة أي تفاصيل.
يوم الأربعاء، في شيكاغو أيضا، وفي طائرة تابعة لشركة ساوثويست أيضا، أنزل موظفو الشركة ستة مسافرين، سحناتهم وأسماؤهم شرق أوسطية، من طائرة قبل إقلاعها إلى هيوستن. ثم وضعوهم في طائرة أخرى كانت مسافرة إلى هيوستن.
عن هذا الحادث، قالت الشركة، في بيان، إن المسافرين الستة حاولوا الجلوس بالقرب من بعضهم البعض، وطلبوا من مسافرين تغيير مقاعدهم. وأضاف البيان: «لم نتمكن من تسوية الوضع دون تأخير الرحلة. لهذا، حجزنا مقاعد لهم في طائرة أخرى».
يوم الأربعاء، أيضا، عادت طائرة تابعة لشركة طيران «سبيريت» كانت مسافرة إلى مينيا بوليس (ولاية مينيسوتا) إلى مطار إقلاعها في فورت لودرديل (ولاية فلوريدا) بعد أن قال مسافر إنه سمع كلمة «قنبلة» في حديث بين اثنين من المسافرين.
بعد عودة الطائرة، حققت الشرطة مع واحد من المسافرين، الأميركي الإسرائيلي بانيف ابوتبول. في وقت لاحق، عقد محامي استأجره ابوتبول مؤتمرا صحافيا، انتقد فيه ما حدث لموكله. وقال المحامي إن موكله استجوب لأكثر من خمس ساعات.
وأضاف المحامي: «في نهاية الأمر، أفرجت الشرطة عن موكلي، بعد أن تأكدت أنه لم يكن يهدد الرحلة». وطلب المحامي اعتذارات من شركة الطيران، ومن الشرطة.
يوم الثلاثاء، في مطار لوس أنجليس، أمر موظفو شركة طيران سبرنت من جميع المسافرين الخروج من طائرة كانت متجهة إلى شيكاغو. وقالوا إن السبب هو: «لفت مسافرون أنظارنا إلى ثلاثة رجال وامرأة (يجلسون في مقاعد مجاورة) يشاهدون فيديو قال المسافرون إنه كان مخيفا».
في مطار لوس أنجليس، حققت معهم الشرطة، ثم سمحت لهم شرطة الطيران بالعودة، مع بقية المسافرين، إلى الطائرة. وذلك بعد أن تأكدت الشرطة أن الثلاثة كانوا يشاهدون نشرة الأخبار.
أوباما في ماليزيا يدافع عن المسلمين.. بعد مضايقات المسافرين جوًا في أميركا
الرئيس الأميركي دعا إلى مساعدة اللاجئين أثناء زيارته لمركز لاستقبال الأطفال المهاجرين وغالبيتهم من الروهينغيا المضطهدة
أوباما في ماليزيا يدافع عن المسلمين.. بعد مضايقات المسافرين جوًا في أميركا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة