تضاربت المعلومات حول مبادرة تولاها طرف دولي لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية لدمشق، ففي حين أعلن «جيش الإسلام»، أنه يدرس اقتراحا بوقف محلي لإطلاق النار والعمليات العسكرية طرحه وسيط دولي بهدف وقف القتال قرب دمشق، أكد ناشطون أن التصعيد هو سيّد الموقف، بدليل القصف المدفعي والصاروخي من قبل النظام لمدينة دوما، التي سقط فيها 15 شهيدًا وعشرات الجرحى، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مفاوضات وقف إطلاق النار فشلت لأسباب غير واضحة. في وقت أكدت مصادر في المعارضة السورية أن اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق الشرقي وبين النظام السوري، جرى برعاية وضمانة روسية.
وقالت مصادر من المعارضة لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، إن «الاتفاق يضمن تدفق المواد الغذائية والصحية إلى الغوطة الشرقية، ويشمل هذا الاتفاق مدينة دوما التي ارتكبت قوات النظام فيها مجازر باستخدامها البراميل المتفجرة الملقاة من المروحيات، وخلفت مئات الضحايا من المدنيين».
وقال إسلام علوش المتحدث باسم «جيش الإسلام» أحد أقوى الجماعات المعارضة السورية المسلحة، أمس، لوكالة «رويترز»: «عرضت مبادرة وقف إطلاق النار من قبل أحد الوسطاء الدوليين على الرئيس السابق للهيئة الشرعية لدمشق وريفها الشيخ سعيد درويش، وقد وضع الأخير الموضوع بين يدي الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية». أضاف: «نحن في جيش الإسلام ندرس الموضوع في مجلس القيادة».
أما الناشطون على الأرض في الغوطة الشرقية وريف دمشق، فأعلنوا أن لا مؤشرات على وجود هدنة، بدليل استمرار وتيرة الأعمال العسكرية. وأكد الناشط داني قباني لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا شيء حاسم عن الدخول في مفاوضات لوقف إطلاق النار»، معتبرًا أن «استمرار القصف بنفس الوتيرة خير دليل على غياب بوادر الهدنة في الغوطة الشرقية وفي ريف دمشق ككل».
بدوره أوضح الناشط في الغوطة الشرقية براء عبد الرحمن، أن «غموضًا كبيرًا يلف مسألة التفاوض على وقف النار». وأكد أن «لا صحة لاستجابة جيش الإسلام لوقف إطلاق النار». ونقل عن قيادي كبير في جيش الإسلام قوله: «نحن مستنفرون على جبهاتنا، وعلى الرغم من تعدد الطلبات من عدة جهات، فإن القيادة لم تعلن الموافقة بعد على هذه الاقتراحات».
من جهته، أكد إسماعيل الداراني، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، أن «الكلام عن وقف لإطلاق النار جاء على لسان أحد الجنرالات الروس، الذي أعلن عن هدنة لـ15 يومًا تدخل اعتبار من اليوم (أمس) حيز التنفيذ، لكن سرعان ما تنصل النظام منها، بموقف لوزير شؤون المصالحة الداخلية الذي نفى صحة هذا الكلام».
وقال وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية، علي حيدر، في حديث إلى إذاعة «شام إف إم» المقربة من السلطات ليل الأربعاء: «هناك صعوبات لوجيستية لوقف العمليات العسكرية».
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن «فشل المفاوضات للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غوطة دمشق الشرقية، وسط تكتم من الطرفين على مجرى المفاوضات وخطواتها، التي كانت تدور منذ أيام»، مشيرًا إلى أن «أسباب فشل المفاوضات غير واضحة».
واللافت أن مدير المرصد رامي عبد الرحمن، تحدث عن انحسار العمليات العسكرية في ريف دمشق، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «تشهد جبهات دوما وحرستا هدوءا حذرا منذ ساعات الصباح الأولى (أمس)، على الرغم من عدم توصل النظام والفصائل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار»، مشيرًا في الوقت ذاته إلى «استمرار الاتصالات بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق».
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني سوري رفيع، أن «الاتصالات لا تزال في بدايتها وقد تحتاج لأيام أو أسابيع كي تثمر عن نتائج»، مضيفًا: «نحن منفتحون على أي تسوية توقف سيل الدماء». وقال المصدر: «للحلفاء الروس دور مباشر في التواصل مع الجهات التي تدعم الفصائل المسلحة»، مقرًّا بوجود «محادثات تجري بين الحكومة وبين مجموعات مسلحة في الغوطة الشرقية لوضع حد للعمليات العسكرية».
تضارب المعلومات حول هدنة في ريف دمشق بوساطة روسية
هدوء حذر على جبهات دوما وحرستا منذ صباح الأمس
تضارب المعلومات حول هدنة في ريف دمشق بوساطة روسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة