موسكو تعلن الحرب على الإرهاب وتطرح تشديد العقوبات محليًا ودوليًا

وزير الدفاع الروسي: سفن أسطول بحر قزوين أطلقت 18 صاروخ كروز على مواقع للإرهابيين في سوريا

موسكو تعلن الحرب على الإرهاب وتطرح تشديد العقوبات محليًا ودوليًا
TT

موسكو تعلن الحرب على الإرهاب وتطرح تشديد العقوبات محليًا ودوليًا

موسكو تعلن الحرب على الإرهاب وتطرح تشديد العقوبات محليًا ودوليًا

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن سفن أسطول بحر قزوين أطلقت 18 صاروخ كروز على مواقع للإرهابيين في سوريا أمس.
وفي اجتماع مشترك أعلن نواب الجمعية البرلمانية الروسية بمجلسيها «الدوما» و«الاتحاد» تبني روسيا لتشديد العقوبات ضد الإرهاب وكل من يدعمه أو يتعاون معه. وتوالى الخطباء في قاعة اتحاد النقابات (إحدى أهم وأكبر القاعات التاريخية في موسكو)، حيث راح كل منهم يطرح ما يرى ضرورة إقراره ضمن مجمل العقوبات الجديدة التي من المنتظر أن يبحثها البرلمان بمجلسيه في الفترة القريبة المقبلة، من أجل مواجهة الإرهاب أينما كان، بقوانين استثنائية توفر الظروف الملائمة لعمل أجهزة الأمن في روسيا بما يكفل مواجهته والقضاء عليه. وقد تراوحت المقترحات التي طرحها نواب البرلمان لتشمل تشديد العقوبات بما في ذلك إعادة تطبيق عقوبة الإعدام، وسحب الجنسية، إلى جانب منح قوات الأمن والشرطة الكثير من الصلاحيات الاستثنائية. وتجاوزت المقترحات الشأن الداخلي لتتعداه إلى ضرورة تطبيق القانون وفرض العقوبات على البلدان التي تتواطأ مع الإرهاب وتتجاوز الشرعية الدولية وتنساق إلى التعاون معه وتمويله. وكان الرئيس فلاديمير بوتين أشار في قمة العشرين التي عقدت اجتماعاتها الأخيرة في أنطاليا التركية إلى أن هناك أربعين دولة ومنها بلدان شاركت في قمة العشرين تتعاون مع تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سوريا. وقال: إن بلاده تملك تسجيلات التقطتها الأقمار الصناعية تؤكد تعاون هذه البلدان مع «داعش». وطرحت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد «فكرة إنشاء محكمة دولية على غرار (محكمة نورنبرغ) في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لمعاقبة الإرهابيين ومن يدعمهم ويتعاون معهم في ارتكاب الجرائم المروعة ضد الإنسانية».
وطرح آخرون أهمية الاتفاق حول تبادل المعلومات والتعاون المشترك، والالتزام بالقوانين الدولية في مجال التعامل مع قضايا الهجرة غير الشرعية والجريمة الدولية. ورغم اتفاق الغالبية الساحقة من المشاركين في اجتماع الأمس مع المقترحات المطروحة فإن هناك منها ما يتعارض مع نصوص الدستور الروسي الذي يحظر إسقاط الجنسية الروسية عن أي من مواطني روسيا إلى جانب إعلان الرئيس بوتين عن أنه كان ولا يزال ضد إعادة تطبيق أحكام الإعدام حسبما قال الناطق الرسمي باسمه ديمتري بيسكوف. ولم يخل اجتماع الأمس من تطرف بعض النواب الذين ذهبوا في مقترحاتهم إلى حظر سفر السائحين الروس إلى البلدان التي تسودها الاضطرابات وعدم الاستقرار، على حد قول فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي قال: «بضرورة اقتسام أرباح السياحة مع هذه البلدان من أجل تأمين السائحين الروس بقوات خاصة ومقاتلات حربية لحماية الشواطئ والمنتجعات التي تستضيف السائحين الروس شرطا لسفر مواطني روسيا إلى هذه البلدان»، وهو ما أثار ضحك وتعليقات الحاضرين، وإن أعربوا عن ارتياحهم لما طرحه من اقتراحات حول رفع مستوى التربية والتثقيف في المدارس والمؤسسات التعليمية.
من جانبه دعا سيرغي ميرونوف زعيم حزب «روسيا العادلة» إلى تعزيز التعاون العسكري التقني بين روسيا وسوريا من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب. وقال: «يجب تعزيز القدرات القتالية للجيش السوري. وذلك ما يتطلب منا تعزيز التعاون العسكري التقني مع سوريا، وبدء توريد الطائرات التي تدرب الطيارين السوريين على استخدامها»، إلى جانب ما قاله حول «جدوى وفائدة تنظيم دورات تدريبية سريعة لإعداد العسكريين السوريين في الكليات العسكرية الروسية»، وكذلك انضمامه إلى رفع القيود المفروضة على تطبيق عقوبة الإعدام في روسيا منذ تسعينات القرن الماضي.
وخلص الاجتماع المشترك إلى إصدار بيان تضمن الإشارة إلى أن «الإرهاب أعلن الحرب من جديد على العالم، في تحد للحضارة ومجتمعنا وحريات الإنسان وحقوقه بما فيها حق الحياة الذي تكفله المادة 20 من الدستور الروسي». وأشار البيان كذلك إلى ضرورة تجريم كل أشكال التعاون مع المنظمات الإرهابية سواء ما يتعلق بإمدادها بالأسلحة والأموال ومنتجات الطاقة أو التعامل مع ممثليها لشراء منتجات الطاقة أو الثروات الثقافية واعتبار كل ذلك جرائم دولية لا تسقط بالتقادم. كما أشار أيضا إلى «أن العالم يواجه من لا يرقى إلى مستوى البشر، يواجه شرا يستحيل الاتفاق معه أو الرضوخ إليه. لا بد من القضاء على الإرهاب كما تم القضاء على النازية واجتثاثه من الجذور، والاقتصاص من منظميه وملهميه بأشد عقوبات فرضها الشرع الإنساني. وينبغي علينا جميعا القيام بكل ما في وسعنا بما ينهي كل أشكال الإرهاب، والقضاء على طاعون القرن الحادي والعشرين ودحر العدو قبل أن يلحق بنا المزيد من الضربات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.