من المتوقع أن يدخل قطاع العقارات السعودي مرحلة جديدة، بعد تحويل مجلس الشورى نظام الرسوم على الأراضي البيضاء إلى مجلس الوزراء، بينما كشف متخصصون في سوق العقار السعودية، أن السوق مستعدة للتطبيق من ناحية التأهيل النفسي للعقاريين والمادي للمشترين، حيث إن السيولة أصبحت محدودة حاليًا، في ظل الانخفاض الكبير الذي يشهده السوق ترقبًا لانخفاض الأسعار. وأوضح العقاريون أنه من الصعب أن تنخفض الأسعار بالقطاع بين يوم وليلة، إلا أن الانخفاض سيكون على مراحل تصل إلى 10 سنوات، حيث يتوقع أن تفقد السوق ما يزيد على 40 في المائة من قيمتها.
وقال عبد الله العجلان، الذي يدير عددًا من الاستثمارات العقارية، إن «القطاع العقاري السعودي مهيأ لهبوط محتمل في الأسعار، تماشيًا مع الانخفاض الحاصل في الحركة، خصوصًا أن السوق ومنذ أكثر من عام تتهيأ لتطبيق الرسوم العقارية، وهو القرار الأكثر تأثيرًا في تاريخ العقار السعودي والأكثر بصمة على حال السوق»، لافتًا إلى أن تطبيق الرسوم سيكون خطوة ممتازة للمحتكرين، خصوصًا أن أكثر من 90 في المائة من حركة العقار تقوم على الأراضي.
وأوضح العجلان أن نظام الرسوم على الأراضي البيضاء، والإسراع في تطبيقه، يؤكد سعي الدولة للقضاء على ارتفاع الأسعار، ومواجهة ملف الإسكان بحزم أكبر، لإغلاق الملف الأكثر توترًا في حياة المواطنين، الأمر الذي سيلقي بظلاله إيجابًا على ارتفاع نسب التملك نتيجة هبوط حتمي في الأسعار، مضيفًا أن «هناك انخفاضًا مصاحبًا في أسعار مواد البناء المستوردة خاصة، ونزولاً ملحوظًا في أسعار الحديد لما يقارب الثلث، وجميعها أمور تمهد الطريق نحو انخفاض الأسعار بعد نزول تكلفة البناء وتطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء».
وكان مجلس الشورى السعودي وافق - أخيرًا - على مشروع فرض رسم على الأراضي البيضاء وحوله إلى نظام، ورفعه إلى مجلس الوزراء للاعتماد بشكل نهائي، وأكد «الشورى» في حينه أن النظام سيعمل على تحقيق التوازن بين العرض والطلب، مضيفًا أن النظام لا يهدف إلى جباية الأموال أو دعم موارد الدولة المالية، وإنما هو من بين الإجراءات المتخذة لمعالجة أزمة السكن.
من جهته، أكد ياسر المريشد، الذي يمتلك شركة عقارية، أن الانخفاض آتٍ لا محالة، بدليل الارتفاع الكبير في العرض الذي شهده القطاع خلال الأيام الماضية فور إعادة الحديث عن القرار الذي صاحبه انخفاض محدود في الأسعار، موضحًا أن هناك عروضًا سجلت خلال الفترة الأخيرة لم تبلغها السوق منذ سنوات طويلة، مما يعكس تخوفًا حقيقيًا لدى المستثمرين، وقد يجري إغراق السوق بالمعروضات التي تزيد على مئات الملايين من الأمتار التي كانت محتكرة منذ عهد طويل قبيل تطبيق القرار، مما يعني أن العرض سيزيد أضعاف ما هو عليه، الأمر الذي سينعكس على الأسعار التي يحاول كبار المستثمرين الإيهام بأنها لم تتأثر.
وحول مستقبل القطاع بعد تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء، فند المريشد ما يشاع حول احتمالية سقوط كبير في أسعار العقار فور تطبيق القرار، حيث أبان أن القطاع كبير، يحوي مئات المليارات من الدولارات ومن المستحيل أن يفقد جزءًا من هذا المبلغ بين ليلة وضحاها، بل إن هناك انخفاضًا تدريجيًا في الأسعار على سنوات يعتقد بأنها لن تتجاوز الـ10 سنوات، مؤكدًا أن السنوات الثلاث الأولى بعد تطبيق النظام ستكون عصيبة على العقاريين نتيجة محاولتهم إبقاء الأسعار مرتفعة ومحاولة تعويض الرسوم، إلا أن التكلفة المرتفعة لن يتحملها المستهلك الذي يعاني أصلاً من ارتفاع الأسعار، مما سيوجد تنافسًا على طرح الأسعار قد يصل مجموع انخفاضها إلى 40 في المائة بعد نحو عقد من الزمن.
من جانبه، أشاد عبد العزيز الريس، المستشار في عدد من شركات التطوير، بالنظام وأكد أنه من أكثر القرارات إيلامًا لمحتكري الأراضي، لذلك يروّج الآن وبقوة أن هذه الخطوة سيكون لها انعكاسات سلبية على الأسعار، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق نظرًا لتخوف المحتكرين من دفع رسوم سنوية للدولة بمئات الملايين من الدولارات، الأمر الذي يجبرهم على ضخ مخططاتهم في السوق للحفاظ على رأس المال.
وتطرق الريس إلى أن العقار السعودي يفقد حركته بشكل متواصل وبمستويات جديدة منذ تداول موضوع رسوم الأراضي، مما يعني تجفيف السيولة المحدودة لدى المواطنين بإرادتهم لانتظار تطبيق الرسوم على الأراضي وانعكاسه على انخفاض القيمة، ومن ثم ضخ هذه السيولة للشراء بأقل الأسعار، مما يلقي بظلاله على ارتفاع منتظر في حركة العقار بشرط انخفاض الأسعار، وهو ما سيحدث لا محالة فور تطبيق رسوم الأراضي.
ومن المتوقع أن يضخ القرار فور تطبيقه عشرات الملايين من الأمتار التي كانت متوقفة منذ سنوات، الأمر الذي سيدفع بميزان العرض إلى تحقيق فائض كبير، مما ينعكس إيجابًا على الأسعار.
وكان القرار قد لاقى ترحيبًا شعبيًا كبيرًا، عبّر عنه المواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ إن توفير السكن من أولويات المواطنين الذين يعتبرون ملف الإسكان من أهم الملفات التي تواجههم في الحياة، إلا أن فرض الرسوم كان حدثًا غير اعتيادي على مسامع القطاع العقاري الذي وصل إلى مستويات جنونية من الارتفاع، ويعتبر هذا القرار بحسب تأكيدات مهتمين بالشأن العقاري من أهم القرارات التي شهدها القطاع عبر تاريخ السوق العقارية السعودية.
7:57 دقيقة
قطاع العقارات السعودي مهيأ لانخفاض الأسعار تدريجيًا
https://aawsat.com/home/article/502511/%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D9%87%D9%8A%D8%A3-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AE%D9%81%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D9%8B%D8%A7
قطاع العقارات السعودي مهيأ لانخفاض الأسعار تدريجيًا
بفضل تطبيق رسوم الأراضي البيضاء
- الرياض: عبد الإله الشديد
- الرياض: عبد الإله الشديد
قطاع العقارات السعودي مهيأ لانخفاض الأسعار تدريجيًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة